فى احد المنازل العائلية الواسعة ،وقف عبد الرحمن يعاتب زوجتة المستقبلية وطفلتة الصغيرة عائشة على ما فعلته أثناء جلوسها مع شقيقته فى منزل والده..
-بطلى تضحكِ بصوت عالى قدام الناس احسنلك يا عائش سامعه
*بس انا مش بعمل حاجه غلط،ثم انى عند فتون..
-بس ايه مش مُبرر انك عند صاحبتك انك تضحكِ بصوت عالى كده حتى لو عند اختى ف البيت
*ليه بس يا عبد الرحمن احنا كُنا جوا البيت والله ومش بنضحك بصوت عالى برة
-وكان موجود قريبنا ومحمد يا عائش
*عادى يا عبد الرحمن اديك قولت قرايبنا وبعدين محمد دا أخوك الكبير
نظر لها بإستنكار وهو يقول: -دا على اساس ان قرايبنا الشباب ومحمد دول من محارمك وعادى انه يسمعوا سيادتك وانتِ بتضحكِ وعامله فرح جوه مش كده
*بس..
-اسكتِ يا عائش علشان انا بجد زعلت جدا منك.
ارتفع صوتها وهى تقول بغضب -يووووووه بقا انا اتخنقت من ساعة ما كتبنا الكتب وانتَ بتتحكم فيا وفى كل تصرفاتى انا زهقت
نظر لها بعتاب وهو يقول-بتحكم فيكِ علشان بخاف عليكِ يبقى بتحكم فيكِ.. علشان عايزك تبعدى عن الفتن والمعاصى يبقا بتحكم فيكِ انا فى خطوبتنا كُنت بشوف تصروفاتك كُنت بدعى ربنا يهديكِ لحد ما نكتب الكتاب واحاول افهمك بينى وبينك علشان انا ماليش حكم عليكِ فى الخطوبه لكن فى الاخر لاقيتِ ان كل الى بعمله علشانك دا من وجهه نظرك اسمه "بتحكم فيكِ " تمام يا عائش انا مش هتحكم فيكِ تانى اعملى الى انتِ عايزاه سلام.
-عبد الرحمن...؟
......
وبعد اسبوع من إنقطاع عبد الرحمن عنها وعدم التحدث اليها، ذهبت الى بيت عمها و دخلت عائشة الى الغرفة التى كان يجلس بها كلًا من فتون واخيها ،دخلت وهى تنظر لعبد الرحمن الذى لم يبالى بدخوليها ولم يرفع عنيه فيها حتى،فحاولت ان تبدأ الحوار علها تُرضيه وتعتذر على ما فعلته بالامس ، فقالت وهى تنظر اليه
*السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ازيك يا فتون... ازيك يا عبد الرحمن..فتون بحب :-الحمدلله ازيك يا عائش عامله ايه
عبد الرحمن بلا مبالاه :-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله ازيك يا عائشه.. فتون انا نزل عايزة حاجه سلام* انا الحمدلله..عبد الرحمن..استنى لوسمحت
عبد الرحمن وهو لايزال ينظر بعيدًا عنها : -نعم
عائش برجاء: -ممكن نتكلم شويه
فتون :-خلاص انا هروح اعمل حاجه وارجع
عبد الرحمن :-اتفضلي
عائش وهو تحسن من ملابسها وتعرضها له : -ايه رائيك فى اللبس واسع اهوه زى ما طلبت
عبدالرحمن بلا مبالاه: -تمام كويس
عائش بحزن: -هو ايه اللى تمام وكويس..!
نظر اليها عبد الرحمن وهو يقول : -عايزة ايه يا عائشه؟
نظرت له بحزن وهى تقول :-انت ليه الايام دى مبقتش تقولى عائش زى زمان وليه بتتعامل معايا كده
عبدالرحمن بجدية: -بحاول اسيبلك مساحتك الخاصه علشان ما اخنوقيش بتصرفاتى وتحكُماتى يا استاذه عائشه مش دا الى حضرتك عايزاه؟
عائشه بحزن: - استاذة عائشه!؟ كل دا علشان بقولك انك تهدى عليا شويه وبلاش تحكُمات كتير
عبدالرحمن بلا مُبالاة -وانا قولتلك اسف وبطلت اتحكم او اتعامل خالص علشان ترتاحي وبعد اذنك بقا علشان عندى مشوار سلام ومش فاضى
..........
* ايه دا هو عبد الرحمن نزل وسابك يا ستى دا انا قولت انك هتعرفى تقنعيه يوصلنا النهاردة ...... عائش بتعيطى ليه ايه الى حصل ؟!عائشه وهى تبكى -اخوكِ يافتون مش بيبطل تحكمات من يوم ما كتبنا الكتب وهوه كده انا تعبت
وقالت فتون بحب وهى تحاول تهدأتها :-انتِ عارفه ان عبد الرحمن بيحبك من زمان يا عائش وبيخاف علشان بس مكانش بيقدر يعمل حاجه علشان بيخاف يغضب ربنا فيكِ ابقى فكريني احكيلك عليه ايام امتحاناتك وايام ما كُنتِ فى ابتدائى لحد دلوقتى لما نرجع ويلا بقا علشان اتأخرنا على الجامعه يا هانم
عائش بتصميم طفولى وهى تجذب يدها: -لا دلوقتى مش مهم الجامعه النهاردة مش عايزه اروح
ضحكت فتون من طريقتها الطفولية وقالت: -مش مهم ايه يا اختى؟! انتِ عايزاه يجى يخلص عليا يلا يا هانم انزلى قدامى
-طيب نازله اهوه براحه متزقيش
.....
عائش فتاة وحيد فى قصر أبيها، فى الفرقة الثالثه كليه تربية خجول وطيبه ومحترمه لكنها ليست بـملتزمه للاسف الشديد، ولانها وحيدة أباها فقد أصبحها نصيبها من الدلع عظيم جدا
لكن بفضل الله لم يُصب الله قلبها بالتكبر وتُحب فتون جدا وهى ابنة عم عبد الرحمن وفتون ...اما عبد الرحمن فهو يكبُر عائشة بأربع سنوات يدرس فى كليه طب و يُحب عائشة مذ كان فى المرحلة الابتدائية لكنه لم يُصرح لها بذلك قط ..كان دائم الخوف عليهادائمًا ،وفى صغرهما كان يضرب كل من يتعرضلها من الشباب او حتى يفكر فى التعرض لها او الاقتراب من أميرته الصغيرة... عبدالرحمن شاب ملتزم خلوق ومحترم جدا ويدرس العلوم الشرعية الى جانب دراسته الجامعيه... اما فتون فهى اخت عبد الرحمن فى نفس سن عائشه تربيا سويا ودائما سويًا فى كل شيئ حتى الجامعه لم تستطع ان تفرق بينهما .. فتون فتاه من النوع المرح الطيب، ملتزمه جدا لكنها لم تستطع إقناع عائشه بأشياء كتير تخص قواعد الالتزام رغم حُبها الشديد لها الا انها تخاف على مشاعرها وخصوصا ان اهل عائش من ذاك النوع" الى عايزنها تعيش سنها"..
أنت تقرأ
رواية زوجتى المنتقبة لفاطمة حسام محمود💙
Romanceروايتى دى لنشر القيم الاسلامية بإسلوب حوارى بسيط، خليط بين العامية والفصحى 💙