2

13.2K 309 7
                                    

البارت الثانى

***

نظرت إلى والدتهاوهي تبكي هتفت ودموعها على وشك الأنهمار على بشرتها البيضاء :
- يا أماى افهمينى ، انا مريدهوشى الراچل دِه .. .

هتفت بها الحاجة عنان بصرامة عكس الحاج علوان القابع مع غيث يناقشه فى هذا الزواج :
- بااه .. إتچنيتى إيااك .. من ميتة والبنات عندينا بيجولوا أه أو لاع .. هى كلمة يا همسة ، راح تتچوزى غيث إو رچلك فوج رجبتك .. اللى بتجولى معتجوزهوشى دى لحجك من موتك يا بتى .. اعجلى أوماال ونفذى اللى بنجولوه .. .

ثم ألتفتت الى نعمة الواقفة تراقب ابنتها بينما قلبها يعتصر حزنًا على حال صغيرتها ، ولكنها تعلم أن هذا الزواج ملزم اتمامه بعد فعلة أبنتها الوخيمة دون تفكير فى العواقب ، كما انها تعلم عناد ابنتها هذا لا ينتج عنه إلا اضرام نيران غضب والدها وجدتها وخصوصًا شقيقها مجد الذى يريد الفتك بها .. .

أنتبهت نعمة من أقتراب الحاجه عنان ، وقفت الحاجه عنان أمامها وقالت بصوت خرج هادئا ولكنه صارم :
- عجلى بتك يا أم مچد .. چدها وبوها عطوا كلمة للراچل .. وكتب الكتاب والفرح عيكونوا فى يوم واحد .. بتك عتتجوز راجل يصونها ويحافظ على شرفها بعد ماكانت عتضيعوا بجلة تربيتها .. .

ثم انصرفت من أمامها ، فى حين أرتمت همسة بين ذراعى والدتها تبكى وتنتحب على ما أقترفته هى ، تعلم أنها أخطأت وخطأ فاضح أيضًا ولكن هذا هو الحب من وجهة نظرها ، يجعلنا نقوم بأشياء لا يمكن فعلها ، أشياء لا يتقبلها الله قبل البشر !!.. .

***

أنطلقت الأعيرة النارية فرحًا بعقد قران أبنة عائلة المكاوى على غيث المنشاوى ، و أمتلئ دار الضيافة بالمدعوين بينما أجتمعت النساء بداخل البيت الكبير حيث علّت فيه زغاريد الفرح وصدحت الأغانى المأثورة احتفالاً بهذه المناسبة .. .

كانت همسة تجلس على تلك الجلسة المخصصة وهى ترتدى فستان الزفاف وطرحتها ، تطالع الفتيات بتوجس ووجه يكتسى عليه الوجوم والحزن وهن يرقصن على الأغانى الشعبية المعتادة فى تلك المناسبات ، بينما عقلها يفكر فى من سيصبح زوجها بعد قليل ، لم تستطع الأصرار على عنادها وهى المخطأة فى الأمر ، لكنهم أيضًا مشتركون فى ذاك الخطأ ، فهم انشئوها على التشدد والصرامة ، لم تتلقى الحنان إلا من والدتها وجدها الحاج علوان ، دائما ما تتلقى منهم الأورامر عن الحلال والحرام ، الأفعال المحبوبة والمكروهة ، وأكثر شىء شددوا عليه هو الحب ، الحب بنظرهم لم يخلق للفتاة ..، الفتاة هنا لا يحق لها أن تقع فى الحب ، فهو حلم كما قالوا ، الفرق بينهما فرق السماء والأرض ، ومع إصرار الجميع عن معنى الحب لهم للفتاة .. جعلها تخترق ذلك وتقع فى الحب ، جائها الفضول أن تخوض تجربه ، تجربه لم تكن تتوقع ما أعقابها .. .

كانت صابرين وزينب تجلسان بجانب همسة ، مالت صابرين برأسها قليلاً لهمسة وهى تحدثها بشفقة :
- متعمليش فى نفسك كدا يا همسة ، اضحكى بدل التكشيرة دى ، دا فرحك .. .

همسه الغبثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن