Ch.8

239 18 1
                                    


غرفة جوايون، 10:04 م.
كانت جوايون تستلقي على السرير في غرفة نومها بينما هي لاتزال مستيقظه والتفكير يأكل داخلها شيئا فـ شيئًا.
لم يتوقف عقلها عن التفكير بـ جوني ولم تتوقف عينيها عن ذرف الدموع.
رنّ هاتفها لتجلس جوايون جيداً بينما تفكر بأن المُتصل قد يكون جوني، وضعت خُصلات شعرها خلف اُذنيها، مسحت دموعها المُنهمره على وجنتيها وبدأت تبحث عن الهاتف.
بحثت هنا وهناك حتى وجدته مُلقى على الأرض ما إن أمسكت به لتُجيب وجدت بأن المُتصل دويونق، أغلقت الهاتف وقامت بإلقاءه مُجددًا.
جلست على الأريكة في غرفتها لتقوم بتغطية وجهها وتبدأ بالبُكاء مُجددًا بينما تشتُم حظها السيء.

منزل جوايون، 3:40 م.
كانت جوايون تجلس في حديقة المنزل وأمام حوض السباحة تحديدًا، بينما تقوم بإحتضان قدميها وذُهنها شارد بعيدًا.
تقدم يوتا ليجلس بجانب جوايون التي لم تُعره إهتمامًا.
دفع يوتا قدم جوايون بقدمه : أشعرٌ بالملل
جوايون دون أن تنظر إليه : أشعرٌ به أكثرٌ منك
يوتا بتذمر أطفال : لنفعل شيءً ما إذاً
نظرت جوايون إليه : نفعلٌ ماذا ؟
يوتا يُفكر : فكري بشيءً ما، لن أستطيع قضاء أخر أيام الأجازه في المنزل وبهذا الشكل المُمل
اشاحت جوايون بنظرها بعيدًا : لا مزاج لي لأفكر بأي شيء
يوتا بأبتسامة عريضه : الخطه هي أن نُفكر بشيء يجعلكِ سعيده
نظرت جوايون إليه : أنت مَن تشعر بالملل، ما شأني أنا ؟
يوتا بسرعه أردف : أنتِ إيضًا تشعرين بالملل، أليس كذلك ؟
اومأت جوايون : بلى، ولكنني احتاج أن أجلس بمفردي فقط
يوتا بعفويّه : بالطبع لا، لن أترككِ وشأنكِ
زفرت جوايون الهواء ثم أردفت : سأعود إلى ماكنت عليه، لا تقلق
يوتا بإصرار : جلوسكِ بهذا الشكل لن يجعلكِ تتحسنين
أغمضت جوايون عينيها : أخبرتك بأنني سأصبح جيده
صفق يوتا بيديها : وجدتها
نظرت جوايون إليه بفزع : ما الذي وجدته ؟
وقف يوتا بينما يُمسك بهاتفه : أنتظري لأتاكد من شيءً ما أولاً
جوايون بصوت مُرتفع : إياك أن تُحضر ساكورا، لا أريد رؤيتها
وضع يوتا يده على فم جوايون : أصمتِ
أبعدت جوايون يده : لن اخجل منها، انا حقاً لا أريد رؤيتها
أبتسم يوتا بتكلّف : حسناً، إذهبي وحضري نفسكِ
اشاحت جوايون بنظرها بعيدًا : لن أذهب إلى أي مكان
يوتا بينما ينظر إليها : مَن قال بأنكِ ستخرجين ؟
نظرت جوايون إليه بالمُقابل : هل ستُحضرهم إلى هنا ؟
يوتا بينما يُشير بيده : شيء من هذا القبيل
رفعت جوايون حاجبيها بتعجب : هل أنت واثق من خطتك ؟
أبتسم يوتا إبتسامة عريضه : مئة بالمئة
بللّت جوايون شفتيها لتُردف : حسناً
يوتا بصوت مرتفع : خُذي كايل برفقتكِ إيضاً
جوايون بنفس النبره : حسناً

