في المشفي حيث يوجد احمد ..
جاسر بلهفة : طمني ي دكتور
الطبيب وهو ينظر لهم : عنده شوية رضوخ و كسور ف جسمه 3 اسابيع شهر بالكتير وتلتئم ان شاء الله ودا نتيجة للخبطة الجامدة اللي أتعرض ليها.. بس .. واكمل بأسف وهو يتطلع بهم :للأسف المريض دخل ف غيبوبة والله أعلم هيخرج منها أمتي بعد يوم شهر سنة الله أعلم دي حاجة بتاعت ربنا والموضوع مش عضوي خالص الموضوع نفسي هو رافض يرجع للواقع ف العقل تلقائي بيدخل ف غيبوبة يعني هو حاسس بكل حاجة حواليه بس رافض يصحي ادعوله .. بعد اذنكم وانصرف الطبيب تاركاً اياهم وسط صمتهم فكان لوقع تلك الكلمات الصدمة علي وجوه الجميع .. ولم يصحو من صدمتهم إلا علي صيحة من " كرين" وهي تصرخ صرخة مدوية والتي أخذت ترج أرجاء المشفي نظرا لخلو المشفي من البشر في مثل ذلك الوقت المتأخر بكلمه واحدة وهي " أحمــد "حيث قالتها بكل ما أوتيت من قوة ومن ثمَ اُغشي عليها في أحضان تلك التي صُمَتْ عن كل شئ وأخذ يتردد في اذانها كلمات الطبيب ولم تكن سوي فريدة التي تنبهت لكرين فأحتضنتها قبل أن يلمس جسدها الأرض .. ف اندفع كريم تجاه أخته وحملها بين ذراعيه وأخذ ينادي طبيب حتي ينقذ اخته ..
في تلك الاثناء عند جاسر ..
لم يشعر بما حوله جلس ارضاً واضعا رأسه بين يديه لا يري سوي أحمد وتذكر يوم وفاه والدته وأبيه حين تعهد علي نفسه بأن يكن هو الاب والام لذلك الصغير الذي يفقه شئ في هذه الحياة وأن يحميه دوما حتي وان كانت حياته المقابل.. اصبح لا يشعر بشئ سوي أن قلبه لم يعد يخفق .. قلبه مع ذاك الذي يرفض الواقع ..
أما عند نادية ف جلست علي المقعد بصدمة بعد حديث الطبيب وأخذت تجهش ف البكاء ف ابنها لا يعلم احد له مصير ومن صدمتها لم تستطع التحرك خلف ابنتها ..
أما عند نغم ف كانت في موقف لا تحسد عليه .. فهي لا تعلم ماذا يجب عليها أن تفعل هي في صدمة مما وقع علي سمعها ولكن يجب عليها أن تكن قوية حتي يستند زوجها عليها فيكفيه خوفه وقلقه فلا يجب أن تكن هي أيضا عاتق عليه.. وعاهدت نفسها أن تكون خير سند له ..
اما فريدة فلا تدري لما ذهبت مع كريم وكرين .. ولكن شعرت أن أحمد سيسعد بذلك .. فإنها بجانب حبيبته .. ذهبت وهي تري أحمد في شكل كرين .. وكيف لا وقد اوجعهم الحب لدرجة كادت تؤدي بحياتهم .. واقسمت في نفسها انها ستفعل ما بوسعها حتي يجتمع ذلك القلبين .. واتجهت خلف كريم الذي يحمل كرين ..
بينما جميلة فقد ملت من ذلك الحزن والبكاء.. واتجهت الي حيث الكافيتريا لتشرب شيئا فدائما ما كانت عديمة الانسانية والشعور بالغير..
داخل حجرة كرين ..
بعد أن كشف الطبيب عليها وتحدث وهو يتطلع بكريم وفريدة التي جلست علي المقعد المجاورلكرين تتمسك بيديها وتمسد علي شعرها : هي عندها انهيار عصبي عشان الوضع اللي اتعرضتله دلوقتي .. ياريت تكونوا حارصين علي صحتها اكتر ومحدش يعرضها لاي نوع من الانفعال وأعتقد أن المدام هتاخد بالها منها وهي هتفوق بعد شوية اول ما مفعول الحقنه يروح .. بعد اذنكم ..وتركهم الطبيب منصرفا لعمله ..
فكريم لم يكن بالحالة النفسية التي تسمح له بأن يُعَلق علي كلمات الطبيب ففريدة ليست زوجته كما قال ولكن صحة أخته وأخيه في خطر الآن ويجب عليه دعمهم ومساندتهم.. وجلس بارهاق شديد مقابل فريدة من الجهه الآخر علي المقعد بجوار الفراش يتمسك بيد كرين الاخري ويضع رأسه عليها ..
اما فريدة كانت شبه مغيبة فكانت تمسد علي شعر كرين وهي تنظر لذلك الوجه الملائكي الذي يرتسم علي معالمه الحزن ببراعة .. فمعك كل الحق يا أحمد فهي ملاك حقا .. يالله ..
ثم انتبهت لذلك الذي يجلس أمامها واضعا رأسه اعلي يد كرين .
فريدة وكما كانت دائما وابدا خير سند للجميع تعلمه أو لا حتي وان كانت غاصبة من ذلك الشخص فاردفت بصوت خافت : باشمهندس كريم .. باشمهندس كريم..
استفاق كريم من دوامة حزنه علي صوت تلك الفريدة وبنبرة حزينة:ايوة فريدة بحزن واضح في صوتها ولكنها تحاول اخفائه : حضرتك لازم تكون اقوي من كدة .. كرين الصدمة كانت كبيرة عليها ومهما كان هي لسة صغيرة علي كل دا .. حضرتك اخوها الكبير ومينفعش تشوفك بالحزن دا اومال تاخد قوتها من مين .. أما أحمد ولمعت عينيها حين ذكرت اسمه واكملت بابتسامه امل : انا واثقة ف ربنا وفيه وعارفة انه هيقوم عشانها وامسكت بيد كرين وهي تنظر له نظرة ذات مغزي واكملت : وعشانا كلنا .. عشان مينفعش كرين من غير احمد ولا احمد من غير كرين .. ثم قبلت راس كرين بحنان واتجهت للخارج: انا هروح اطمن عليه وهاجي لكرين تاني .. بعد اذنك
شرد كريم في كلماتها فكم هي جميلة في حزنها .. كم هي تعطيك الأمل بذلك الشكل وهي تحتاجه ولكن ما هذه النظرة وما معني كلماتها.. ولكنه استفاق من شروده علي همهمات كرين التي أوشكت علي الاستفاقة فكانت عينيها تذرفان الدمع وكأنها تناجي أحمد : متسبنيش .. مش متخيلة اعيش من غيرك .. اااة وأخذت تبكي بصوت عالي حتي استفاقت مرة واحدة وهي تصرخ باسم أحمد...
علي الجانب الآخر في غرفة العناية المشددة حيث يرقد احمد ..
وقفت فريدة بجوار جاسر ونغم فهي قد تعاهدت أن تكون خير سند للجميع : جاسر فوق كدة .. أحمد الحمدلله احسن علي الأقل معانا .. فوق انا واثقة انه هيقوم وأحسن من الأول كمان .. دا انت الكبير يا جاسر لو انت بقيت كدة نغم وأحمد يتسندوا علي مين
جاسر وعينيه تدمع وهو يقف أمام غرفة العناية المشددة يري أخيه وابنه وفلذة كبده محاط بالأجهزة .. لم يتصور أن يراه في يوم في مثل ذلك الموقف ابدا .. وأجاب فريدة وهو يناظر لأخيه : أحمد بيروح مني وانا واقف متكتف مش قادر اعمله حاجة .. ابني بيروح من أيديا .. انا اللي غبي .. انا اللي سيبته لوقت زي دا برة .. انا السبب .. انا السبب
نغم وهي تضع يديها علي كتفه تهديه وببكاء : والله هيفوق .. هيفوق وهتلاقيه بيضحك وبيقولك مكنتش اعرف ان قلبك خفيف كدة .. هيفوق وهيبقي احسن مليون مرة .. صدقني ..
التفت جاسر اليها ووضع رأسه بين احضانها يبكي نعم يبكي بكل ما أوتي من قوة ف الخوف يقصف بكل جسده ولا يردد سوي كلمة يارب ..
وفي ذلك الوقت اقتربت فريدة من نادية الجالسة متضرعة بين يدي الله تقرأ آياته وتدعوه أن ينقذ أبنائها ودموعها لا تتوقف .. ففريدة لم تتعامل معاها عن قرب من قبل ولكن احبتها فهي تذكرها دائما بوالدتها التي فقدتها في صغرها ف أبيها دائما وابدا ما يتحدث عن ليلته فهي تشبهها في الطيبة والحنان والاحتواء فلم تشعر بنفسها سوي وهي تجلس بجوارها ف انتبهت لها نادية ف ختمت آيات الله ونظرت لها .. تعلم أنها حزينة وتعلم أنها لم تخرج حزنها ذاك حتي الآن .. ف شعرت برغبتها في الأمان والدفء ف فتحت لها ذراعيها فلم تنتظر فريدة وكأنها كانت بحاجة ملحة لذلك وارتمت في احضانها تبكي بشقهات متتالية وكأنها طفل صغير يحتاج للترويض : أحمد .. ااااحمد .. كان نفسي دايما يبقي عندي اخ وكان دايما معوضني عن الإحساس دا .. دايما حاسس بيا وجمبي .. دايما سبب ف فرحتي .. عايش يفرحنا كلنا وبس انا أول مرة أحس اني عاجزة اوي كدة ..اااة يارب بقي ..
كانت تستمع لها نادية وهي تربت علي حجابها وظهرها فهي كالطفل الصغير حقا تحتاج لمن يضمها ويواسيها فهي تواسي الجميع ولا تجد من يواسيها .. و فجأه استمعوا لصرخة كرين للمرة الثانية باسم أحمد .. ف انتفضوا اليها جميعا حيث توجد ..
اما عند كرين فكان يحاول كريم بشتي الطرق تهدئتها ولكنها لا تستجيب ولا تفعل سوي أنها تنادي لأحمد وحينها دخل الجميع حيث ترقد كرين .. وأخذت تنظر في وجوههم جميعا ولم تعلم لما للمرة الثانية تذهب لتلك الفريدة دوناً عن الجميع واتخذت من احضانها حصنا منيعا ف لم تفعل فريدة سوا أنها ضمتها بقوة تستشعر الأمل في عودة أحمد من ذلك الحضن واخذتها باتجاه فراشها وجلست بجوارها بعد أن انامتها عليه وهي تضع رأس كرين في احضانها .. وأخذت تهدهدها كطفل صغير وهي تمسح علي شعرها الطويل الناعم المبتل أثر العرق من الانفعال : شششش خلاص .. أحمد شوية وهيفوق بس ساعتها هيزعل منك اوي
فنظرت لها كرين بخوف ..فتابعت فريدة بحنان واضح في صوتها : عشان اللي بتعمليه دا مينفعش يا حبيبتي .. هو محتاجك انتي اكتر واحدة جمبه .. وباللي بتعمليه دا صعب تكوني جمبه عشان انتي تعبانه دلوقتي .. مش انتي عايزة تكوني جمبه .. أماءت كرين براسها دليل علي الموافقة علي كلمات فريدة ..فاكملت فريدة وهي تقبل رأسها : يبقي نامي دلوقتي عشان خاطري ساعة بس وانا بنفسي هاجي اوديكي لأحمد مش انتي عايزة تشوفيه..
فأجابتها كرين لأول مرة منذ ان أخذت تلك الحقنة بصوت هامس: ايوة .. ووضعت رأسها في أحضان فريدة ولم تشعر بنفسها بعدها فقد غفت ف أثر الدواء لم ينتهي من جسمها بعد .. ف ظلت فريدة علي ذلك الوضع حتي شعرت بانفاسها المنتظمة فعدلت من وضعية رأسها علي الوسادة بجانبها وقبلت رأسها وقامت باتجاه الجميع حين كانوا يطالعونها بنظرات مختلفة منها الحب ومنها الدهشة ومنها الحنان ف نادية كانت تنظر لها بحنان فهي أكثر من يحتاج لذلك الاحتواء ولكنها تعطيه بكل ما أوتيت من قوة لفتاتها..
ونغم وجاسر فكانوا ينظرون لها بحب فهم كثيرا ما تعودوا علي حنان فريدة مع الجميع
أما عند كريم فكان ينظر بدهشة ف أخته لم تري فريدة سوي مرة واحدة فكيف تحتاج إليها دونا عن الجميع .. وكيف لتلك الفريدة أن تكون بمثل ذلك الحنان والحب المفعم لاخته .. فهو لم يري منها سوي الشراسة والعناد والقوة حتي وإن تعاملوا مرة دون مشاجرة ولكن كيف لها أن تكون هكذا .. واستفاقوا جميعا علي صوت فريدة الهامس: محدش يسببها لوحدها احنا اطمنا علي أحمد ولازم نكون اقوي من كدة يا جماعة .. أحمد قوي وهيقوم .. دلوقتي كرين مينفعش تشوف حد فينا منهار .. هي مش هتستحمل دا .. ربنا بيحطنا دايما ف اختبارات ونظرت لجاسر واكملت:جايز الاختبار صعب بس احنا لازم نكون قده ومنضعفش بسهولة ونحمل نفسنا سببه واحنا ملناش ايد فيه .. ثم نظرت بتحدي لذلك الماثل امامها منبهر بشدة من تلك الفريدة واندهش من تلك النظرات : واكيد فيه الخير ورا اللي حصل اكيد .. فهي قد أقسمت داخلها أن تجمع تلك القلوب علي خير حتي لو اضطرت الي محاربة ذلك المفترس .. فبعد أن اصفحت عنه قد كرهته مجددا فهي ليست بالغبية حتي لا تربط كلام كريم مع أحمد في نفس ذات اليوم الذي يقوم فيه أحمد بالحادثة
واكملت حديثها متوجهه الي حيث نادية وهي تتمسك بيديها وبنبرة مهذبة ونظرة حنان : حضرتك لازم تروحي ترتاحي .. احنا كلنا موجودين معاهم .. ولكن قطعتها نادية : بس ف
أكملت فريدة بحب وهي تربت علي يديها : كمان كرين عايزة هدوم .. ونظرة في ساعة هاتفها واكملت : النهار قرب يطلع .. يادوب حضرتك تروحي ترتاحي شوية وتجيبي الهدوم وتيجي تاني اصلا مينفعش نفضل لحد دلوقتي ف المستشفي وقت الزيارة خلص من بدري واكملت محاولة اضفاء موجة من البهة البسيطة : دا احنا اعدين هنا بلطجة ..
فابتسمت نادية وقبلت رأسها : حاضر يا حبيبتي بس انتي كمان لازم تروحي ترتاحي..
فريدة بابتسامة : انا كدة مرتاحة وبعدين مقدرش اسيب المجانين دول لوحدهم ..
ف اتجه جاسر الي حيث نادية وقبل يديها : يالا يا ماما هوصلك انا مع نغم .. عشان كريم يفضل مع كرين
ردت فريدة بسرعة فهي لاتريد انا تظل بمفردها معه فهي لا تتقبله بعد فعلته : لا مش لازم انا موجودة..
كريم وهو ينظر لها بتحدي مماثل كما نظرت له في البداية ووجه حديثه لجاسر : روح يا جاسر وهاتلي معاك هدوم انا هنا ومش هتحرك متقلقوش ..واتجه لوالدته وقبل يدها وبحنان مفرط: انا هنا يا حبيبتي متقلقيش .. مقدرش اسيبهم .. ارتاحي انتي..
نادية وهي تربت علي وجنتيه بحنو: ربنا يقومهم بالسلامة يارب..واتجهت لكرين وقبلتها واتجهت مع جاسر الذي كان يومي برأسه لطلب كريم ويتجه للخارج مع نادية ونغم التي ودعت فريدة وطلبت فريدة منها أن تحضر لها ملابس غدا وهي قادمة..
كريم وهو يضرب جبهته : صح ازاي نسيت .. جاسر شوف جميلة فين دي كمان دي اختفت فجأه ومتعرفش حاجة هنا .. خدها معاك
جاسر باستغراب: جميلة !! هي جت أمتي دي
كريم ب حنق: بعدين بعدين .. ومتقلقش لو فيه جديد هكلمك
جاسر وهو يومي برأسه : تمام .. ونظر باتجاه فريدة : شكرا يا فريدة فريدة بحب : بس يا بابا يالا روح شوف هتعمل اية ..
ابتسم لها جاسر بارهاق وخرج ..
أما عند تلك ال"جميلة" فهي كانت تجلس في كافيتريا المشفي حتي ملت وعادت الي حيث كانوا فلم تجد أحد ف جلست علي احدي المقاعد ممسكة بهاتفها المحمول تتصفح صفحات التواصل الاجتماعي غير عابئة لما حولها وبعد فترة اتصلت بكريم فهي تحفظ ذلك الرقم عن ظهر قلب .. علي الجانب الآخر في غرفة كرين في المشفي ..
نظرت فريدة ل كريم نظرة نارية قبل أن تتجه الي كرين وتجلس جوارها علي الفراش وتمسد علي شعرها فهي نعم كانت تعامله من قبل ساعات بعطف ولكن لسوء الموقف ولأنها كانت مشفقة عليه ولكن لن تنسي انه كان سببا فيما توصل إليه أحمد الآن..
شعر كريم بالضيق من تلك النظرات فهو لم يفعل لها شيئا .. ويندهش فانها تعامل الجميع بحب وحنان وهو بضيق وغضب وكانت قبل ساعات حنونه معه تساند وتعطيه القوة ليصمد والآن تنظر له بمثل تلك النظرات.. أهي مجنونة .. واوشك علي الرد علي تلك النظرة بالكلمات حين رن هاتفه بصوتٍ عالي .. فأخذت تعنفه فريدة بشدة فهي حانقة عليه لاقصي الدرجات وتحدثت بغضب : شششش اية الصوت العالي دا .. يا ترد يا تقفل البنت تصحي ما صدقنا نامت .. احنا ف مستشفي هنا
كريم بغضب من صوتها العالي عليه ونظر لها نظرة غضب وامسك هاتفه واجاب دون ان يتطلع بالمتصل ..
جميلة وهي تتصنع الخوف: كريم انا جميلة .. انتوا فين سبتوني لوحدي
كريم بحنق: انتي اللي اختفيتي.. انتي فين دلوقتي
جميلة بفرحة حاولت اخفائها : انا ف المكان دا اللي كنتوا فيه واكملت بلكنتها الانجليزية" I don’t know anyone here.. " واكملت بطيبة مصتنعة: تعالي خدني يا كريم بلييز
كريم بضيق وهو يزفر ويسمح بيديه علي رأسه وشعره عدة مرات .. فكانت تتابعه فريدة دون أن يراها : جاي جاي .. سلام
ونظر لفريدة بغضب وأكمل وهو يستدير تجاه الباب : انا هراعي قلقك علي اختي ومش هتكلم .. بس صدقيني لو ف موقف تاني ونبرة صوتك دي كانت عليت .. مش عارف كونت ممكن أتصرف ازاي وخرج وأغلق الباب خلفه فكان في أوج غضبه .. تعامل الجميع معامله حسنة وهو نظرات تحدي وغضب ونبرة صوت عالية وهذا أكثر ما يستفزه أن يرفع أحد صوته عليه .. فمن هي حتي تتجرأ عليه بهذا الشكل .. واتجه لجميلةاما فريدة فقد ظلت في وضع الصدمة تنظر لأثره الذي اختفي .. كيف له أن يتحدث معها هكذا .. لا أنني فريدة أيها الأحمق الذي لم يولد بعد من يتحدث معها بهذا الشكل .. سأريك ماذا سافعل بك .. ووجدت هاتفها يرن ف ردت ..
علي الجهه الآخري عند جميلة..
عندما أغلقت مع كريم كانت في فرحة شديدة ف خطواتها للاقتراب منه بدأت للتو وعندما رأته يتجه نحوها .. ف أسرعت خطواتها باتجاهه وعانقته ..صدم كريم من ما فعلته فكيف لها أن تفعل ذلك وابعدها عنه بغضب ف كانت فريدة قد اوصلته لاشد درجات غضبه مسبقاً وتأتي تلك وتكمل عليه ..
كريم بغضب وهو يمسك ب جميلة من كتفيها وهو يهزها: انتي اتجننتي ولا اتهبلتي .. فيه اية فوقي كدة انتي ف مصر مش ف امريكا
جميلة بضيق فهو يبعدها عنه دائما ولكن أخذت تبكي بدموع التماسيح تلك ف وجدت أن ذلك هو الحل الوحيد للخلاص من ذلك الموقف : يا كريم انا معرفش حد هنا وانت .. وبشقهات متتابعة : انت .. أنت جاي تزعقلي
كريم بشفقة علي حالها فقد أخرج جام غضبه عليها وهي لا ذنب لها واجابها وهو يزفر وابتعد عنها : خلاص يا جميلة معلش انا اسف هو بس اللي احنا بنمر بيه مش هين عشان أكون بأعصاب كويسة ..
جميلة وهي تخبئ وجهها بين يديها مدعية البكاء ولكنها تبتسم من داخلها فقد نجحت في تبديل الأدوار ف أصبحت هي المجني عليها وليست المذنبة
وببكاء مصطنع وبصوت متقطع : I'm afraid here .. واكملت بالعربية : انا كنت لوحدي طول الوقت
وتذكر كريم فجأة ونظر لها : صح انتي كنتي فين طول الوقت دا
جميلة بتخبط وهي تتحاشي النظر له : أصل .. أصلي مش بحب الجو دا ف قلت اروح الكافيه اللي هنا شوية اشرب كوفي (قهوة) واطلع تاني
كريم بابتسامة ساخرة : اة كوفي .. طيب يالا يا جميلة عشان تروحي
جميلة بابتسامة سعادة: اية دا هنروح طيب يالا
كريم بأندهاش ف البكاء انتهي في لحظة ولكنه لم يعلق وأكمل وهو يسير وهي بجواره : لا هكلم جاسر لو قريب يرجع ياخدك
جميلة بصدمة فهي كانت تريد أن تذهب معه حتي تقترب منه فلن تجد أفضل من ذلك الموقف وتوقفت عن السير فتعجب كريم ونظر باتجاهها: فيه اية وقفتي لية
جميلة وهي تنظر له : وانت هتروح فين
كريم اجابها وهو يكمل سيره : لا انا هفضل هنا عشان كرين
جميلة وهي تردد باستغراب : كرين .. مالها كرين
كريم وقد مل من حديثها: تعبت شوية ف هتفضل هنا يومين
جميلة وهو تومي برأسها واتتها تلك الفكرة والتي ندم كريم لاخبارها بمرض كرين : خلاص وانا هفضل مينفعش كرين تفضل لوحدها افرض احتاجت حاجة
واوشك علي الرد عليها حين وجد فريدة تخرج من غرفة كرين وتجلس علي المقعد المجاور للغرفة وتتحدث في الهاتف ولم يستمع سوي جملة " يا حبيبي صدقني كويسين"
فصُدم كريم لوقع تلك الكلمات علي أذانه فلم يتخيل أن يكن لفريدة حبيبا .. إذن هي تعامله بهذا الشكل لذلك السبب ولم يشعر بنفسه سوي وهو .......
أنت تقرأ
ولِعْشقـــَهَا خَضْعَـــــتُ..♥️
Romance.. حين يدق العشق أبواب القلب لن ينتظر من يقم بإستقباله فمتي وكيف وأين لا تعلم تجد ذلك العشق الخفي يتسلل بين نياط القلب .. كم هو مزيج بين الفرحة والألم .. فأعلم دائماً إن لم تجرب قسوة الحب فإنك لم تحب يوماً ..أن تصل لمرحلة العشق مع من لم تتخيل يوماً...