الشيطان الأسود

الفصل 1

غطى أذنيه بمحاولة يائسة لمنع صراخ أخته من إصابته بالجنون .. لكن و لأنه كان قريبا جدا مختبأ بأحد الغرف السرية في حائط الغرفة التي تغتصب أخته بها لم يستطع إيقاف الصوت كما لم يستطع فعل شيء لأنقاذها .. فماذا يستطيع طفلا بالتاسعة معدوم القوة أن يفعل لمواجهة جبروت أربع رجال من المحبوبين الاشداء .. 

لم يعرف كم استمر الأمر لكن في لحظة ما اختفى صوت أخته و لم يعد بعدها و استطاع أن يفهم انها ماتت من حديثهم .. و في اللحظة التالية غادروا المنزل بعد أن قتلوا العائلة بأكملها أو الحقيقة ما تبقى من العائلة فوالده و إخوته الأكبر منه جميعهم قتلوا في حروبا سابقة .. حروبا امتدت لعشر أعوام و اليوم اختتمت بالمعركة التي عرفت بالحصاد الأخير .. المعركة التي أبادت كل عشيرة محبوبي الفراغ ..

و ربما تظنون أن هذا غير صحيح فها نحن ذا نتحدث عن ناجي لكن للأسف هذا الناجي معدوم القوة و معدومي القوة يعاملون من قبل المحبوبين كالبشر العاديين الذي يعتبرون أدنى مرتبة و يعاملون معاملة الحيوانات ..

لم يتجرأ على ترك المخبأ السري بل بقى هناك لساعات لم يحصها حتى غلبه النوم .. و لم يوقظه شيء سوى صوت أشبه بالهمس لكنه كان مرعبا للغاية بالنسبة له .. أخبره الصوت

_ اللعبة لم تنتهي و الرابح من يبقى حتى الحصاد الأخير

لم يفهم شيء مما قيل له فعقله كان مجهدا أكثر من أن يستطيع تفسير أي شيء لذلك فضل نسيان الأمر و التظاهر بأنه مجرد حلم .. خيال .. وهم .. أيا كان المهم انه لا يريد التفكير بالأمر

ربما من الأفضل أن يغادر المنزل لكن إلى أين يذهب ؟؟ لابد أن منطقتهم .. منطقة محبوبي الفراغ .. مملوءة بمحبوبي العشائر الأخرى .. لابد انهم يبحثون الآن عن أي ناجي ليقتلوه و لابد انهم سيقتلونه حتى لو كان معدوم القوة اذا الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله للنجاة هو التظاهر بأنه بشر .. رغم تقززه من هذه الفكرة لكن هذا هو الحل الوحيد و ليكن واقعيا ما فرقه عن البشر هو حتى لا يمتلك علامة العشيرة على رقبته .. بدرا أسود تحيطه كرتان صغيرتان  

فتح باب المخبأ و هو مغمض العينين لم يكن مستعدا لرؤية جثمان أخته .. لكنه سقط بمجرد أن وضع قدمه على الأرض .. ليحس بسائل لامس جسده .. لابد أنها دماء أخته .. ارتعش جسده و تسارع نبض قلبه .. متذكرا شعرها الأسود الطويل .. عيناها السوداوتان الواسعتان .. لقد كانت مثالا للجمال جعلها محط حسد الفتيات أينما ذهبت و لم تكن جميلة فقط بل كانت وحشا حقيقيا في المعارك و كان من المفترض أن تتزوج وريث عرش العشيرة .. و تكون الملكة التالية

لكن ها هي ذا عارية أمامه .. جسدها مشوه .. و الدماء تحيطها كأنها تغوص في بركة .. عيناها السوداوتان مفتوحتان على وسعهما محدقتان بالسقف الخشبي .. لم يستطع تمالك نفسه فبكى كما لم يبكي من قبل .. لم يكن يوما فردا حقيقيا من هذه العائلة .. لأنهم ببساطة اعتبروه عارا عليهم فعائلة كعائلته لم تنجب سوى المحاربين على مدى أجيال .. يولد لديها معدوم قوة .. لقد كان كارثة .. نذير شؤوم و الجميع أمن بهذا باستثناءها فقد أحبته حبا صادقا حتى أنها علمته كل ما حرم عليه تعلمه بحكم كونه أدنى مرتبة لكنه الآن يؤمن بأنها مخطئة .. يؤمن بأنه نذير شؤوم ..

فمنذ ولد و الكوارث تلازم عشيرته .. خلال حمل والدته به قتل أخوه الأكبر الذي كان يعتبر في المرتبة الثالثة في محاربي العشيرة .. و يوم ولادته قتل أخوه الثاني .. و في عمر الخامسة قتل والده .. حتى حرب الإبادة بدأت قبل ولادته بعاما واحد ..

خلع قميصه و تقدم بيدين مرتجفتين ليغطي جسد أخته .. ثم وقف امامها ليردد .. أيها الأمير الأسود استقبل روحها العائدة أليك .. أيها الأمير الأسود خذها إليك كما وهبتنا أياها .. أيها الأمير الأسود تقبلها منا ..

ثم خرج بقدمان مثقلتان كأنهما يجران العالم كله ..

ليفاجأ بجثمان أمه معلقة بسكاكين غرزت في كلتا يديها .. قدماها محترقتان بالكامل حتى لم يبقى شيئا سوى العظام .. و ما يقارب الثماني سكاكين غرزت في بطنها .. يبدو أنهم عذبوها حتى الموت لكن العجيب انهم لم يحس بأي شيء !! .. لم يشعر حتى بالأسف عليها .. بل نظر لها بكل برود ثم غادر و فكرة تدور في رأسه سيتظاهر بأنه عبد بشري ..  

......

سلام 🌚

كيف حالكم ؟؟

رأيكم بأول بارت ؟؟

شنو توقعاتكم؟ ؟

أي أسئلة بخصوص البارت ؟؟

انتقاداتكم ؟؟