2

530 40 6
                                    


°°°

" لا أشعر أنني بخير "

كتبها، كاد يرسلها لصديقه..
أراد ان يزيح من شيء ما على عاتقه،
لكنه شعر أن لا أحد سيتفهمه
فحذفها ..

لم يخرج اليوم ، لم يفعل ما إعتاد أن يكون روتينه ، ولم يلاعب كلبه الصغير ، كان نائما فقط في فراشه كل اليوم .. هو حتى نسي وجباته وواجباته في المنزل

كل تفكيره كان على موعد واحد ، قلقا بشدة حول ماسيحصل هناك، يعيد في كل مرة خلق سيناريو يجعله مهتزًا في في أمره

كان يمر بذلك القلق المثبط الذي يجعلك في نفس مكانك، تريد الهرب والاستبشار بالجديد لكن عقلك الوحيد الذي يتحرك بنفس أفكاره ..

هو حتى شعر بالمرض،
وبرغبة عارمة في البكاء

كبداية لأعراض الإكتئاب الذي خاضه من وقت ليس بطويل ..

يريح معصمه على جبهته المحمومة ،
يسعل مرارا حتى واتته كحة جعلته ينتصب ومازال جالسا في سريره الدافئ ، ضرب صدره وجعل يتنفس بشكل اكبر ، يريد ازاحة شيء ليس موقنا ماهيته ، حتى واتته الرغبة بالتقيء

أرجع رأسه للخلف يكمل حصص تنفسه بنفس الوتيرة، شعر بتحسن طفيف لكن سرعان ما إخترقه ذلك الإحساس المزعج بينما رغبته بالاستفراغ إزدادت

نهض من فراشه متسارعا نحو الحمّام ليلبي حاجته..

هو يعلم أنه يعيش نفس اللحظات التي تمنى لو تعدم من ذاكرته قبل أي شيء آخر ، نفس الضعف المهين لشخصه ، ونفس تلك الأفكار المزعجة تطوف حوله بلا تباطيء، تعيد خلق نفس الآماني الساذجة فيه ..

وهذا ما يجعل الشعور أسوء من قبله،
وعد نفسه بأنه سيكونُ أقوى، لكنه لا يحرز أي تقدّم ..

ليلتها هو بكى بينما يستفرغ حتى منتصف الليل، في كل مرة يراوده الممقوت منه يجد نفسه ينتحب بلا صوت ٍ ، ظنّه حق مسلوب ..

•••

عِقد جاثم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن