تفتكر القصة خلصت ازاى؟

51 1 0
                                    


النهاية الحالمة السعيدة:


بقولك يا آنسة.... قالها إبراهيم بتهور لام نفسه عليه لعدة ثوان قادمة، ما زاد الطين بلة انها التفتت إليه فعلا..


ظل صامتا لعدة ثوان قبل أن يتفوه ببضع كلمات حمقاء أخري، "متزعليش نفسك، مفيش حد يستاهل!"... نظرت إليه بتعجب، شكرته بصوت مجهد، حزين، وهمت بالانصراف قبل أن تخرج منه حماقة أخري، حين اندفع قائلا "على فكرة الفستان شكله جميل عليكي"، ابتسمت، لأول مرة منذ حضرت لهذا الفرح الكئيب...همت أن تقول شيئا، لكن الزفة أتت سريعا لتقطع هذه المحادثة قبل أن تبدأ، اندمجا سريعا في الزفة، لكن هذا الموقف القصير كان كافيا ليثير شيئا في نفسيهما.. 


ليلتها، لم تنم فريدة، استعادت أحداث اليوم كله في ذاكرتها، كان يوما طويلا بحق، لكنه أوشك على الانتهاء، أخيرا، لكن النوم لا يأتيها أبدا..كان يوما سيئا بحق، ثم تذكرت المحادثة اللطيفة التي جمعتها بأحدهم، تسللت الابتسامة على شفتها رغما عنها، هذه هي المرة الأولى التي تشعر فيها فريدة أنها فتاة، وأنها -بطريقة ما- قد تكون جميلة فى نظر أحدهم، إنه لا يعرفها، ولم يرها من قبل، ولا مصلحة له أن يخدعها أو يكذب عليها! لقد رأي فيها شيئا جميلا فعلا، لامت نفسها كثيرا على حماقتها، كيف لم تسأله حتي عن اسمه؟ 
إبراهيم لم يستطع النوم أيضا، لام نفسه عدة مرات على حماقته، ما كان عليه ان يتفوه بمثل هذه الكلمات، ثم هو لا يعرفها اصلا، بعد طول تفكير، انتهي إلى قاعدة اخترعها واقتنع بها: إن التمادي في الحماقة لا يضر، ما دمت بدأت حماقة فعليك إنهاءها على أكمل وجه! وضع خطة بسيطة مفادها أنه سيقابل عصام في أقرب فرصة، سيصفها له، وسيأمل أن عصام يعرفها.. ولحسن حظه فقد كان يعرفها فعلا، ضحك عصام حين سمع وصف إبراهيم لها.. اوعي تكون قصدك فريدة؟ بجد عجباك؟ يا ابني انت اول حد في حياتي اسمعه بيقول عليها حلوة! - يا عم ملكش دعوة، هات بس الفيسبوك بتاعها ولا أي حاجة اعرف اوصلها بيها.. 
في النهاية تمكن إبراهيم من استخلاص اسمها من صديقهما المشترك عصام، بعد أن نال قدرا لا بأس به من السخرية والاستهزاء، ما زاده إصرارا على إكمال المهمة... ثم ببعض المهارات البسيطة استطاع الحصول على حسابها على إحدي مواقع التواصل.... أرسل طلب صداقة سريعا ما قبلته، وبدأت محادثة أخري، هذه المرة، لن تنقطع أبدا...
ـــــــــــــــــــــــــالنهاية الواقعية الحزينة (متقرأهاش لو مش غاوي إحباط):


بقولك يا آنسة! خرجت من إبراهيم خافته تماما ك كل شيء آخر في حياته، بالكاد سمعها، لكن في اللحظة نفسها، التفتت فريدة، لتجد أصدقاءها يحيطون بها..

- ايه يا بنتي انتي رايحة فين الفرح لسة مبدأش؟ قالها أحد أصدقاء فريدة

= مفيش افتكرت ان ورايا حاجة

 - ايه ده يا فريدة انتي شكلك قفشتي ولا ايه؟

= لأ مقفشتش ولا حاجة انا كويسة 

- طيب يلا تعالي اقعدى معانا احنا داخلين اهو..

= ماشي ما أنا جاية أهو..

واختفت عن أنظار إبراهيم الذي كان يتابعها بعينيه، وبكامل تركيزه، لمدة لم تتخطي ال عشر ثوان، قبل أن يلتفت ويُخرج سيجارة أخري من علبته، في انتظار قدوم العريس الذي طال انتظاره..


سيسنساها ابراهيم خلال يومين على الأكثر، سيتذكر فقط، أنه لم يكن جريئا في العشر سنوات الأخيرة في حياته، سيتذكر أنه فى النهاية، ان قرر الزواج، فإن زواج الصالونات هو أكثر ألوان الزواج مناسبة له، سيطلب من أمه ان تنتقي له عروس ما، سرعان ما ستلبي طلبه بل ستسعد به، لكنها ستوبخه أولا، لوكسته الشديدة..

 سيتزوجها في النهاية، سينجب أطفالا، سيدخل فى دوامة المصاريف ولن يخرج منها أبدا، بعد عشر سنين، سيقف بقطع الغيار الداخلية، يلتهم قطعة من البطيخ، جالسا أمام التلفاز، ينتظر مرور يوم آخر، كبقية الأيام، دون أي جديد حتى توافيه المنية..


فريدة بالمثل عادت إلى المنزل، أكملت بكاءها الذي كان قد انقطع من قبل نتيجة تدخل أصدقاءها، فكرت قليلا هل هم أصدقاؤها فعلا؟ سرعان ما التمست لهم الأعذار، وقبل أن تتمادي في تفكيرها، قطع ضجيج أفكارها صوت أمها تصرخ فيها كي تنهي غسيل الأطباق، وتنضيف بعض السجاد، وممارسة باقي مهام البيت.. 


ستبلغ فريدة الثلاثين من عمرها دون زواج، هذا السن هو الفيصل دائما، سيتقدم إليها بعض المطلقين، أو من يريدون الزواج على زوجاتهم، ستقبل بأول واحد من هؤلاء، ستقبل بزواجة تقليدية تعيسة، ستخلص له فعلا، وسيعايرها لباقي حياتها أنه قبل بها وانتشلها من العنوسة، ستكره نفسها في كل مرة يقولها لها، ستدعي الله أن يخلصها من جحيمها، ستنتظر وتنتظر، ستموت بالبطيء، كل يوم سينطفء بداخلها شيء، قبل أن تخلصها المنية من معاناتها!

حلاوة الروح (صراعات علي هامش الحياة)Where stories live. Discover now