المحطة الأُلى

6K 166 53
                                    

#محطات
خذني معك
للكاتبة _مهرة
@mohra_9_30

من يكون غريباً بين أهله
‏ستهاجر مشاعره نحو وطن غيرهم

قدرَ الله لنا السفرِ في هذه الحياةِ  ، سفر يتخلله
محـطات ، منها مَن إخترنا

أن نتوقفَ عِندها ومنها ،مَن أُجبرنا على الوقفِ فيها ، هناك محطات كانت

مُحشه  فيها تغربت أروحُنا  ، وهنالك مَن تركنا فيها ضَحِكاتُنا ترنّ في أرجائها
، لم نكبر مثل  العمالقة  حتى تضيق علينا محطة طفولتنا ولكن ؛

هم ضيقوها علينا ،كبلوا أيدينا ، عَسَروا سيرنا ، كي لا نجري خلف

أحلامنا ....

: تجلس على ذلك المقعد، تنتظر القطار كي يقلها إلى مدينة الخيال ،التي سمعت عنها الكثير، هاربة من هذا المكان الموحش ،الكئيب ،الذي دُفنت فيه سنوات عمرها ،
لكي تتحرر من القيود التي كُبلت بها منذ أن كانت طفلة صغيرة
بداء الركاب يصعدون الي القطار ،حملت حقيبتها وسارت خلفهم ، بحثت عن المقعد المخصص لها جلست و بدأت صافرات القطار تعلن عن بدأ الرحلة
كانت تنظر من خلال النافذة وهي شاردة الذهن ، وشريط حياتها يمر أمام عينيها ،

في ذلك اليوم المشؤم الذي راني فيه، رئيس ابي في العمل وأنا أُعطي ابي غدائه الذي أعدته له أمي بعد ان رفض اخي أن يأخذة له ، كان عمري في ذلك الوقت ١٣ سنة ، أخذ ذلك الرجل ينظر إلي نظرة لم افهمها في ذلك الوقت وعلى وجهه القبيح ابتسامة تشمئز لها الأنفس ،

: من هذه الفتاة الجميلة يا رجل
: أنها إبنتي الكبيرة سيدي

أعطيت ابي غدائه و هربتُ من نظرات ، ذلك الرجل المقيت ، عدتُ إلى البيت و أخذت كتابي وجلستُ على سريري كي احفظ ما طلبت مني معلمتي من واجب ، غفوت وأنا أقرأ ، وصَحوت في المساء ، على صوت امي وهي تصرخ

: ماذا .... ماذا تقول يا رجل كيف ستترك العمل من أين نعيش إذا تركت عملك...، كيف ستطعم اولادك ، هل نشحذ أما ماذا ، هل أصابك الجنون

صرخ بها ابي قائلا
: اصمتي و للعنه ، هل تعرفين ، لماذا تركت العمل ، هل سألتني أم انكِ لا يهمك شئ سوى المال ...

: تحدث يا رجل ماذا هناك ..

قال أبي بصوت كسير
: مديري في العمل ذلك الحقير ، يريد مني شراء بنتنا ..

:قالت امي بستغراب كيف شرائها ، لم افهم ماذا تقصد!

: يريد ان يتخذها زوجتاً له ، ذلك الحقير ذو التفكير القذر ، لم يرى انها طفلة ، اصغر حتى من اصغر ابنائه

: لانت ملامح أمي وهي تبتسم ، اهذا كل شيء يا رجل
انهُ يريد أن يتخذها زوجتا له ، أن أبنتنا محظوظة حتى يفكر بها رجل ثري مثل هذا ، ستنعم بخيراته وتعيش كملكة

: اصابت الدهشة ابي كما أصابتني ، ماذا تقولين يمرأة
انا أقول لكي هي حتى اصغر من ابنائه

قالت أمي
: ولكن بالمقابل هو رجل ثري ، ماذا سيعطيها الشاب إذا ما تزوجت به ، غير الفقر والحرمان من أبسط الأشياء ، (نظرت بطرف عينها وقالت ) كحالتي انا

: يا لكي من أمرأة جشعه ، قومي من أمامي وإلا طحنتُ رأسك بتلك العصى

: عدتُ إلى سريري ونا منكمشة على جسدي ، اشد قدماي إلى صدري وأنا أُفكر ، هل ما سمعته صحيح أم اني مازلت نائمة ، وهذا حلم بشع ، هل يريد شرائي ذلك الرجل ، كيف إذا ما أقنعت أمي ولدي !!

وأنا مازلت في السرير وجسدي يرتعش خوف من تخيلاتي التي لم ترحمني ، وأنا أتخيل ان يقبل ولدي على بيعي ، وترك منزلي ، واذهب إلى العيش مع ذلك الرجل ، ولكن ماذا يريد بي ذلك العجوز ، هل سيتخذني خامة له ؟؟؟

صحوت من تخيلاتي على طرق الباب وصوت امي تخبرني أن العشاء جاهز ، خرجتُ من حجرتي ، جلستُ بجانب ولدي وكأني أطلب الأمان منه ، رغم ذلك الضيق الذي كان فيه ولدي لكنه أبتسم لي ووضع يده على رأسي يُمسد شعري ،

قال الي

: كيف حال أبنتي الحبيبة
: نظرت إليه وقلت انا بخير ولدي
: هل أنهيتِ دروسكِ
: بالطبع ابي فأنا لا أهمل واجباتي
: احسنتِ يا بنتي

: شعرت بالطمأنينة و الراحة من حديث ابي ، فأبي يُحبني ولن يفكر في بيعي

في الصباح

استيقظت من النوم ،وايقضة اخي ،كي نتناول فطورنا و نذهب إلى المدرسة، ارتديت ملابسي المدرسية و صففت ، وخرجت من غرفتي

: صباح الخير ابي صباح الخير أمي
: صباح الخير ، هيا تعالي وتناولي فطورك كي لا تتأخري ، لم يتبقى لكِ الكثير من الوقت
: جلستُ وبدأتُ  بتناول فطوري 

قالت امي لأبي
: ماذا ستفعل اليوم ، هل ستبقى فالمنزل ؟
: لا سأخرج و أبحث عن عمل
: أذهب ستجده بانتظارك هه
صرخ أبي : ماذا تريدين يا مرأة ؟

بدء شجارأبي و أمي تركت فطوري و قمت لأذهب
الأب : أين ذاهبة لم تنهي فطوركِ
: لا اريد أبي ، لديَ بسكويت فالحقيبه ، إلى اللقاء
: تصحبكِ السلامة يا بنتي 

بعد أن مر شهرٌ كامل ، أبي لم يجد عمل و نفذ ما لديه من مال كان يدخره ،أخذ يقترض المال من أصحابه ، وأمي كانت لا تسكت أبداً ، ولا تكف عن لومه
كان خوفي يزداد يوماً بعد يوم ، كنت انظر إلى عيني أبي عله يعطيني بعض الأمان ، لكن أبي تعب و ديونه كثرت

وفي يوم عدتُ فيه من المدرسة لأجد في من لي ما جعل جسدي يرتعش خوفا ...

#محطات
خذني معك
للكاتبة _مهرة
@mohra_9_30

أسعد الله أوقاتكم أحبتي ، انها اول تجربة لي بالفصيح
أعطوني ارائكم وهل أبدء رحلتي مع محطات أم أتوقف في هذا المحطة ، الرواية لا تمت الي المجتمع العراقي بصلة

من أنت ِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن