في ليلةٍ تعيسة وُلِدت خطيئة الى هذا العالم المليء بأمثالها ، في تلك الليلة وُلِدتُ انا ويالتني لم اولد ... اتعلم كم هو مؤلم أن تكون موجوداً لكن مُتجاهل من قبل الجميع كأنك لم تولد حتى ؟ حضورك وعدمه لا معنى له اطلاقاً ... وما ذنبي انا ؟ لما اولد طبيعي لما تحتم عليّ أن أكون ....مصاص دماء؟ لقد حذرتني امي مراراً من قول هذا .. لكن .. لما؟ لما عليّ أن أكون خجلاً من شي لستُ السبب فيه, لست مسؤولاً عنهُ ، لم يكن بيدي حتى!! لكن امي جعلتني ارتعب واخاف من ان ينطق فمي بهذا ...
حان الوقت ، سأخاطر بكل أملك على الرغم من أني لا املك شيئاً هه ، سأعيش كما انا لن اخجل من نفسي بعد اليوم !
تركت رسالة لأمي قلت فيها ما كان يجول في خاطري منذ وقت طويل
الى امي العزيزة...
شكراً لك حقاً لجعلي اعيش عشرين سنة من البؤس والخوف ، كبرتُ كثيراً وتعلمتُ الكثير من صراخكِ عليّ وضربكِ لي بسبب قولي اني مصاص دماء ...لا أرى عيباً في ذلك لكن إن كنتِ ترينني عيباً وعبئاً عليكِ على الرغم من كوني جزءاً منكِ ، فوداعاً ستكون هذه اخر مرة ترينني فيها واجزم انكِ ستطيرين من الفرح بسبب ذلك ..
شكراً مجددا لتحميلي ذنباً أنتِ اقترفته لكن لا تلقي باللوم على غيركِ بعد الآن لأن ذلك قد اهلكني حقاً...
شيروي ايتاميتركت هذه الورقة على سرير امي وانطلقت لأرى العالم
لابد انهُ واسع وكبير حقاً !
سأجرب كل شيء واكثر ما اردتُ تجربتهُ هو كيف يكون الشعور الذي بسببه ولدتُ انا مشاعر كالحب ، الكره ، السعادة ، البهجة........ كل تلك المشاعر اردتُ حقاً أن أشعر بها ، كنتُ حقاً حقاً متحمساً ..لحضة الحماس ؟ رائع جربتُ اول شعور اووووه انا حقاً سعيد واااااو هذا ثانِ شعور !!
وهكذا تتابعت المشاعر التي اردتُ تجربتها .. لكن لحضة اين انا؟ اين سأذهب ؟ ماذا سأفعل؟
كنت ارتجف لا اعرف احداً ولا احد يعرفني من سيساعدني؟
بقيتُ ساعات اسير في شوراع لا اعلم الى اين تؤدي الجميع كان يحدق بي كالغريب وانا بالفعل كنت كذلك بطريقة أو بأخرى كان جسدي ضخماً و طويلاً شعري يغطي معظم وجهي كنت شاحباً وكأن جسدي لا يملك قطرة دم والأهم كافحتُ لأخفي انيابي اخفي تلك الرغبة الجامحة في امتصاص دم كل من أراه, لستُ وحشاً ولا أريد أن أكون كذلك لن أفرغ معاناتي بأحد ، كنت خاوياً و فارغاً سرتُ بقرب سياج جسر فوق نهر كان النهر عميقاً ومخيفاً اكثر من هذا العالم ، نظرتُ امامي رأيت فتاة شابة لم استطع رؤيتها بوضوح كل ما كنت متيقناً منه أنها كانت تحدق بورقة اعتقد انها كانت صورة ؟ قبلت تلك الصورة ثم مزقتها ورمتها في ذلك النهر بدأت بتسلق سياج الجسر ...لحضة ! ماذا تفعل تلك الحمقاء ؟! تحرك جسدي من تلقاء نفسه ، أمسكت بها وغرستها في صدري وبدأت بشتمها بكل ما اعرف من شتائم حتى اني قلت اشياء بلا معنى كنت فقط اصرخ واوبخها . رفعت نظرها كانت هزيلة ورقيقة جسدها مغطى بالجروح ، والليل قد سكن تحت عينيها ، معصمها تزين بتلك الخدوش والجروح وصولاً إلى حفر ! كانت عميقة حقاً ! كيف بقت حية للأن ؟!
دفعتني و شتمتني هي الأخرى وحاولت رمي نفسها أمسكت بها مجددا ،
كانت تبدوا كأنها جثة لم اشعر للحضة أن هذا الجسد الهزيل يحتضنُ روحاً ..
حاولت دفعي من جديد وصرخت :
•لا دخل لك ابتعد ايها العملاق الحقير !
°عملاق حقير؟ هذا العملاق يستطيع ابادتك بلحضة فقط !
لمعت عينيها وصرخت :
• اذا افعل ذلك ارجوك لا اريد العيش !
° لا تريدين ؟ ما الذي حصل لتصلي الى هذه الحال ؟ لابد أن مشكلة كبيرة قد حدثت لكِ..
•ليس حكراً على الأشياء الكبيرة فالاشياء الصغيرة دور أكبر فهي تتجمع وتقتل !
°وما اشيائك الصغيرة التي حدثت ربما استطيع مساعدتكِ؟
•ليس من شأنك
°اذاً هل أنتِ مصرة على عدم اخباري ؟
• ....
°لعلمكِ فقط لن اغادر حتى اتأكد من انكِ لن تفعلي شيئاً شيئاً لنفسكِ !
•هه الجميع قال ذلك وتركوني اعاني بمفردي ففي النهاية هم ليسوا سوى بشر وضعاء ..
° حسناً من الجيد اني لستُ كذلك ~
•لا تتفوه بالهراء واغرب عن وجهي !
°اعتقد اني قلت لن افعل؟
•اتعلم انكَ مزعج حقاً ؟
°اوووووووه ~!!!
•ما الأمر ؟ هل جننت أخيراً؟
°احم احم مباركٌ لكِ انها المرة رقم خمسمائة من اصل مليون وخمسمائة مرة التي قيل لي فيها إني مزعج !
• هل تمزح معي ؟ هل قابلت مليون وخمسمائة شخص قال انكَ مزعج؟ انت فعلا غريب أطوار !
° كلا كلا كانت جميعها صادرة من امي ..
• الم يؤلمك هذا ؟ ام انك عديم المشاعر؟
° بالطبع كان من المؤلم سماع هذا من المؤلم جداً....
• اذا لما لا تنهي حياتكَ معي هنا والأن !
°لا اريد ذلك لستُ ضعيفاً لن استسلم ! إضافة إلى أنني لن اموت بسهولة لأنني لستُ بشرياً الا في بعض الحالات كالنزيف حتى الموت مثلاً..
•اه عدتَ لهرائك ...
° اقسم اني كذلك !
• أثبت ذلك إذا ~
كنت انتظرها لتنهي حديثها اذ بخنجرها الصغير يغرس في يدي كنت مصدوماً بشدة...
• انت تنزف اذا انت بشري ، كاذب ~
اخرجت ذلك الخنجر ولعقت الجرح لم ارد أن خسارة دمي لأني إن فعلت سأتحول لوحش وهذا اكثر ما اكرهه ! ..
كانت مصدومة لقد ابتعدت عني فوراً وبدأت بالجري بعيداً ..
°لحضة ماذا تفعلين الى اين أنتِ ذاهبة ؟
• ابتعد ايها المسخ الحقير لا تقترب ! لقد ارسلكَ هو صحيح ؟!
مسخ حقير ؟ هل انا كذلك في نظرها ؟ من هو الذي تعتقد أنه ارسلني ؟ ماذا تقصدين بحقك؟ !
بدأت خطواتها تتباطأ دخلت حيا مقرفاً وصلت لمنزل قديم متهالك حاولت فتح الباب حتى حاوطها بعض الرجال الذين حاولوا ازعاجها أحدهم شتمها واخر قام بركلها كانت صغيرة حقاً ونحيلة لم أحتمل الوقوف مكتوف الأيدي ..
اقتربتُ منهم و أمسكت بأحدهم من عنقه و بدأت بالصراخ عليهم ضربني أحدهم من الخلف استدرت وعيناي تشع غضبا وقلت :
° هل تتحدى مصاص دماء الآن؟☁️☁️