ارتسمت ابتسامة عريضة فوق شفتيها وهي تنظر إلى الأسفل تشعر بنبضات قلبها تعلوا وتقيم الأفراح.
كانت تحمل الجنة بين يديها فكيف لها ألا تبتسم؟
رائحة جميلة وصلت لأنفها أبهجتها وجعلت العبرات تتجمع بداخل عينيها تأثراً لحمل طفلها بين يديها.
فرفعت رأسها ببطء تستصعب تحريك عينيها عن طفلها الصغير والجميل الذي تحمله فوق ذراعيها ولكن أجبرت عينيها للنظر إلى الرجل الذي كان يجلس بجوارها.
فوجدته ينظر لطفلهما والابتسامة تغزو وجهه.
حدقت بعينيه لتجد آلاف المعاني والمشاعر فيهما.
فهذا ما ميزه دائماً، يصمت لسانه وتتكلم عيونه بدلاً منه.
قرأت فيهما الحب، قرأت فيهما السعادة.
قرأت فيهما آلاف الكلمات التي نطق قلبه بها.
- جان...- سنام...
ابتسامة خفيفة ارتسمت ببطء فوق شفتيها وأخذت شهيقاً عميقاً من أنفها وحركت رأسها قليلاً ثم تكلمت بصوتٍ منخفض، ورغم انخفاضه استطاع الرجل أن يسمعه.
- جان... انظر كم يديه صغيرتان!
كان ينوي مناداتها مرة أخرى ولكن توقف للحظة يقرن حاجبيه وهو ينظر لها يحاول أن يفهم أي شيء وراح يتساءل مع نفسه عما كانت تراه في حلمها.
- إنه يشبهك كثيراً... ولكنه أخذ عيناي أنا!
التوت شفتي جان بابتسامة صغيرة حين بدأ يستدرك ما كانت تحلم به وحين استدرك الأمر كلياً اعرضت ابتسامته ونظر إليها بعمق ينتظر الجملة التالية التي ستخرج منها مستمتعاً وسعيداً.
أسند جان رأسه على ظهر كرسي السيارة وراح يشاهدها باستمتاع كأنه يشاهد فيلمه المفضل.
كانت جميلة للغاية ودائماً ما كان يقول بكل صراحة أنها أجمل ما رأت عينيه يوماً.
- جان...
بعد عدة ثواني تلفظت سنام باسمه مما جعله يعتدل في جلسته ويمد يده ليضعها فوق وجنتها يلامس مقدمة وجنتها البيضاء بنعومة.
- حبيبتي...
فتحت الفتاة عينيها ببطء لتتقابل مع أجمل المناظر التي عهدتها يوماً وبالطبع كان ذلك منظر وجه زوجها الوسيم الذي كانت دائماً تشعر بالحظ لأنها رزقت بزوج مثله.
بدأت سنام بمسح عينيها كطفلة صغيرة استيقظت من النوم حالاً والابتسامة على وجه جان عريضة للغاية لرؤية تلك اللطافة الزائدة التي كانت إحدى أسباب عشقه لها فقالت بكل طفولة وبراءة.
- هل وصلنا؟
- نعم، وصلنا...
ابتسم الرجل حين رآها تمسح يدها فوق عينيها كطفلة صغيرة تارة وتارة أخرى تتثاءب فقرر أن يدخلها إلى البيت قبل أن تعود للنوم مرة أخرى.
فتح الرجل الباب ليترجل من السيارة حتى يسير إليها وينزلها من الطرف الآخر لأنه يعلم كيف يكون وضعها فور الاستيقاظ.
- كم أشعر بالنعاس يا جان... النوم يجذبني بشدة.
ضحك جان وهو يحيط كتفها بذراعه ويمسكها بقوة حتى لا تسقط وعندما شعرت بيده رفعت ذراعها لتلفها حول ظهره وتتمسك بخصره، وبدأ الثنائي يمشيان ناحية الباب بهذا الشكل.
- هل هذا يعني أني سأشاهد الفيلم وحدي هذه الليلة؟
- فيلم؟ لا سأشاهده معك بالطبع... كنا نريد قضاء الوقت معاً منذ فترة وبسبب العمل لم نستطع فعل هذا أبداً وهذه فرصتنا الوحيدة.
ابتسم جان وأزال يده من على كتفها ليخرج مفتاح بيته ويفتح باب المنزل.
- نعم سنقضي وقتاً جميلاً، ولكن على الأقل لا تنامي في منتصف الفيلم...
دخل الرجل إلى المنزل وهو يضحك فعقدت الفتاة حاجبيها وهي تنظر له من بعيد وبعدها دخلت البيت باندفاع وراحت تقول معترضة:
- أنا؟! لم أنم أبداً في حياتي مرة وأنا أشاهد أي فيلم، أنت من تنام دائماً لست أنا!
زادت ضحكات الرجل والتفت لها ينظر لها بعدم تصديق ولكن نظراته تلك كانت مليئة بالاستمتاع فكم أحب مظهرها وهي غاضبة فقال:
- أنت تنامين بعد بدئه بخمس دقائق وتحلمين بأنك أنهيت الفيلم وتريني نائم أيضاً، لا أعرف ما أقوله لك حقاً!
هزت سنام رأسها نافية وهي واثقة من نفسها تمام الثقة أنها لا تفعل ما يقوله أبداً.
- أنا لا أفعل هذا أبداً!
تنهد الرجل باستسلام حين علم أن الحديث لن يجدي معها نفعاً بتاتاً وقال:
- سنرى إذاً من يفعل ذلك، سنام هانم...
- سنرى!
أنت تقرأ
Benim Mucizem معجزتي
Fanfictionحبي، حبيبي وحياتي... يا أجمل ما حل بي.. يا روحي التي تسكن جسدي يا دمي الذي يسري في عروقي يا قلبي الذي ينبض بداخلي أنت معجزتي وهدية القدر لي... بداخلي قطعة منك، فشكراً لإعطائك لي أجمل الهدايا التي حصلت عليها يوماً!