هالة حلزونية كأنها دوامة تمتزج بالوان كونية آخاذة ، احجار تشع من بعيد كانها لؤلؤاً وسط الظلام
تلك الملكة التي لم ينهار عرشها منذ الازل تصدر تغيظا يحمل الرحمة للطائفين بها
الجميع مظلم الا ذلك الحجر الكروي يشع بالجمال الذي تمنى كل كوكب ان يحمله على ظهره
جمالا ممزوجا بالمخلوقات التي اينما حلت حل الخراب و الهدمان لا مكان للحالمين هنا و لا هواء للانقياء
اصبحنا كالاشباح الهاربة من عوالمنا نتجنب الاختلاط درءا للشر عن انفسناكـ تلك التي عاشت في اتعس العوالم و جاهدت للبقاء الذي لا مهرب منه
تجلس ذات الثلاثين عاما في غرفة الضيوف يحيط بها الاهل و الاقارب تعتلي وجهها ابتسامة تكاد تخفي فيها حزنا لا تقوى على جعله خلف ظل تلك التعابير المستعارة
فتلك التي تجلس امامها اعظم من ان تخدع ذاتها في الفرح تنظر لامها التي تبكي و تارة تنظر للباب ، تعلن دموعها الانكسار من بين تلك الابتسامات المستعارة و القوة المصطنعة تنهار عندما تستقر عيناها نحو وجه امها الباكي
تغطي الام وجهها لتخفي دموعها عن الاخرين و هي تنظر لابنتها الجميلة
تسرح نون في تلك الذكريات التي ادت بها الى هنا
تقف بعزيمة ترسم اهدافا و طموحات وردية تظهر حولها الاشباح الشريرة تطوف بها ترميها بالخناجر السوداء الدخانية في كل اصطدام لخنجر بجسدها يصرخ بكلمة قبل الاختفاء
تتوالى الخناجر بالطعن و الضحكات و الصرخات تتعالى
عانس
كبرتي
ستظلين قابعة في الحزن فـالفرس التي تهمهم تقع
منبوذة
لست مرغوبة بعد الان
الاصغر منك اما
انت لا شيء
تدور حول نفسها لتستوعب الوجوه الفارغة بلا معالم فقط شفاه تتحدث
كلما دنت من السقوط تتماسك ، تهرب تركض مسرعة محاولة الابتعاد رغم جريها السريع لم يتغير شي فلا زالت في ذات المكان
تضع يديها على اذنيها تضغط بقوة لتنقذ ما تبقى من براءتها و نقاوة روحها
يعم السكون تستقيم ثم تنزل يداها تنظر خلفها اطياف تشع متسلسلة واحدا خلف الاخر لاؤلئك الرجال الذين مروا بحياتها و خذلوها تتسمر في مكانها بداخل مهدوم و قوة مسلوبة تنظر في وجوههم المبتسمة فلكل منهم فترة زمنية مرت في حياتها حملت مشاعرا رقيقه له و اذى كبير
فذاك الذي وعدها بطفل اسمه محمد
و ذاك اسماها نبضي
و ذاك الذي احبته عن بعد لم يعلم بحبها و لم تقترب منه
و هذا الذي حددت امه معها يوم الزفاف ثم خلفوا الوعد بانه سيتزوج بنت خاله
ذاك الذي طلب مطالب غير مشروعة فرفضت ثم ابعدها تحت مصطلح باردة لن تفهميني كرجل
تغرق عيناها بالدموع فوجه كل واحد يحمل الما له ندبة في داخلها
تظهر بجانب كل منهم اطياف لصغارا ممسكين بايديهم و زوجات على يمينهم يتقدمون نحوها واحدا تلو الاخر
تبدأ بتحريك قدميها لتتراجع للخلف تتعالى الضحكات تفقد توازنها تدنوا من السقوط ليستند ظهرها بجسد مجهول يرفعها للاستقامة تظهر يده من خلفها ليرفع رأسها و تمسح يده الاخرى الدموع تختفي الاطياف تستدير لترى من هو يشع نورا قويا في وجهها