Part 1

40 5 0
                                    

الحياة ليست بالشئ السهل، إنما تواجهنا أمور لا نعلم كيف نتصرف فيها، في تلك الأوقات بعضنا يتمنى الموت لكن بعد التفكير نجد أن تلك الأمنية لم تكن الخيار السليم .... لأنه ليس علينا الاستسلام بتلك السهولة...من يريد أن يصل للنهاية عليه أن يجتهد ويكافح تلك الصعوبات التي تواجهه ... وفي النهاية جميعنا سنصل للسلام الداخلي.
قصة (ايلينا) مليئة بالصعوبات لكنها تابعت حياتها بعزم شديد حتى وصلت الى ما تريد....
منذ صغرها وهي مختلفة عن الجميع لم تلعب مع الأطفال في سنها يوما، تحب الهدوء والسلام ... و أكثر ما يسعدها النظر إلى السماء حتى أنها اعتبرت السماء صديقتها فكانت تقص عليها أحداث يومها.. وعلى الرغم من عدم اختلاطها بالناس كثيرا فكان أكثر ما يهمها سعادة من حولها ...لأن رؤيتها للإبتسامة تمدها بالساعدة...
لم يعرف من حولها طبيعة شعورها ولا حتى نُضجها على الرغم من صغر سنها ... وهذا أكثر ما كانت تعاني منه... أنها لا تجد من يفهمها في نفس عمرها، لذا كبرت وحدها دون وجود صديق ولا حتى توأم الروح...كبرت مع خيالها الواسع وحبها للأفق والسماء، وحبها للحرية المطلقة...
أحبت الرسم والقراءة ففي سن مراهقتها كان الكتاب صديقها، وفرشاة الرسم تفرغ أحزانها على قطع من القماش... وكانت كلما شعرت بالضيق من الحياة تسافر في خيالها على نوتاتٍ من الموسيقى الهادئة فتشعر وكأنها في عالم آخر يشعرها بالراحة ويفتح الباب أمامها لترسم مستقبلها...
على الرغم من وجود الكثير من الناس حولها كانت تشعر بالوحدة... كانت وعاء يصب فيه ثقة الآخرين، لتواسيهم وتنسيهم أحزانهم لترى بالنهاية الإبتسامة على وجوههم... فتستمد الإيجابية منهم كحصادٍ لما زرعت فيهم من أمل... لكنها لم تجد ذلك الشخص ليكون محل ثقة لها.. فكانت السماء بديلا له...
إلى الآن مشكلتها الوحيدة هي شعورها بالوحدة، إلى أن مات جزء من قلبها، أكثر عناصر الحياة يمدها بالسعادة (أمها) ذهبت لتنام طويلا تحت التراب، وتركتها وحيدة في هذا العام القاسي ... لازالت صغيرة على تحمل المشقة وحدها وتعليم نفسها من تلقاء نفسها...هي بالفعل اعتادت على عدم رؤية والدها منذ صغرها .. لكن امها كانت الوحيدة التي تحاول تفهمها ومساعدتها على التخلص من مشكلتها ... ولأن لا أحد يعرف ما هي (إيلينا)، بالنسبة للعام هي شخص يحفظ السر، و يعالج الهموم، تعطي النصائح للآخرين لكن صعب عليها تنفيذها، لأنها لم تجد شخص تشكو له همومها ليعطيها نصيحة لتعمل بها...
...أتت جدتها لاصطحابها لتعيش معها،... مرت الأيام واعتادت(إيلينا) على العيش مع جدتها... في الواقع وجدت الحب والطمأنينة في حضن جدتها، و تفاجأت بأن جدتها تفهمها بكل أحاسيسها، وبكل صدق وبدأت (إيلينا) بالتحسن تدريجيا، كانت جدتها تقص عليها القصص الخيالية كل يوم ومن تلك القصص تصل العبرة إلى(إيلينا). أحبت ايلينا القصص وتعلقت بشخوصها، وحلمت ان تخوض إحداها. ... كبرت ايلينا وأكملت دراستها وأصبحت فتاة في غاية الروعة، والجمال، والفطنة. ... وهي مازلت في حضن جدتها تحميها وترعاها... لم تتركها لتواجه العالم وحدها كما ظنّت.. بل ربتها، وأعطتها كامل اهتمامها.. حتى أصبحت على هذا الحال وبهذه القوة...
في إحدى الليالي مرضت جدتها، وبدأت تغيب عن الوعي، اتصلت إيلينا لنقلها إلى المشفى، ولكن قبل خروج جدتها من المنزل وكان قد بقي فيها القليل من الوعي أعطت إلينا قرطا ذهبيا وقالت لها "إعتني به".. قم انطلقت محملة على السرير نحو المشفى....
..... وقعت إيلينا على الارض باكية في ذلك البيت الخشبي في منتصف الغابة(بيت جدتها) عندما سمعت كلام الطبيب عبر السماعة "جدتك ستنام طويلاً يا ابنتي، أقدم لكي تعازيي".... أغلقت الهاتف وبقت تبكي طويلا إلى أن نامت... وفي أثناء نومها حلمت بأشخاص كثر حولها يرددون اسمها كانت وكأنها حفلة مليئة بالأضواء القرمزية، في قصر ضخم، ثم اقترب منها شخص وقال استيقظي، وتحول ترديد اسمها من باقي الناس إلى "استيقظي~استيقظي"....استيقظت من نومها مذعورة وتتنفس بسرعة هائلة... نظرت إلى القرط الذي تحمله بيدها، ألا وهو يتوهج بلونٍ قرمزي ساحر... أغلقت يدها واغمضت عينيها، تنفست وقالت: "لا مزيد من الخيال".... غسلت وجهها ثم خرجت لتتمشى في تلك الغابة المحيطة بمنزلها.... كانت الشمس على وشك الغروب، السماء مُحمرة ونسيم الهواء عليل ... استنشقت الهواء وشعرت بالهدوء.... نظرت إلى السماء وأخذت تبكي من جديد وتشكو كم هي مشتاقة لجدتها، وتفكر فيما كانت جدتها تفعل لو أنها موجودة.... غابت الشمس وظهرت النجوم في السماء جلست ايلينا تحت شجرة... احتضنت نفسها لمدة وشعرت بالأمان... وفجأة سمعت صوت عصفور يغرد بلحن جميل وهادئ ... التفتت حولها لترى من أين يصدر الصوت ... نظرت فوقها فإذا هو عصفور في غاية الجمال لونه أبيض ناصع يقف على غصن من الشجرة فوقها... وقفت بهدوء وهي تنظر إليه وتبتسم، إلى أن طار، فأخذت تركض خلفه... ثم اختفى بالسماء ... وقفت مذهولة التفتت حولها بحثا عنه، لكنها لم تجده.... لاحظت وكأن طريق يمتد أمامها، ترسمه أشجار كثيفة .... فجأة رأت ماسات*💎* بدأت تضيء واحدة تلو الأخرى على امتداد الطريق باللون القرمزي فذهبت تتبع توهج الماسات...، إلى أن وصلت بقعة فارغة من الأرض وفي منتصفها رموز غريبة، عندما اقتربت منها بدأت تضيء هي الأخرى، وبدأ قرطها يتوهج من جديد، وانفتحت أمامها بوابة من الغبار القرمزي المشع......

الجزء الثاني👇🏻..❣

أميرة القرمزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن