بين الازدحام و وتحت الشمس التي ظهرت منذ زمن لترى نفسها في مرآتها التي يُطلق عليها البحر ، يرفع ذاك الشاب الطويل نظارته الشمسية بالوسطى و السبابة التي تخفي عيناه الحادة ذات لون العشب ، ويخلل اصابع يده بين خصلات شعره العسلي قائلاً للتي معه [ أ كل شئ جاهز يا صهباء ؟ ]
لتنظر له المعنية بابتسامة حيوية تظهر جمالها الرباني ، رادة [ اجل ..كل شيئ جاهز ... واسمي هوا مينو يا عمود الكهرباء ! ]
ليبتسم لها بسخرية مردفاً [ اسمك ليس جميل بأي حال لن ازعج نفسي بقوله ] انهى كلامه بذهابه واضعاً يديه بجيبي بنطاله الازرق كزرقة البحر الذي امامهم فهم في الميناء بالفعل متجهاً الى السفينة تاركا مينو مع حقائب الظهر الكبيرة التي تحتوي على عُدة وادوات للتخييم مع اجهزة علمية حديثة ، لتقول مينو بصراخ متذمر [ ان اسمي افضل من اسمك يا ايرينيوس الاحمق !!]
لتلحق به جارتاً الحقائب ورائها مع مساعدة احد خدم السفينة
بعد انقضاء بعض الزمن وسماح السفينة بإرخاء شروعها البيضاء وحمل المرسى لتشق طريقها في المحيط الاطلسي ، وقفت مينو تكلم ذو العيون الخضراء [ اذا ايرينيوس ستكون مهمتنا هي استكشاف طبيعة الجزيرة التي ظهرت حديثاً و اذا كانت مؤهلة للسياحة ]
ليوميئ لها ايرينيوس بالإيجاب واكمل برفع حاجبه قائلاً [يا حمقاء اذا لم تريدينني ان اناديك بالصهباء فلا تناديني بايرينيوس ! ناديني بايرين فقط ! هل فهمتي ايتها البرتقالية ؟]
لتزم مينو شفتاها مع نظرة غاضبة رادتاً [ حسناً يا عمود الكهرباء]
بعد مرور بعض الوقت نظر ايرينيوس او ايرين كما يحب الى ساعة يده وقال [ لقد حان وقت الذهاب الى المحطة في مؤخرة السفينة ]
ليحمل كل من ايرين و مينو حقائب ظهرهما متجهين الى المحطة حيث بدأ شعرهم يتحرك بشدة الى الخلف نتيجة للطائرة المروحية التي امامهم ، ركبا الطائرة بحماس شديد فهما لديهما حب الاستكشاف و المغامرة ولربما هذا الشيئ الوحيد الذي يتشابهان به وبشدة
جلس كلاً منهما بجانب مختلف واضعين انظارهم على الشمس التي يبدو وكانها تغرق في البحر مع مرور الوقت حتى تغوص وتختفي ليظهر محلها القمر ليقطع هذا الجو الجميل قول قائد الطائرة [ هيا لقد وصلنا تعلمان ما يجب ان تفعلا فلا يمكنني الهبوط من الممكن ان الارض لا تساعد على الهبوط ! ]
ليجيباه بالموافقة و يرتديان مظلات القفز
مينو بصوت صاخب [ واحد!...اثنان! ]
ليكمل عليها ايرين بصوت اصخب دافعا اياها قبله [ ثلاثة !!]
لتبدأ حفلة الصراخ و الضحك و الرقص في الهواء
ايرين وهو يتشقلب [ هووو هووو هااا هاااا هااا هيهييهيهيهي ]
لتردف وهيا تضحك باستمتاع [ توقف اسحب خيط المظلة يا احمق انت تبدو مثل اطفال القردة ]ليبتسم ابتسامة شيطانية مخيفة رادا عليها ب[ سأريك من طفل القرد ! ] ليتشبث بعدها بها دون ان يفتح مظلته صارخا باستمتاع [ هكذااا يكون اطفال القردة يا حمقاء! ]
لتصرخ معه قائلة [ تباً لك !، وبحق خالق الجحيم الا ترى الضباب الذي دخلنا فيه !، اتمنى ان تسقط انت و مؤخرتك في فم حيوان مفترس! ]
ليبتسم ابتسامة واثقة قائلا [ صدقيني لن يعجبها طعم مؤخرتي ]
لتتنهد هيا باستياء من الاخر ليهبطون بعدها بطريقة بعيدة عن كلمة سلسة ،
اختفى الضباب و انعكس ذلك المنظر الجميل على حدقتيه الخضراوتين وعسليتاها ليحل الصمت لدقائق حتى انقطع بوضع اصبعيه الوسطة و السبابة تحت ذقن مينو مغلقا بهما فمها المدهوش ليقول بطريقة جادة ومستفزة بالنسبة للأخرة مخللا يده بشعره [لا وقت للاندهاش فالنأخذ راحتنا ولنباشر بالعمل ]
نظرت له نظرة جانبية حادة زامتا شفتيها مفكرتا في نفسها [ هذا الاحمق المتعجرف الغوريلا سأتكد من تقطيعه ورميه للكلاب المسعورة الخاصة بجارنا العجوز الاصلع ! ...بالناسبة اشتقت للجميع في حَينا ]
بعدها اخرجت ذلك الشيئ المنكمش و نفضته بطريقة معينة لينفتح لتظهر انها خيمة كبيرة الى حدٍ ما فلم ياخذ منهم الا عناء تثيبتها في الارض ، كان كل شيئ معهم عبارة عن اشياء متطورة ، وذلك الشيئ طبيعي بما ان الحكومة ارسلتهم كاختبار قبول لدراسة بيوليجية الجزيرة خلال شهرين فقط .
ليردف ايرين من الخيمة المجاورة لمينو مستغرباً[ اوي ..ايتها الصهباء الم تلاحظي شيئا غريبا هنا ؟ ]
لترد عليه باستنكار [اعتقد ان كل شيئ طبيعي غيرك ]
ليصمت هوا مفكرا في المجهول
أنت تقرأ
الْجَزِيرَةُ الْهَارِبَةُ
Mystery / Thrillerتم ارسال طالبين جامعيين من قسم دراسة جيلوجية الارض و البيئة ليقومو بامتحانهم بدراسة احدا الجزر التي ظهرت بطريقة مفاجئة يا ترة ما سر هذه الجزيرة وما تحتويها من مغامرات و اسرار مختبئة تحت غطاء الغموض المنسوج من خيوط الخيال .