متحوِّل؟...

583 26 18
                                    

_"أتسائل إن أخطأت في حق الحظ الجيد يوما حتى يرحل عني"، تمتمت

عابسة و متذمرة إذ أنني من وقع الخيار عليها لِتقوم بالتنظِيف طِوال وقت الإِجازة قرب منزل الشاطِئ.

تنهدت بضجر لِأضيف:

_"لِم اخترتم أن تعتمِدوا على أنفسِكم يا رفاق؟لما كنت في هذا الموقف الآن."

_"أذكرك أنكِ من حثثتنا على اختيار تحمّل المسؤولِيّة بِأنفسِنا."، ذكرتني كيا...

_"بالظبط!، لِم تنجذبين للحرية والعمل وحدكِ كثيرا يا آيرِيس؟لقد حصدتِ ما زرعتِ فقط!"، أنّبت نفسي:فيروكا آيريس، تحت أنظارِ أصدِقائِي السّتة المستغرِبة...

ماذا؟ألم يعتادوا علي بعد؟

أخذت مكاني في القسم حِينما رن الجرس معلنا بداية الحصّة متزامنا مع دخول أستاذة الفيزياء.

لم أتابع شيئا من الدرس، فعقلي كان ينسج الرسالة التي أنا على وشكِ إبلاغِها لِصاحِب منزِل الشاطِئ على قدومِنا، وقدومي قبل الكلّ...

دعوت و رجوت من جذور قلبي أن تنتهي آخِر حصّة بسرعة حتى أذهب للمنزل و أشرع في انتِقاء الكلِمات المناسبة لِلرّسالة، وهذا بالظبط ما حدث!

فها أنا الآن على طاولة مكتبي أعيد مراجعة ما كتبت و الذي كان مضمونه:

*إلى السيد روجر:                          

سلام عليكم سيد روجر، أتمنى أنكم بصحة جيدة، أنا الآنِسة فيروكا آيريس من الطلاب المتطوعين للمساعدة على تنظِيف الشاطِئ و ترميمه بعد العاصِفة الهوجاء التي حلت به، و إن لم أخطئ فأنت تكون صاحِب البيتِ الذِي أقرضته لِي و لِأصدقائي الستة طوال الأسبوع الخاص بالتنظيف، أولا أود شكرك على جعلنا نستعير المنزل لمدة من الزمن، خصوصا أنك أخليته لنا، فكما تعلم، قد حُطّمت معظم الأكواخ حول الشاطِئ، أما المتبقية فقد أغلقت تفادِيا للخطر، إنك قد سمحت لِسبعة مراهقين في سن الثامنة عشر أن يقضوا وقتا ممتعا بمفردهم متطوعين لعمل خيري ألا و هو تجميل الشاطئ من جدِيد، لِذا أشكرك للمرة الثانية على هذا المعروف، وأود أيضا إطلاعك على قدومي مبكرا قبل يومين، أي وصولي غدا للموقع المعين لِأسباب معينة، في الأخير، دمتم في رعاية الخالق و حفظه.

                       الآنِسة فيروكا آيريس.*

أمسكت المسودة بين يدي و شرعت أعيد كتابتها على الحاسوب لِأرسلها إلى البريد الإلِكتروني الخاص بالسيد روجر، و بعد فعلتي هذه، لم تمضِ خمس دقائق حتى تلقيت رسالة القبول مِنه.

ستي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن