°°°
يقف أمام باب المقهى المعتاد ، في منتصف سيوول ، تحت جوّ معتدل لطيف ، أدرك ذلك وتساءل حوله
- أ سيكون حظّا جيدا ؟
كل الطريق لهنا، هو حاول تبني شجاعة
وأملا خفيفًا ، هو لم يرد أن يكون طماعًا
أو بالأحرى لم يعتقد أن عليه ذلك ..تأمّل وجوه المارين بجواره ،
تمنّى لو يتهرب عن ما سيواجهه بالبقاء هكذا ،
لكنه بالفعل هنا .رأى المكفهر والفرِح ، رأى الذي يلقي نكاتا والذي يسرع لوجته ، شعَر بكم هو غريب ..
وأن لا أحدا سيهتم بما يحويه .صداع الأمس ما زال يلازمه ، الدموع لازالت على الحواف ، والرهبة تقتتل نبضاته .
هو فقط أراد أن يمر كل شيء دون أن يشعر بأنه ملزوم على شيء ما ..
حركّ بيديه المتعرقة قليلا باب المقهى ليدلف هناك ، أتته رائحة القهوة مختلطة مع قليل من النعناع ، وفي زاوية كذلك هو إستطاع تمييز رائحة معطّر بالليمون.
لما هو يدقق ؟
لم يرغب أن يجيب نفسه.." أنا هناك "
أرسل رسالة لصديقه بينما يتحاشى حتى النظر لمعرفة مكانه ،
" لم يأتي الكثير بعد ، نحن على يسارك "
عدّل قلنسوته ثم هم لناحية اليسار يبحث عن الجماعة ، لمح صديقه يلوّح له بفتور ، فأخذ يتجه لهناك
نظر للوجوه بتردد ،
تنهد براحة حين لم يجد شخصا معينا ..وتحت نظراتها المستطلعة هي عرفت علّته،
نظرَ إليها حينما شعر بها ترقبه ، تبسّمت لهواجهها بأكمله ليعرف إن كانت حتما تحملق به ام لا..
أمالت رأسها بينما تتكأ على كفّ يديها ، تحدجّه من رأسه حتى أخمص قدميه ..بشرة شاحبة بيضاء وملامح لطيفة لجروٍ ، يرتدي هودي رمادي مع قلنوستها ويعبس بشفتيه المنتفخة بإستغراب .
لم تطل النظر حتى تجاهلته تماما، بشّت بينما تشعر به فقط يجلس بقربها ، بينها وبين صديقِ المشروع الجديد ، لا بد أنه صديقه الذي كان يتململ من إنطوائيته المفاجئة .
وحتما تأكدت من وجود خطب حين تقدم بخطى ملتجّة لمكان محصور من كل مكان، كأنه يطلب حصنا يحميه من شيء ما ..
بينما هو حين رآها لم يأخذ الأمر بشكل جدي ، هو لم يهتم كثيرا كون قلقه يصب من كل جانب .
•••
أنت تقرأ
عِقد جاثم
Short Storyحين إلتقت أعينهما ، هو أجزم أنها تبسّمت له .. - يمكنك دائما أن تتخلى .. ©yeliham