منزل جوايون، 7:55 م.
أحضر يوتا الكثير من أنواع البيتزا، البطاطس المقليه مع الجُبنه الصفراء، والكثير من عُلب الكولا.
قام بتحضير المكان برفقة ماري بجانب حوض السباحه جيداً، قام بدعوة أصدقاء جوايون ليأتوا هم إيضًا، وضع الموسيقى بصوت مرتفع وبدأت حفلةٌ حوض السباحه.
كان الجميع يرقص ويشرب ويلهو بالماء، عدا جوايون التي كانت تجلس تنظر إليهم تارة وإلى هاتفها تارةً اخرى.
دويونق بعدم إهتمام : لمَ لم يأتي جوني ؟
يوتا بنفس النبره : أخبرني بأن لديه موعد مُهم اليوم
سانا بعبوس : في كل مرة أنظرٌ بها إلى جوايون أحزن أكثر
دويونق بنفس النبره : أنا إيضاً
يوتا بسرعه أردف : لا تفعلوا، سيُحل هذا الأمر في النهايه
دويونق بجديّه : كفاكم، ستسمع جوايون الآن
سانا بإنزعاج : لنقم بتغيير هذا الموضوع البائس
بدأت سانا بالسباحه حتى إقتربت من يوتا.
سانا بعدم تركيز : حُبي، ناولني هاتفي هناك
دويونق بتعجب واضح : هل سمعتٌ كلمة خاطئه للتو ؟
يوتا بتفاجئ : ماذا ؟
عقد دويونق حاجبيه : أظنٌ بأننا سمعتها بالفعل
سانا تلعثمت : ماذا ؟ ما الذي قلته ؟
دويونق بشكّ : قلتِ له "حُبي"
سانا بإرتباك : لا، قد تكون سمعت ذلك عن طريق الخطـ...
قام يوتا بمقاطعتها : لم تسمع ذلك خطأً
نظرت سانا إليه بسرعه : يوتا
نظر يوتا إليها بالمُقابل : إلى أي زمن سنُخفي هذا ؟
دويونق بعدم أستيعاب : تُخفيان ماذا ؟
أمسك يوتا بيد سانا : أنا وسانا نتواعد
دويونق بفضول : ولكن متى حدث ذلك ؟ كيف أستطعتما أن تُخفيا هذا عنا طيلة الوقت ؟
سانا تُفكر : منذٌ أن ألتقيت به لأول مره
اومأ يوتا بإيجابيه : نعم، تحادثنا وخرجنا معًا حتى طلبتٌ منها المواعده
إتسعت أبتسامةٌ دويونق : أنا فخور بك يارجل
أقترب يوتا ليقوم بإحتضان سانا من الخلف : أشعر بأن الحِمل إنقضى
جوايون أشارت : اخرجوا من الحوض لنتناول الطعام معاً
وضع دويونق المِنشفه على جسده : أنا أتضور جوعاً
امسكت سانا بيد يوتا لتخرج : سأموت بسبب الجوع
أقترب دويونق : جوايون هل سمعتي بقنبلة الأسبوع ؟
نظرت جوايون إليه : ليس بعد
اشار دويونق بيده : أنظري إلى طيور الحُب الجُدد
أبتسمت جوايون : شعرتٌ بأن هناك أمرًا ما بينهما
بدأو يتناولون الطعام معاً بينما يتحدثون.
اشار دويونق بيده : جوايون وحيده إيضاً
نظرت جوايون إليه : أبعد إصبعك هذا، أنا لدي كايل
دويونق بغباء : كيف له أن يحل محل العشيق ؟
يوتا بينما يُطعم سانا بيده : العشيق ليس كما تُفكر إيها الدنيء
دويونق بسُخريه : أطعمها أطعمها
أبتسمت سانا : يوتا مُحِق بالمناسبة
دويونق  بسُخريه : هل تحاولون إقناعي بإمتلاك كلب ؟
ضحك الجميع وأكملوا احاديثهم بأمور اخرى.
مَضى الكثير من الوقت حتى غادر الجميع ومن ضمنهم يوتا الذي غادر برفقة سانا إلى منزلها.
كانت جوايون تحتسي الشراب وتبكي بينما تشتُم جوني وساكورا وحظُها السيء وكل شيء تظن بأن كل ما حدث كان بسببه.
كان الوقت لا يمضي بالنسبة إليها لذا هي قامت بتحطيم الساعة المُعلقه في منزلها وقامت بكسر كل شيء كان متواجد على الطاولة في غرفة المعيشة بغضب.
صَدر صوت من باب المنزل كان يبدو بأن هناك من يقوم بفتح باب المنزل بواسطة المفاتيح، نظرت جوايون إلى باب المنزل لتقف سريعًا وتبدأ بجمع الزُجاج المتناثر قبل أن يراه يوتا كما تظُن.
ولكن لوهله توقفت حين تحدث أحدهم ونظرت إلى مَصدر الصوت.
جوني بقلق : ماذا حدث هنا ؟
جوايون بتفاجئ : جوني
نظر جوني في المكان حولهما ليتأكد بأن المكان فارغ وبأن لا يقف هناك سواه هو وجوايون.
أشار جوني بيده : اسف إن قاطعتٌ ليلتكِ
نفت جوايون برأسها بينما وجنتيها مُمتلئه بالدموع : لا بأس
وقع نظر جوني على يد جوايون التي كانت تنزُف : يدكِ
