¦1¦

786 74 29
                                    


_

وقفَت ثابتة أمام المرآة ..

تبصق ذاك السائل الأحمر ذو طعم الصديد الذي كان يسيل من شفتيها المُجرَحة

تتلمسُ تلك الكدمات التي غطّت وجهها

واثار الاصابِع التي طُبعت على عنقها اثر الخنق الذي تعرضَت له..

حنت برأسها للأسفل وهي تحدّق بالفراغ
قبل ان تدفع يديها تحت صنبور المياه الذي كان يذرف مياه باردة لاذعة
ترمي بها على وجهها بلا مبالاة لذلك الألم المُصاحب لفعلها..

حاولت قدر الامكان اخفاء العلامات على عنقها بإسدال شعرها حولهُ مرتدية شالاً خفيفاً حوله..

وضعت بعض كريم الاساس تخفي ذاك الازرقاق أسفل شفتيها وعينِها اليُمنى..

نظرت لوجهها بإبتسامة قلقة لتغمض عينيها
بإبتسامة منكسرة
' لا بأس'
هذا ما ظلت تهمس بهِ..

استلقت على سريرها بتوتر بعد أن ارتدت فستانها الأزرق الصيفي
كانت تحدِق بالساعة مراراً وتكراراً
تزامناً مع سماعها لصوت الأقدام واصوات صراخِ ذاك الرجل وتلك المرأة الذي قانوناً هما والدَيها ولا تملك خياراً في ذلك

فهي لازالت بالسابِعة عشر من عمرها وغير قادرة أن تتخِذ اي قرار يغير حياتها
عوضاً عن ذلِك هي لا تستطيع عن التبليغ عن العنف الأسري الذي تتعرض لهُ فهذا الرجُل الذي من المفترض ان يكون والدها الذي كان سبباً في ميلادها هو رئيس قسم الشرطة في المنطقة ..
اي محاولة للتبليغ ستصل لهُ و سينتهي بها الأمر بإعاقة دائِمة !

رفعت نصف جسدها تحاول تركيز قوة اذنَيها لتلتقط اي صوت ولكن كان الهدوء يعُم..

مشت على رأس اصابعها خاشية ان تُسمع
لتُدير المقبض الحديدي لغرفتِها ببطئ..

ظلت واقفة لثوانٍ تحدق بالأرجاء
جميع الأضواء مغلقة ولا يوجد صوت يدل على انه بالجوار ..
لابد أن قد سقط مغشياً عليه بعد هذا الكم من الكحول الذي ابتلعه بجوفهِ..

اعادت اغلاق الباب بهدوء لتعود على اطراف اصابعها مسرعة ترتدِي حذائها وهي تحدق بالساعة..

لقد تأخرت ساعة بالفعل !

فتحت نافذتها بهدوء وهي تخرج جسدها بليُونة تمشي على السطحِ بخفة حتى تسلقت العمود الحديدي الذِي يمتد بطول البيت..

صوت دعس قدميها على العشب جعلها تنظر حولها براحة وهي تهُم راكضة نحو ذات الوجهة التي تقصدها كل يوم..

وعدُ الغابَة ¦ K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن