ثُمَّ ، أدركتُ أنّ القلبَ إذا أحبّ أخضعَ كلُّ ما تراهُ العينُ إلى جميلٍ .. لذلكَ لا أُبالغُ أن أرى الدنيا و كأنها عروس .. و آراكِ أنتَ دُنياي .. يا كلَّ الأمرِ و حيلتي .. كيفَ آتيكِ و ما خلقَ اللهُ موضعَ قدمٍ في الأرضِ إلا و كُنتُ آراكِ فيه .. ثُمَّ يبعُدُ المرءُ عن قلبهِ إذا أحبَّ ، و ذلكَ لأُخبرَكِ بأنّ لي قلبًا في صدري أحيا بهِ ، و قلبًا أينما ذهبتِ قد ذهب .. و إني لأعلمُ جيدًا بأنهُ حين تميلُ الأرضُ ستكونينَ أنتِ السبب الوحيدُ في عدمِ سقوطي ... أنا مُتصلٌ معكِ بأمورٍ غير مرئيةٍ لهم .. والله لإنّ الحُبُّ أعظمُ إنجازٍ للمرءِ أن يفعله .. لذلك لم أهتّم يومًا لركضهم للبحثِ عن ما يُفنى ولا يبقى أثره ، و إنما ركضي كان نحوكِ .. إنّكِ اتكائي و راحتي .. و جُلّ أموري .. إنّكِ روحي ، بل أحبُ إليا منها .
