نادِر...

182 21 16
                                    


علّقت الشمس مِعطفها و دخلت منزِل النّهار جاعِلة تعانق جفناي يكُفّ مسبِّبة إبصارِي الضبابِيّ لِملامِح أشِعّتِها.

يوم جدِيد، و عمل جدِيد، و ب...

قطعت كلامِي الدّاخِلِيّ مستدِيرة بِسرعة لِجانِبِي أين وضعت الكأس الذِي يحتوِي على السّمكة.

ابتسمت جانِبِيّا هامِسة بنبرتِي المتكاسِلة إِثر النّوم:

_"كما توقّعت، هو حلم فقط، لا يوجد كأس و لا يوجد سمكة على المِنضدة، و بِالأخص لا يوجد متحوِّل"، أكملت نبرتِي متثائِبة بِخمول.

اعتدلت ناهِظة لِأغسِل وجهِي الذِي يبدو كحبّة طماطِم منتفِخة...

إنّها عادتِي في الإستِيقاظ فِي النّوم، يكون وجهِي منتفِخا و الحمرة تكسوه...

استحممت و توجّهت لِلمطبخ كي أعِد الفطور.

دخلت ثمّ فتحت الثّلاجة مباشرة دون م...

_"صباح الخير يا سبونج بوب، أظنّه مِن الأحسن لو سرّحتِ شعرك قبل الظهور أمامِي."

انتفضت شاهِقة بِفزع لِصوت رِين.

سحقا!لقد نسِيت تماما أنّه موجود معِي، يا إلهي أنا أقابِله بِوجهِي الصّباحِيّ، و بِشعرِي الذِي لم أسرِّحه، و بِمنامة سبونج بوب خاصّتِي.

كمِّيّة الإِحراج التِي تخالِجنِي الآن لا توصف!

وُسِّعت عيناي أكثر ناسِية وجود رِين لِلمرّة الثانِية و مركِّزة على شيء واحِد...

وِعاء السمك و السّمكة الزرقاء داخِله.

لا...لا يعقل أنّه...لا...

_"مِن أين أحضرت هذه السّمكة يا رِين؟"

_"مِن غرفتِك."

_"أتقصِد أنّها نفس السّمكة التِي..."

_"أجل نفسها التِي كانت فِي كأس ماء، أتسائل لِم أحضرتِ سمكة معكِ و أنتِ لا تملِكِين حوضها!على كل حال، لقد اشتريت واحِدا و وضعتها فِيه، لا داعِي لِشكرِي، لم أقك بِه لِأجلِك على أيّة حال، وأيضا؟أمتأكِّدة أنّها سمكة عادِية، هِي مضِيئة، تحدِيدا تضيء تارة و تنطفِئ تارة أخرى."

إذا...كلّ الذِي حدث حقِيقِي؟

تقدّمت بحسرة نحو السّمكة متمتِمة بين نفسِي بِكلِمات لا أعلم مِن أين أتت أصلا!

ستي!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن