#استمتعوا ^°^
الجزء الثاني:
استيقظت صباحا وتوجهت لأخذ حمام دافئ، ثم أيقضت أخوي ونزلنا ثلاثتنا إلى الأسفل لتناول طعام الفطور وكانت ميسا قد أعدته من أجلنا "صباح الخير" لم أتلقى أي رد منها كما توقعت تماما، جلسنا نتناول الفطور في صمت ولم يخف علي نظرات شقيقيّ التي تحمل كل معاني الخوف والرهبة من ميسا لابد أن أعرف السبب في ذلك سأبقى اليوم هنا لمراقبتها ولحسن الحظ أن جيمي سيأتي لزيارتي. بعد انتهاءنا من تناول الطعام قالت ميسا بهدوء: "لوي ليزلي اصعدا إلى الأعلى وسآتي بعد قليل لأقوم بمساعدتكما في الدراسة وحل الواجبات" قرأت في عينيهما رفضهما التام للفكرة انتظرت أن يعارضا أن يقولا لا لكنني صدمت من أنهما أذعنا وصعدا السلالم دون أي كلمة وتبعتهما هي للأعلى «يبدو أن أخوي بدآ يأخذان طباع هذه الحمقاء»، قررت أن أتحقق من أنها لن تؤذيهما عن طريق تجسسي عليهم وقد زادت دهشتي عندما رأيتها تلاعبهما وتحاول شرح الدروس لهما بطريقة سهلة وبسيطة «إن الأمور تزداد غرابة». سمعت صوت جرس الباب فعلمت أنه جيمي فذهبت لاستقباله ثم توجهنا إلى غرفتي ونسيت أمر أخوي تماما إذ أخذني الحديث مع جيمي إلى عالم آخر، بعد مدة شعرت بالعطش فنزلت لأحضر بعض الماء ووجدت ميسا في المطبخ فسألتها عن مكان الأطفال فأشارت بيدها إلى الحديقة «هذا جيد» "ميسا إن صديقي جيمي هنا فلتعدي طعاما يكفي الجميع" همِست بهدوء:"صديقك الأشقر" «واللعنة كيف عرفت أن جيمي أشقر!!» لمحت بعدها شبح ابتسامة غريبة على شفتيها «تبا لهذه الفتاة»، عدت إلى غرفتي ولم أغادرهت حتى جاءت ميسا تنادينا لتناول الغداء فقال جيمي: "إنها حقا جميلة لتكون خادمة، يبدو أني سأستمتع برفقتها" «ياله من غبي». على طاولة الطعام كنا نجلس جميعا في صمت ولكني استغربت بشدة للصوت الذي قطع هذا السكوت، إنها ميسا!! "جيمي هل تدرس في الجامعة برفقة بيتر" "أجل أنا كذلك" "ومنذ متى وأنتما صديقان" "منذ حوالي 7 سنوات" وتلتها العديد من الأسئلة والمناقشات «إن دماغي لم يعد يستوعب طبيعة هذه الفتاة البتة، هل هي معجبة بجيمي يا ترى؟!»
غادر جيمي في المساء وقد وعد ميسا بالقدوم بعد أسبوع بعدما أصرت هي عليه «حسنا يبدو أنني الوحيد الذي تكرهه هذه الغبية، تشه ليس مهما».
مر الأسبوع سريعا لم يحمل في طياته أي جديد عدا التغيير الجذري الذي طرأ على تعامل التوأم مع ميسا إذ أصبحا يقضيان وقتا طويلا بصحبتها ولم يعد للخوف مكان في عينيهما، زارنا جيمي ذلك اليوم ليقضي الليلة في منزلي كما طلبت ميسا وقد اجتمع ثلاثتنا بعد تناول العشاء، كنا نتبادل أطراف الحديث حتى صعقت بسؤال ميسا: "جيمي هل ارتكبت جريمة من قبل؟" شحب لون جيمي وبدأ بالتعرق ولم ينطق بحرف إلا أن توتره كان واضحا جدا، حاولت أن أغير مجرى الحديث "هه.. ميسا لا شك في أنك تمزحين .. أي جريمة قد يرتكبها هذا الجبان مثلا" قالت بابتسامة غريبة "قتل فتاة ربما .. وقد تكون انت شاركته فيها" هذه المرة أنا الذي تسمرت مكاني «مالذي تتحدث عنه هذه اللعنة .. و وكيف لها أن تعرف بالأمر..» ازدرت ريقي وقلت بتلعثم: "دعا..بة جيدة..ميسا .. لا أنا ولا جيمي .. قمنا بقتل فتاة" "حقا!؟ حتى ولو كان حادثا ربما" «اللعنة عليكِ من فتاة .. اللعنة» وقف جيمي بارتباك وقال: "بيت .. أنا .. سأعود لمنزلي" قهقهت ميسا بطريقة مخيفة وقالت بصوت أصاب جسدي بالقشعريرة:" لن تتمكن من الخروج من هنا .. لقد حانت لحظة الانتقام" ثم ضحكت بصوت أقوى واختفت من أمام ناظرينا في لمح البصر، صرخ جيمي بأعلى صوته ووقع يبكي أرضا وهو يقول: "إنها هي يا بيتر .. لقد عادت .. ستنتقم منا .. لقد عادت" لم تعد أي خلية في جسدي تعمل من هول الصدمة إنه شبح الفتاة التي صدمناها أنا وجيمي قبل 6 أشهر عندما كنا نقود ونحن في حالة سكر ورمينا جثتها في الغابة، لقد عادت لتنتقم «تبا، تبا»، صوت صرخة ليزلي المدوي فجر طبلة أذني وأعادني للواقع هرعت لغرفة الطفلين لأصعق من رؤية جسد لوي يطفو في السماء ورأسه في حضن ليزلي أسرعت وحملتها بين ذراعي لأرى الرأس يبتسم ويقول بصوت هامس مخيف " هذه .. البداية .. بيتر .. سوف أعود" ثم وقع الرأس من السرير وتدحرج حتى الحائط، أوصدت الباب ونزلت نحو الأسفل لأجد جيمي على نفس وضعه بينما جسد ليزلي ينتفض بين ذراعيّ، جلست على أقرب كرسي فلم تعد قدماي تقويان على حملي.
مرت تلك الليلة كأنها دهر كامل لم يغمض لي جفن وأنا أنتظر ظهور ميسا من جديد « مالذي تريده تاليا؟؟ هل تخطط لقتلي أنا وجيمي؟؟ لماذا قتلت لوي إذن؟؟ هل تريد القضاء على الجميع؟؟ تبا .. تبا»، كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما بدأت ليزلي بالاستيقاظ نظرت إلي باستغراب يبدو أنها لم تتذكر ما حدث أو لم تستوعبه بعد كيف لفتاة صغيرة أن تتحمل مثل هذه الصدمات، "بيتر أنا جائعة" ابتسمت لها وتوجهت للمطبخ لأحضر لها بعض الطعام، فتحت باب الثلاجة وأخرجت علبة العصير وصحن الفواكه وعندما التفت لإحضار الكؤوس بدأت تتساقط جميعها ومع كل صوت اصطدام لها في الأرض كان جسدي ينتفض من الخوف خرجت مسرعا من المطبخ وذهبت إلى ليزلي وقربت علبة العصير من فمها لكنها سرعان ما بدأت بالسعال وبصقت كل ما في فمها فتفاجأت من لونه الأحمر القرمزي، سكبت قليلا من محتوى العلبة في يدي فشعرت بالغثيان من رائحة ذلك السائل «إنه دم!!» أجهشت ليزلي بالبكاء فحاولت تهدئتها قليلا وناولتها تفاحة لكي لا تبقى جائعة«مسكينة أرجو أن تستطيع تحمل القادم»، بعد لحظات وجدت جيمي يقف أمامي "بيتر أنا سأعود لمنزلي .. لن أبقى هنا أنتظر مصيري" ثم اتجه نحو الباب محاولا الخروج ولكن ... يتبع
أرجو أن تخبروني بأرائكم في التعليقات وشكرا لكل من قرأها^•^