" كيف يمكن هذا !!" صرخ بينما عيناه تحملق بباب منزله المفتوح ، إنه لا يفتح إلا ببصمته كيف يعقل أن أحدهم قد فتحه!!
صعد بهلع إلى الطابق العلوي ، بدأ يتفحص بعينيه كل شئ ، أولا ظن أنه لص لكنه اكتشف أخيرا أن شيئا لم يسرق ،
طمست علامات الإستغراب ملامح وجهه ، ماذا يمكن أن يكون إذا ؟ كيف فتح الباب دون أن يفتحه هو ببصمة اصبعه !؟!!؟
كان صوت الانكسار الذي صدر من الطابق السفلي بمثابة إجابة على تساؤلاته .. ' لص ، لابد أنه لص ' هكذا فكر وهو ينزل درجات السلم متفاديا بعضها ، اتجه إلى المطبخ الذي كان مصدرا للصوت ، كان هنالك فوضى عارمة .. ضوء الثلاجة المفتوحة .. و .. فتاة تعبث فيها !!!
"شبح؟!" قال دون أن يستوعب الأمر ،
'ما الذي تفعله فتاة داخل ثلاجته ؟ لما هي في منزله أصلا !! و السؤال الأهم ، كيف فتحت الباب ؟!!!' قفزت هذه الأسئلة إلى فكره بصورة متتالية ،
" آممم أستطيع أن .. أشرح " ردت الفتاة مع ابتسامة عفوية توحي بالحماقه ،
"تشرحين ماذا ؟ كيف فتحتي بابي الذي لا يفتح سوى ببصمتي أم تشرحين سبب كونك في منزلي تعبثين في ثلاجتي و أنا لم أراك من قبل ؟! " صرخ بإنفعال على الفتاة ،
"حسنا اسمع يا سيد ... " ،
" جومي" رد ببرود ،
" جوومي !!! لست كوري صحيح؟" سألت بلهفه و نظرت له بحماس ،
" لا شأن لك " أجاب وهو يشيح ناظريه بعيدا عنها ،
"لا بأس ، اسمع سيدي أنا حقا كنت مضطرة للإختباء في منزلك ، لقد طرقت الباب عدة مرات لكن أحدا لم يجب ، كان بعض الأشخاص الأشرار يلحقون بي .."،
"هل هم المدينون ؟ " قاطعها ببرود ،
"لا ليسوا كذلك " ردت بنبرة شبه متوترة ،
"إذا من هم ؟" ،
" في الحقيقة ... أنا قد هربت من الإصلاحية " قالتها بصوت يرتعد خوفا ، ظنا منها بأنه سوف يسلمها للشرطة فور معرفته بذلك ،
" آه هكذا إذا " قطب حاجبيه بأسف وهو ينظر إليها ،
" ألن تتصل بالشرطة ؟" طرحت السؤال بإستغراب واضح ،
" وما شأني أنا ، لابد أن لديك أسبابك الخاصة " أجاب ببرود معتاد دون أي انفعال ،
" أووومووو ، أجااشي أنت حقا راائع " صرخت بفرح وهي تقفز لأعلي و أسفل ،
" اسمعي ، قصة حياتك لا تهمني ، كل ما أنا فضولي بشأنه هو كيف فتحتي باب منزلي ؟!" قال بعد أن بدأ يلملم الفوضى التي اصطنعتها الفتاة في المطبخ ،
" حقيقة ، أنا أيضا لا أعلم كيف فتحته " ردت وهي تنزل إلى الأرض لتساعده في التقاط الأغراض من الأرض ،
أنت تقرأ
ذاكرة روح
Romanceفي كل جزء من الثانية يولد الآلاف و يموت الآلاف ، الحياة والموت ؛ مسميات عميقة لأشياء لا يمكن للبشر استيعابها ، الخلود و الفناء ، الأول سعى البعض له جاهدين و الثاني هو المصير الذي يتجه إليه الجميع ، ماذا لو أن أحدهم قد القي عليه شئ اشبه بتعويذة منذ ن...