الفصل الثاني

3.9K 137 2
                                    

الفصل الثاني
—————-

مش عارف أعمل لها إيه بس ؟
ثم أضاف لحديثه قائلاً بجدية
-تعال أدخل يا إبراهيم
رفع "إبراهيم" كفه على صدره قائلاً بعتذار
-معلش ياعمي تعبان ومنامتش مرة تانيه سلام عليكم
-وعليكم السلام ياابني
ذهب" إبراهيم "وعاد عمه إلى المنزل ليغلق التلفاز اللعين الذي كاد أن يذهب عقله وسمعه معًا
خرجت تلك الجميلة من المطبخ وهي تجفف يدها قائلة بغضب مكتوم
-إنت قفلت التلفزيون ليه بس ياباااه ؟

جلس على المقعد وهو يشير بيده قائلاً بغيظ وغضب شديدان
-إمشي يابت من هنا روحي شوفي كُنتِ بتعملي إيه
بلاش وجع دماغ

جلست مقابلته على المقعد متسائلة
-قولي كُنت بتكلم مين ؟
-كُنت بكلم إبراهيم إبن عمك

انتفضت من فوق المقعد ماأن أنهى الأخير كلمته
جذبت عبائتها السمراء ثم وضعت حجابها على خصلات شعرها الأسود الطويل
وعادت إلى والدها دنت منه وطبعت على وجنته قبلة خفيفه قائلة بمزاح 
-أنا نازله يامحسن هاروح عند عمي شوية عاوز حاجه
-محسن حاف كدا ؟
طبعت قبله على وجنته مجددا قائلاً بمزاح
-معلش المرة الجاية أبقى أحط عليها شوية ملح وفلفل سلام بقى ماما نايمه متشغلش التلفزيون عشان إنت مزعجك
ضربها بخفه على كتفها قائلاً بجدية
-دا ال هو أنا بردو يابنت ال
قاطعته قبل أن يكمل قائلة بجدية مصطنعه
-أرجع أوعى تقول على ابويا كلب لو سمعك هايزعلك

حرك رأسه يميناًويسارا بنفاذ صبر ثم مال على حذائه وقام بخلعه والقى بهِ نحوها
بينما هي فتحت باب الشقه وفرت هاربه قبل أن يصل إليها حذاء والدها المعتادة عليها بشكل شبه يومي من والدها
سارت بين الناس تلقي على هذا سلام الله وذاك تمزح وتمرح معه
"إجلال" فتاة تبلغ من العمر 25عاما حاصلة ليسانس الحقوق بالطبع دخلت هذه الجامعة من أجله هو
تعشقه حد الجنون هو يعلم ذلك ولكنه يتجاهل الأمر
لصغر عمرها وعقلها الذي يشوبه عقل الأطفال
هي تتعامل بعفوية شديدة وهو يتعامل بجدية وعملية
دائما يقول لنفسه ولوالديه أنها النقيض له في كل شئ فكيف يتزوجها ؟ من الأفضل أن تعشق غيري
سبق له أن قامت بخطبة إحداهن ثم قام بفسخها لعدم التوافق بينهما
هذا ما يحاول أن يقنع بهِ نفسه ولكن الحقيقة التي لايريد أن يعترف بها هو أنه رأى وجهها يوم خطبته بدلا من أن يرى عروسته ترى لماذا حدث هذا ؟ هو لايعرف أو يريد الهروب من الإجابة على هذا السؤال
لم تكن إجلال فتاة قبيحة لهذا الحد ولكنه يريد زوجته
قوية تعتمد على نفسها ثبت وجودها أمام الجميع
أما إجلال عكس مايريد تعتمد عليه في كل شئ
أقل المطلبات وأبسطها تريدها منه
هي لاتفعل هذا بسبب ضفها بل تريد أن تخبره أنه الضهر  السند وأنها بدونه لاتستطيع أن تفعل شئ
ولكن هذا لايعجبه قط
وصلت منزل عمها الذي يبعد عنها بخمس دقائق فقط
قرعت الناقوس ثم عادت خطوات بسيطة للخلف
في انتظار أن يفتح لها الباب في اي وقت
مرت ثوانِ  وفتح لها باب الشقة
أشار بيده قائلاً بجدية
-ازيك يا إجلال تعالي

زفرت بحنق وتحدثت من بين أسنانها التي كادت أن تتكسر قائلة بضيق
-الحمدلله وإنت؟

رفع زجاجه المياه  على فمه ليروي ظمائه الشديد 
انتهى وهو ينظر لها بتعحب قائلاً بنبرة حائرة
-إجلال مالك هو فيكِ حاجه متغيرة صح؟

إبتسمت له وقالت بسعادة وهي تضع يدها قلبها لتهدئ نبضات قلبها التي كادت أن تفضح أمرها أمامه أكثر من ذلك ولكنها فاقت على صوته الغاضب وهو يقول بصوت أجش
-أنتِ ازاي تسلمي على الرجاله وأنتِ ماشية في الشارع هااا؟

انتفضت من صوته الغاضب تلعثمت الكلمات من بين شفتيها ضمت أناملها على شكل قمع لتقول لها (اصبر)
وتحدثت بنبرة مرتجفه قائلة
-الصبر بس الناس ال أنا سلمت عليهم دول أنا متربية معاهم من زمن يعني في مقام ابويا وأبوك

وضع يده في خصره قائلاً بغيظ وغضب شديدان
-طب ومدحت دا يبقى في نفس المقام بردو

حكت رأسها مفكرة لثوانِ  ربما كانت لحظات وقالت بمزاح
-لأ يبقى أخويا وأخوك ههههههه

ثم بسطت كفها قائلة بعفوية
-ههههههه كفك

نظرت إليه وجدته يطالعها بنظرات غضب غيظ
تركها وهو يحرك رأسه بنفاذ صبر من تلك البلهاء التي تحاول شتى الطرق أن تكتسب محبته ولكنه دائما يتصدى لها يريدها ولكن قبل أن يتزوجها يجب عليها معرفة مايريد قبل أن يتحدث وليس العكس
بهذه الطريقة سوف تذهب به إلى مشفى الأمراض العقلية قبل أن تذهب به لعُش الزوجية
دخلت تبحث عن والدته في كل مكان توقف حين قال لها أنها في المطبخ تُعد له وجبة الغداء
دخلت وجلست على المقعد الخشبي ساعدتها في إعداد وجبة الغداء
وهي تزفر تارة وتكظم غيظها تارة
سألتها زوجة عمها قائلة بسخرية
-مالك يابت شوية وهاطلعي نار من ودانك في إيه؟

أجابتها بنفاذ صبر
-في إن ال أنتِ وابنك بتستعبطوا هو في الرايحة والجاية يسألني بتكلمي مين وبتعملي إيه وفِي الآخر زي الصنم مابيتحركش

وضعت زوجة عمها السكين الحاد جنبا ثم وضعت أناملها على وجنتها متسائلة بسخرية
-وأنا بقى مشكلتي معاكِ يا برنسيسه ؟!!

كنس، طبخ، مسح، ترويق كل حاجه بعملها وفِي الآخر محركتيش ابنك خااالص 

كانت هذه العبارة عبارة "إجلال" قالتها بغيظ مكتوم
من زوجة عمها التي تتعهد لها دائما بأن "إبراهيم " سيكون من نصيبها عاجلا ام اجلا
ثم ختمت "إجلال" حديثها بتحذير قائلة
-أنتِ تشوفي صرفة وتجوزيني ابنك أنا مبمسحش ببلاش هاااا

يتبع

حارس جهنم للكاتبه هدى زايد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن