إنها مستلقية هكذا منذ يوم بل يومين ، أخشى أن تموت . قالت الفتاة .
دارت المرأة وجهها الوسيم المحمر نحوي .- أين هو زوجي ؟ .
- إنه في الأسفل ويرغب برؤيتك .
لن أراه ، لن أراه ، ثم بدت وكأنها تهيم في نوبة هذيان - عفريت عفريت ! أوه ماذا عساي أفعل مع هذا الشيطان .
- هل يمكنني مساعدتك بأية وسيلة ؟ .
- لا ، لا أحد يمكنه المساعدة انتهى الأمر كل شيء تدمر مهما فعلت فقد تدمر كل شي .
لابد أنه كان لدى المرأة وهم غريب ما ، إذ لم أتمكن من رؤية بوب فيرغوسون النزيه في شخصية عفريت أو شيطان .- سيدتي . قلت "زوجك يحبك بإخلاص ، إنه حزين للغاية مما يحدث" .
أدارت تلك العينين المتألقتين نحوي ثانية وقالت :
- إنه يحبني نعم ، لكن ألا أحبه أنا ؟ ألا أحبه إلى حد التضحية بنفسي بدلاً من أن أفطر قلبه العزيز ؟ هكذا أحبه ورغم ذلك يمكنه الظن بي ويمكنه التحدث عني هكذا .
- إنه مفعم بالحزن لكنه غير قادر على الفهم .
- لا إنه غير قادر على الفهم ، لكن عليه أن يثق .
" ألن تريه" اقترحت عليها .
- لا ، لا يمكنني نسيان تلك الكلمات المريعة ولا النظرة التي ارتسمت على وجهه لن أراه ، اذهب الآن لا يمكنك القيام بشيء لي أخبره شيئاً واحداً فقط إنني أريد طفلي لدي حق بطفلي ، هذه هي الرسالة الوحيدة التي يمكنني إرسالها له .
أدارت وجهها نحو الجدار ولم تقل أي شيء أخر .
عدت إلى الغرفة في الأسفل حيث كان فيرغوسون وهولمز ما يزالان جالسين بجانب النار استمع فيرغوسون بكآبة إلى روايتي للقاء ثم قال :
- كيف لي أن أرسل لها الطفل ؟ كيف لي أن أعلم أية نزوة غريبة ربما تأتيها ؟ كيف لي أن أنسى أبداً كيف نهضت من جانبه ودمه حول شفتيها؟ . أرتعد وهو يتذكر "الطفل بأمان مع السيدة ماسون وينبغي أن يبقى هناك" .
أدخلت الشاي لنا خادمة نشيطة هي الشيء المعاصر الوحيد الذي رأيناه في المنزل ، وبينما كانت تقدّمها لنا انفتح الباب ودخل شاب إلى الغرفة كان فتى رائعاً أبيض الوجه أشقر الشعر ذا عينين زرقاوين سريعتي الانفعال لمعتا باتقاد مفاجئ من العاطفة والسعادة عندما وقعتا على أبيه اندفع نحوه وألقى ذراعيه حول عنقه في استسلام فتاة عاشقة وصاح قائلا :
- أوه يا أبي، لم أعلم أنك قد وصلت بعد كان يجب أن أكون هنا للقائك ، أوه إنني سعيد جداً برؤيتك .
حرّر فيرغوسون نفسه بلطف من العناق مع إظهار شيء من الارتباك
- يا غلامي العزيز . قال وهو يربت على الرأس الكتاني بيد حنونة جداً :
- لقد أتيت باكرا لأن صديقي السيد هولمز والدكتور واتسون قد اقتنعا بالقدوم وقضاء أمسية معنا .
- هل ذاك هو السيد هولمز المحقق ؟ .
- نعم .
نظر الشاب إلينا بنظرة ثاقبة جدا وغير ودية، مثلما بدت لي
- ماذا بشأن طفلك الثاني يا سيد فيرغوسون ؟ سأل هولمز وأكمل : أيمكننا التعرف على الرضيع ؟ .
- اطلب من السيدة ماسون أن تنزل الطفل . قال فيرغوسون ، خرج الصبي بمشية متثاقلة غريبة أخبرت عيني الخبيرتين بالجراحة بأنه يعاني من ضعف في العمود الفقري ، عاد في الحال وأتت خلفه امرأة طويلة كالحة تحمل بين ذراعيها طفلاً جميلاً جداً أسود العينين ذهبي الشعر يشكل مزيجاً رائعاً من السكسونيين واللاتينين ، من الواضح أن فيرغوسون كان متحمساً جداً له لأنه أخذه بين ذراعيه ولاطفه برقة بالغة .
- أتعجب من أن أي شخص يطاوعه قلبه على إيذائه. تمتم عندما لمح الندبة الصغيرة الحمراء القاتمة على حنجرة الطفل الرضيع .تصادف أنني لمحت هولمز في تلك اللحظة ورأيت في تعابيره أعلى تركيز ممكن فقد كان وجهه جامداً كما لو أنه منحوت من عاج عتيق ، وعيناه اللتان لمحتا الأب والطفل في لحظة واحدة كانتا الآن مسمرتين بفضول متلهف على شيء ما في الجانب الآخر من الغرفة
وبمتابعتي لنظرته لم أتمكن من تخمين إلا أنه كان ينظر عبر النافذة إلى الحديقة الكئيبة التي تقطر ماء ، صحيح أن مصراع النافذة كان نصف مغلق إلى الخارج ويحجب المنظر لكن من المؤكد رغم هذا إن هولمز كان مثبت انتباهه المركز على النافذة ، ابتسم بعد ذلك وعادت عيناه إلى الرضيع ، كانت على رقبته تلك العلامة الصغيرة المجعدة حيث تفحصها هولمز بعناية دون أن ينبس ببنت شفة ، وأخيراً هزَّ إحدى القبضتين ذاتي النقرات الصغيرة واللتين لوح بها أمامه
- الوداع أيها الرجل الصغير ، لقد بدأت حياتك بداية غريبة ، إنني أرغب أيتها المربية بكلمة معك على انفراد .
أخذها جانباً وتحدث معها جدياً لعدة دقائق ، لم أسمع إلا الكلمات الأخيرة التي كانت
- أمل أن تستريحي من قلقك قريباً .
انسحبت المرأة - التي بدت مخلوقاً نكداً صامتاً - مع الطفل.
- كيف هي السيدة ماسون ؟ . سأل هولمز
- ليست جذابة جداً من الخارج مثلما يمكنك أن ترى لكنها ذات قلب من ذهب ومخلصة للطفل .
"هل تحبها يا جان" التفت هولمز فجأة إلى الصبي. فأمتقع وجهه المعبر النشيط وهزًّ رأسه
- جاكي متطرف جداً في محبته وكراهيته ، قال فيرغوسون واضعاً ذراعه حول الصبي واكمل :
- لحسن الحظ أنني واحد ممن يحبهم
تمتم الصبي بشيء ما وغمس رأسه في صدر أبيه ، أبعده فيرغوسون بلطف .
- اذهب يا جاكي الصغير." .
قال وراقب ابنه بعينين محبّتين حتى اختفى
- والآن يا سيد هولمز تابع عندما غادر الصبي : أشعر حقاً أنني أحضرتك إلى مهمة حمقاء لأنه ماذا يمكنك
فعله غير التعبير عن تعاطفك؟ لا بد أنها قضية شديدة الحساسية والتعقيد من وجه نظرك .
أنت تقرأ
مصاصة دماء سوسيكس **THE SUSSEX VAMPIRE**
Mystery / Thrillerيهرع السير فيرجسون - وهو نبيل أنكليزي - إلى هولمز لينقذه من نكبة ألمت بمنزله . لقد أكتشف إن زوجته تقوم بالأعتداء بالضرب بأستمرار على أبنه من زوجته السابقة بدون أن يعرف السبب ، والأغرب من ذلك فهي تقوم بنهم بمص دم أبنهما الصغير خلسة . يذهب هولمز برفقة...