في أحد ليالي نيويورك الهادئة تتساقط الثلوج على الشوارع و أسطح المباني لتكسي المدينة حلة بيضاء
في هذا الوقت من السنة تكتظ المقاهي و الشوارع بالناس اللذين يخرجون الإستماع بهذا المناخ الرائعبعد تفكير طويل و صراع مع نفسي قررت أخيرا قبول دعوته لي على العشاء ، لم تمر إلا دقائق قليلة على لقائنا لكنني أشعر بها و كأنها ساعات ..
أحاول إشغال نفسي بتناول الطعام لأتناسى هذا الصمت الرهيب ..
هو لم ينطق بأي كلمة منذ جلوسنا .. هو لا يتناول طعامه حتى بل يستمر بالتحديق بي
اللعنة عليه ، إنه يحاول استفزازي لكنني جبان للغاية لست قادرا على بدأ المحادثة معه أو حتى النظر إلى عينيه ..
لقد حفظت ما سأقوله له مسبقا و استعددت لهذه المحادثة جيدا لكي لا أرتبك أمامه و أبدو بمظهر الشاب الواثق بنفسه و الغير مبالي
لكن ما الذي يحدث الآن ؟ كنت خائفا من أن أتلعثم في حديثي معه لكنني لم أتصور أنني سأكون عاجزا عن النطق بأي كلمة حتى ..
أسمع أصوات الناس من حولي و ضحكاتهم .. أنا حقا أحسدهم الآن ..
أتمنى لو لم آتي إلى هنا .. أتمنى لو أختفي من الوجود .. أتمنى لو ..
إيرين
أشعر أن الزمن توقف بمجرد نطقه لأسمي ..لم أعد أسمع سوى خفقان قلبي السريع
علق الطعام في حلقي فجأة لأبدأ بالسعال بشدة
تفضل
مد لي كوب الماء فالتقطته و شربته دفعة واحدة
هل أنت بخير ؟
أ.. أجل
إيرين
ماذا ؟
إيرين
ماذا ؟
إيرين
تبا !! ما الذي تريده ؟! رفعت رأسي نحوه و رمقته بحدة لأجده يبتسم
أخيرا نظرت إلى عيني
أخفضت بصري محرجا و أكملت تناول طعامي
لم دعوتني إلى هنا ؟ إن لم يكن لديك ما ستقوله
(جان) أخبرني بنجاحك لا تعلم مدى غبطتي لأجلك ..كما أنك ازدهت فجأة .. أهذا ما يكون نتيجة ابتعادك عني ؟
كلا
لم يقل شيئا و إنما ظل يحدق بي بنظرات يصعب تفسيرها ..
ماذا الآن ؟!
لا شيئ .. تنهد بهدوء ليكمل
أنا و بيترا سنبيع المنزل .. إتخدت شقة على جادة (ماديسون)
هل رأيت (ريندي) ؟
مرة أو مرتين .. إنها تعيش مع بيترا حاليا و أظن أن هذا هو الصواب .. على كل حال.. الشقة التي اشتريتها كبيرة و جميلة .. كبيرة كفاية لإثنين ..
كنت آمل أنك قد تنتقل للعيش معي و لكن أظن أنك لن تفعل .. أليس كذلك ؟لا أظن
صمت لوهلة ثم قال
سأجتمع مع بعض الأشخاص في (أوك روم) عند التاسعة .. لو رغبت بالقدوم .. أعني لو غيرت رأيك
لم أجبه ، و اكتفيت بالنظر إلى صحني
حسنا .. قضي الأمر
رفعت رأسي نحوه لتلتقي أعيننا مجددا .. تبادلنا النظرات لمدة من الزمن .. هل هذه هي النهاية ؟ هل هذا آخر لقاء بيننا ؟
أحبك
تسارعت أنفاسي فجأة .. و قلبي بدأ يخفق بصخب .. اكتست الحمرة وجنتي و تعرقت يداي من شدة توتري
هل إعترف لي للتو ؟؟ كيف بإمكانه أن يكون هادئا هكذا ؟!! كيف بإمكانه التلاعب بي كما يشاء ؟!
إيرين ! أهذا أنت ؟؟
صوت أنثوي مألوف أفاقني من شرودي إلتفت نحو مصدره ووجدت (إلينا) تسرع الخطى نحوي
يالها من مصادفة ! أردفت بحماس أقول في نفسي أنا أعرف هذا الشاب
إلينا ! نطقت متفاجئا
أمر رائع مقابلتك إيرين ! لقد مرت أشهر على آخر لقاء لنا
إلينا هذا ل..ليفاي أكرمان حتى إسمه أصبح صعبا علي نطقه ..
سعدت بلقائك سيد ليفاي مدت يدها مصافحة إياه
و أنا كذلك
إذن إيرين .. ( ستيفن ) سيقابلني هنا و مجموعة منا ستذهب لحلفة ( فيل ) .. ستذهب معنا أليس كذلك ؟
أجل و لكنني خططت أن ..
ينبغي أن تذهب قاطعني بهدوءه المعتاد
هل سترافقنا سيد ليفاي ؟ سألت إلينا بسداجة
كلا يجدر بي المغادرة الآن
استقام من مقعده و إلتقط معطفه .. تقدم نحوي بخطوات ثابتة و ضغط على كتفي برفق
إحضيا بليلة جميلة ! قال و توجه نحو المخرج
رائحة عطره الرجولي لاتزال تملأ أرجاء المكان .. لم يكف قلبي عن الخفقان رغم مغادرته .. أشعر بالحرارة في كامل جسمي و تنفسي أبى أن ينتظم
اللعنة على اليوم الذي إلتقيت فيه بك ليفاي أكرمان!!
إيرين ؟ وجهك محمر بشدة هل أنت بخير ؟
آسف إلينا .. لا أستطيع القدوم لا أشعر أنني بخير .. أبلغي فيل تحياتي
حسنا.. لا عليك
إبتسمت لها بتكلف و استقمت مغادرا
أثناء قيادتي لسيارتي لمحته يعبر الشارع كان يضع يديه في جيوب معطفه الرمادي الطويل و يمشي بهدوء
بين حشود من الناس عيناي لم ترى سواك ...
في هذه الأثناء عادت بي ذاكرتي إلى الوراء لأسترجع أحداث أول لقال لنا ..

أنت تقرأ
سأعلمك كيف تكون جريئا
Romanceلا أريد أن أقع في حبك من أول نظرة .. بل أريد أن أنظر إلى عينيك و أشعر أننا نعرف بعضنا منذ زمن رغم أننا إلتقينا للتو ..