جوايون التي لاتزال تنظر إليه : إنسَ أمرها
أقترب جوني منها ليُمسك بيدها ويقوم برفعها : أنها تنزف
جوايون تكتم آلمها : قلت إنسَ أمرها
قام جوني بسحب جوايون خلفه إلى دورة المياه ليقوم بفتح الصنبور ويبدأ بغسل يدها ثم قام بوضع المُطهر ليصدر صوت آنين جوايون.
جوني بإهتمام : تحملٍ قليلًا
جوايون التي بدأت بالبُكاء : لا أريد
نظر جوني إليها ليجد بأنه كان قريب من وجهها : ما الذي لا تُريدينه ؟
جوايون بينما تنظر إليه بالمُقابل : لا أريد تحمُل الألم
اعاد جوني نظره إلى الجرح ليقوم بوضع لاصق : أنتهيت
خرج جوني من دورة المياه لتخرج جوايون خلفه بسرعه.
جوايون بنبره واضحه : ما الذي أحضرك في هذا الوقت ؟
جوني بنبرته المُعتاده : نسيتٌ ساعتي في دورة المياه المجاوره للغرفه وأتيت لأخذها
جوايون بينما تُشير بيدها : أتيت لتأخذها في هذا الوقت من الليل ؟
اومأ جوني : نعم، ظننتٌ بأنكِ قد تكونين نائمه
تحول وجه جوايون إلى وجه خالٍ من التعابير : لم تكن تريد رؤيتي ؟ لهذا لم تأتي مساء اليوم ؟
نفى جوني ليُردف بجديّه : أنتِ التي لا تُريد رؤيتي
جوايون بسرعه أردفت : مَن أخبرك بهذا ؟
صمت جوني لثواني ثم أردف بهدوء : خمنتٌ هذا فقط
جوايون بعينين مُحمره : أنت تمكُث في منزلها الآن، صحيح ؟
بللّ جوني شفتيه ليُردف : لا أريد التحدث بهذا الأمر
جلست جوايون على الأريكه : يُمكنك أخذ ساعتك
جوني الذي أقترب منها : لمَ كنتِ تبكين ؟
جوايون بنفس النبره : لا أريد التحدث بهذا الأمر
ضحك جوني بسُخف ليُردف : لا أمكث في منزلها
رفعت جوايون وجهها لتنظر إليه : حقًا ؟ أين تمكُث إذًا ؟
نزل جوني على قدميه أمامها : في ذلك الفُندق الذي أخذتكِ إليه
جوايون بشكّ : ألم تكن قد أخترت منزلها ؟
وقف جوني مُجددًا : لمَ تستمرين بسؤالي عن ساكورا ؟
جوايون بإمتضاض : لأنها الفتاة التي تواعدها
تنهد جوني وأشار : سأخذ ساعتي
سارّ جوني مُبتعدًا عنها ليتوجه ناحية دورة المياه التي كانت تقع بجانب غرفته سابقًا، لم يبحث كثيرًا حتى وجد ساعته ثم عاد إلى جوايون.
جوني بعفويّه : أين هو يوتا ؟
جوايون بعدم أستيعاب أجابت : في منزل سانا
رفع جوني حاجبه : في منزل سانا ؟ ولم تغضبي منه ؟
نظرت جوايون إليه بتعجب : ولمَ قد أغضب منه
جوني بسُخريه : قد يُفسد سُمعتكِ بين الجيران
جوايون بتلعثم : لا... لا تفكر بهذه الطريقه هذا مُختلف
جوني بسُرعه أردف : ما المُختلف ؟
وقفت جوايون أمامه مُباشرةً : أنت
جوني بنبره هادئه : ماذا تعنين ؟
وضعت جوايون خُصلاً خلف اُذنيها : غضبي منك مُختلف تمامًا، بإختلاف مكانتك لدي
أستمر جوني بالنظر إليها لثوانٍ حتى أردف : أظنٌ بأنني فهمت
جوايون بسرعه أردفت : لا بأس لنتحدث بشأن هذا... أنا اسفه، ولكنني كنتٌ غاضبه بشده بالأمس لقد فكرت وعلمت بخطأي
جوني بنفس النبره : ما الذي يجب علي قوله الآن ؟
جوايون بحُزن : لا يجب عليك قول شيء، فقط عُدّ إلى المنزل
جوني بجديّه : لن أستطيع العوده بعد حديثنا بالأمس، الأمر أكبر من أن تعتذري بشأنه
أعادت جوايون شعرها إلى الخلف : وأنت متى ستعتذر عما تقوم بفعله ؟
جوني بإهتمام : عما أقوم بفعله ؟ ما هو ؟
أقتربت جوايون منه لتُردف بغضب : تلهو بي و بـ ساكورا معًا
جوني بنفس الغضب : ألم أُخبركِ بأن تتوقفٍ عن إحضار ساكورا في كل حديث بيننا ؟
صرخت جوايون به : لمَ ؟ هل تغضب عندما أتحدثٌ عنها هكذا ؟
جوني بنفس النبره : لأنها لا تُهمني
صمتت جوايون لثوانٍ ثم أردفت : ماذا تعني ؟
أقترب جوني وقام بسحب جوايون ناحيته ليُقبلها، توقف كل شيء حولهما، كانت جوايون تظن بأنه حُلم وستستيقظ منه بعد قليل ولكنه لم يكن كذلك.

When we first met.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن