أنا المِشكاة وأنتِ مصباحي، ولولاكِ أنا مُجرّد فجوة في جِدار..يبدو أنّني استيقظتُ على حُلمٍ لكن رَشقات الحنين على وَجهي تُخبرني أنّي لستُ أحلَم
حسنًا ها أنا على أرضِك يا جَميلتي، بَين يديك، في وَمضاتِ شوقِكِ
هُناك حيث أنظرُ إلى أبعَدِ مَدى، آخر عَتبة في أعلى الدرج البَعيد ذاك، الذي يرى جمالك بأكملِه التقيتُ فيكِ، وكأنّ الله قدّر لي أنْ ألقاكِ وأذرِفُ دمعةً سعيدة هُناك وكأنّي خَرجتُ مِن فَجوة الجِدار
عَلى بُعد أمتار قليلة مِن هُناك أقف، أمام شاطِئك العذب الجميل الذي لطالما تمنّيت أنْ أستَيقظَ عليه ..
على جانبي الأيمن بَعد خمسين خُطوة بالضبط، بابٌ كُتِبَ عليه " أسكُنُ هُنا بأكمَلِي " شدّني الاسم كثيرًا فلَم أتباطَئ في دخُولي أبدًا، دقائق قليلة وسقَطتُ في حضرة هَيبَتك وشُموخك
ففي كُلّ جِدار حِكاية ولِكلّ حِكاية أشخاص وكُلّ الحِكايات خالية مِني
خَرجتُ مُكمِلًا الطريق ذاته، مَشيتُ كثيرًا هذه المرّة لأصل إلى الجانب الآخر، إلى جانبي الأيمن أبواب حَوَت خلفها الكثير مِن آثارِك، والجانب الأيسر حائِط كبير رُسِمتِ عَليه بإتقان فعَلى ما يبدو أنّ الذي رسمك قَد رآكِ في قَلبِه قَبل أنْ يراكِ هُنا في عينيه، كلّ خطٍ فيها حزين وقد شاقَ إليكِ سنينًا لَم يستطِع عدّها وأحبَّكِ كأنّه لَم يُحِبّ مِن قَبل
أمّا فوقِي فربّي وربّكِ وربّ كلّ هذا الجمال فيكِ!
عِند أرضك المُقدّسة، أُمنية الجميع، مَلاذنا، حَياتنا، حُبّنا الأبدي، شَوقنا الأِزَليّ، أمام المَكان الذي صمَتَ عنده الجميع لشدّة روعته، أنا هُنا .. لطالما أرسَلْتُ سلامِي مع كلّ الذين وَطَؤوا هذه الأرض ها أنا أَلقي السلام عليكِ، فكُلّ السلام والحُب والجمال عليك كما يليقُ بِكِ
الأشجار تَعمّ المكان، والمكان فيكِ اكتمل، سُبحان مَن سوّاكِ فأبدع، سبحان ربّ الجمال فجَعلكِ قِبلتنا الأولى
في الساحات نسكُن، ونستكين أكثر في الداخل حيث الراحة والإيمان، حيث نَلقى أنفسنا ..
الكلّ يخرج لأجلك، في الشوارع وعلى الأرصفة والسطوح قي كلّ الأماكن يخرجون طالبين رضاكِ، فيا جميلتي نحن كلّنا لكِيا أرضَ البرتقال ما أبهاكِ ! عشتُ حياتي أنقشُكِ في قلبي خَوفًا أنْ أموت قبلَ أنْ يعشقَكِ قلبي، عشتُ أيامًا أتأمّلُكِ في الصور راجيًا أنْ تتأمّليني حين أراكِ حقيقةً
لقّبت نفسي باسمك حتى أصبَحَ مِني وأصبَحتُ مِنه
في حَضرَةِ جمالك أندَهِش، في الزقاق والأروِقة أحيا
مِن نافِذة البيت العتيق المُبعَد عنك أرجو لقياك .. فأنا المِشكاة وأنت فلسطينيّتي ولا بدّ للمشكاة أنْ يضمّها المصباح، ضمّيني يا فلسطينيتي فقَد اشتقتُ للعِناق 💙
- أمَل
25 . 8 . 2018 م .
أنت تقرأ
لا شيء حقيقيٌّ إلّا الوطن!
Roman d'amourهُنا ما لا يُمكن رؤيته حقيقةً، ما نراه في قلوبنا وفي الصور هُنا كلّ الحُب والانتماء والمكان!