الفصل الثاني

11.8K 407 16
                                    


استيقظت لتجد نفسها في غرفة مشفي بجوارها ولديها عمر و اخيه الذي هاتفه ؛ فجاء علي عجل..
و احدي الممرضات يبدوا انها انتهت من قياس ضغطها..
تلفتت حولها متسائلة
"اين انا !احمد حبيبي متي عدت يا ولدي؟"
رد مقبلا يدها
"عدت اليوم صباحا يا قلب احمد ، ما بك امي طمئنيني يا اغلي الناس ؟؟ ما الذي حدث لكل ذلك ؟؟؟الطبيب يقول انك تعرضت لانفعال شديد"
رنت ببصرها الي عمر بلوم ، و ادارت وجهها
" لا شيء يا حبيبي انا بخير يبدو ان نهايتي قد اقتربت ، و انني كبرت"
بينما الاخر كان الخوف و القلق مرتسما علي وجهه ، ينظر الي الأرض بثبات خجلا من ان يرفع نظره اليها
مرددا بجزع
"بعيد الشر عنك يا امي"
قالت مشيرة لأخيه والممرضة
"اتركوني مع عمر بمفردنا قليلا"
غادر الاثنان الغرفة ، و بقي عمر الذي كان الشعور بالذنب يتأكله ، اشارت  سعاد اليه ليقترب ، و هي تعلم ما يخامره من ذنب و قلق عليها ؛ و اقسمت ان تستغل هذا افضل استغلال
مال اليها مقبلا يدها
"حمدا لله علي سلامتك يا امي"

ردت و هي تنظر الي عينيه بعمق
" سلمك الله يا قلب امك"
ازاح نظره عن نظرها و هو يقول
" سأفعل ما تريدين يا امي  ، سأتزوجها "

ابتسمت برضا
" لن تندم يا حبيبي صدقني ، انا امك و يعلم الله اني أوثرك علي حياتي"

همس يشعر انه سينفجر مما يشعر به
"بارك الله لي فيك و في حياتك يا امي ، سأفعل ما يرضيك"
قاطعته
"اذن نهاية الاسبوع بأذن الله تعقد عليها ، و تنتقل الي بيتنا ، انا سأقنعها"
هتف بضيق و استنكار
" لكن يا امي.. "
التقطت يده
"انظر يا عين امك : انا لا اطلب منك ان تحبها ، او ان تتزوج كما هو معروف ؛ انا فقط اريد عقدا شرعيا يتيح لها الانتقال الي بيتنا لاهتم بها و ارعاها ، و لا يستطيع ذلك المتجبر عمها اخذها من بين احضاني فهي اولا و اخيرا ليس لها سوانا بعد الله"
قال بإحباط
"لك ما تريدين امي  سأعقد عليها ، و ستقيم بحجرة سالم رحمه الله"
عضت الام علي شفتيها تردع دموعها عند ذكر بكريها ،
و هي تهمس
"رحمه الله"
اسدلت جفنها و هي تتنهد براحة
"اراح الله قلبك ؛ كما اسعدت قلبي يا بني"
🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥🍥
خرج من غرفة والدته و هو كقطار ، لم يوقفه الا صوت اخيه مقاطعا ؛ النار التي تأكله ؛ و تشعل رماد ظن انه خبي من سنوات
"عمر انتظر يا اخي.. ما الذي حدث !! انت تبدوا كالمرجل ، احدث شيء لأمي؟؟"
و عندما خطر له هذا الخاطر ظهر الفزع علي وجهه
الا ان قاطعه عمر صارخا
"لا أمي بخير ، انا الذي سيحدث لي ، انا الذي اصبحت العوبة بيد امي ، و يد تلك الفتاه التي تبنتها علي كبر
، و لأجلها تضغط عليّ ، و تهددني بالغضب علي ليوم الدين"
لم يستوعب احمد أي شيء من كلام اخيه... فربت علي كتفه مهدئا
" تعالي معي الي كافتيريا المشفى لتشرح لي ، يبدوا انه فاتني الكثير خلال سفري"
حاول عمر ان يسيطر علي غضبه و حقده علي تلك الفتاه ؛ التي ابتلي بها ، و هو يشرح لأخيه الامر الي ان انتهي
"و هكذا تريد امي الحنون ان أتزوج الفتاه نهاية هذا الاسبوع"
صرخ
"و ليس نهاية الشهر مثلا ... لااا الاسبوع الحالي ، هل تري في أي مهزلة تضعني أمي ؟ فقط لحماية فتاة لا تربطنا بها حتي رابطة دم"
ضغط علي اسنانه ؛ حتي سمع احمد صكيكها
"انا اكاد انفجر. يا ألهي.. ماذا عليّ أن افعل ؟ هل سنكون نحن احن عليها مثلا من اعمامها و رحمها؟؟"
قاطعه احمد محاولا احتواء غضب اخيه
"أهدئ يا عمر.. و حاول ان تري بعين امي و قلبها لا بعينك و قلبك ، امك منذ وفاة سالم رحمه الله و بعد انعزالك عنا"
حاول عمر مقاطعته فأشار بيده
" رجاء لا تقاطعني عمر .. انا أذكر هنا حقائق مجرده لقد تبدلت احوالك منذ مرض سالم ووفاته ؛ لقد اصبحت انسان اخر لا نعرف طباعه ولا كيفية التأقلم معها ، انا لاحظت ذلك و امك كادت تموت من قلقها الدائم عليك و عن اسباب هذا التغيير، لقد حدثتني كثيرا مرات و مرات
"تحدث مع اخيك انت اقرب شخص اليه ؛ حاول ان تعلم ما حل به اكاد اموت كمدا علي ابني الذي لم يعد كما كان، و علي اخر ورايته التراب بيدي، و ثالث رحل دون ان ينظر لما وراءه ،ارحموا قلب امكم فلم يعد يتحمل المزيد"
هل تظن ان ما حدث لأمي ناتج عن رفضك للزواج من هذه الفتاة ؟
لا  امنا أقوي من ذلك أمك فقط لم تعد تتحمل المزيد ، أمك لم تحب زهراء فقط لاحتياج زهراء لها بل لاحتياجها هي لمن يخفف عنها ايضا ، لمن يرحمها من وحدتها التي تجعل الشكوك و الظنون حول ما حدث و يحدث تحوم حول رأسها كغربان سود تنعق ليلا و نهارا تنتهك سكينة قلبها و روحها ،فمنذ انتقلت هي و امها و قد جعلتهم امي شغلها الشاغل لا تنقطع عنهم الا في زيارتي الشهرية و قد كانت اثناء ذلك لا تنفك عن الحديث ..
عن رجاء الأرملة المسكينة و ابنتها، هي قالت لك ذلك  "انا لا أريدها زوجه لك انا أريدها فقط تحت سقف بيتي، و اكاد اجزم انك ان أردت الزواج بزوجه ثانيه لن تعترض آيا منهما امك لأنها اجبرتك ، و الفتاه لأنها كما تقول تعلم انك مجبر و انها ليست من اختيارك ، و كذلك لظروفها الأخرى التي اخبرتني عنها"
قاطعه عمر بغيظ هذه المرة
"اذن لما لا تتزوجها انت !! ايها الحكيم  ،المتفهم "

وشم وردي "كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن