خرج الامير اورهان سايهي من غرفة الملك يخطو خطوات بطيئة .. مرتديا ردائه الذي لا يرتديه الا في الحروب, ونظر من احدى النوافذ بنظرات باردة وحزينة الى السماء متذكرا ما حدث قبل زمن ... محدثاً نفسه " لطالما كانت المسألة, مسألة مبدأ ... لطالما كانت مسألة ايمان ... ما تؤمن به يصبح واقعك حتى لو كان كذبة ... لذا على المرئ ان يؤمن بالحقيقة لتكون واقعه وقدره ... الامر كله يعتمد على شئ واحد ... هل تراها ؟ ام لا ؟ ... لذا فهي سهلة جداً بهذا القدر ولكن ... ولكن ماذا لو لم تكن تؤمن باي شيء ؟ ماذا لم لم تصدق بأي شيء ؟ تتلفت ... تنظر من حولك ... فلا ترى أي شيء ... ماذا لو احسست انك لا تنتمي الى هذا العالم الذي تعيش فيه ؟ ماذا لو احسست بالاختلاف لدرجة ظننت فيها انك خارج هذا العالم ؟ ... خارج هذا المنطق ؟ ... ماذا لو احسست انك ... اقوى من الحقيقة نفسها ؟! والاكثر خطورة .. ماذا لو كان اعتقادك صحيحاً ؟؟!
يضن البعض ان الحياة في القصور ناعمة وآمنة وجميلة خالية من المتاعب والعراقيل, اضحك على ضنهم هذا .. اضحك بمرارة وحسرة .. يا ليت كلامهم كان صحيحاً ... الحقيقة ان حياة القصور مليئة بالمخاطر والمخاوف والتحديات التي تواجه ساكينها والحالمين والطامعين بان يكونوا ساكنيها .. منذ زمن بعيد .. كنا ثلاثة اخوة ( اليكساندر اورانوس واورهان سايهي وموسى ) عندما كان والدنا الملك جورج يحكم مملكة موترافيا
كنت شديد الاعجاب باخي الاكبر الامير اورانوس .. كنت اشجعه بكل خطوة يقوم بها واساعده بكل شئ كنت احبه حبا كبيرا ولكنه مع ذلك لم يكن يحبني ابدا ولا يعيرني اي اهتمام, ليس هو وحده بل اني لم القى اي اهتمام من بقية افراد عائلتي .. امي .. ابي .. واخواتي الاميرات ... مع اني كنت احبهم كثيرا . كنت اقف دوما بعيدا في الظل واراقب عناية اهلي باخوتي عداي أنا .. ولم يتكرم احد يوما باعطائي سبب مقنع ابدا .
في احد الايام حصل خلاف بيني و بين اخي موسى لانه افسد لي احدى لوحاتي بسبب اعتقاده بانني قد سرقت منديله الذي اهدته اياه امي, تشاجرنا .. وارتفعت اصواتنا .. حتى ضرب الاخر وهدئنا بصعوبة, طال الخلاف الذي بيني وبينه لاشهر .
حتى خرجت في احد الايام الى حديقة القصر فرأيت موسى وهو ملقى على الارض وقد طعن بسكين في ظهره!
ركضت نحوه وحاولت ايقاضه غير عالم بأنه قد مات! ... حاولت مساعدته .. اخرجت الخنجر من ظهره دون وعي ... واذا بي ارى اورانوس وهو يركض نحونا ... وقف امامنا ونظر بصدمة ...عندها ادركت ما انا فيه ... موسى غارق بدمائه والسكين بيدي .. اذن ...
_ الويل لك ... قتلته ؟!!
قالها اورانوس ... اجبته بشفتين ترتجفان ...
_ ماذا تقول يا أورانوس ... انا لم اقتله لقد .. لقد وجدته هكذا عندما اتيت!
_ اتظن بانني سوف اصدقك ؟ والدنا الملك عندما يعرف بما فعلت لن يرحمك ابدا!!

أنت تقرأ
تلك المملكة ( التقاء عالمين)
Fantasyوضعت قدمي عند الحد الفاصل... وقفت على عتبة باب الخيال.. ارمق ذلك المكان من تل بعيد.. شعور بالحماس يراودني وانا افرك كفي ببعضهما نتيجة خليط من المشاعر المتضاربة....... اتخذت القرار... شددت الرحال... وعزمت الخطى وخطوت الى ذلك المكان خطوة... سألوني...