ما هذا الضيق الذي اشعر به ؟..لطالما ظننت انني لن أقوم بخيانة اي احد ولكن ان اخون اكثر من يثق بي ..تباً ! ما الذي اقوم بفعله ؟!
ولكن ...
ارجوك ..اخبرني ..ارجوك لا تكن ضدي ...
- أنا ..
صوت صفارة الأبريق بات الآن يصرخ ..نظر ساموي ببرود ناحية الأبريق ثم اعاد نظره إلي وقال :
- أليس من الأفضل اولاً ان تطفئي النار ؟
أخفضت السكين واتجهت ناحية الأبريق لأطفئ النار ..ثم عدت ناحية ساموي واعدت توجيه السكين نحوه ..وقف متجاهلاً تهديدي فقلت صارخة :
- لا تتحرك !
امسك بطرف السكين بأصبعيه وبصوت ساخر قال ناظراً في عينيّ :
- أنتِ لا تستطيعين قتلي ..ولن تفعلي .
وضعت السكين على رقبته فجُرح قليلاً وبات الدم يسيل على طول السكين حتى وصل إلى يدي ..تجاهلت ارتجافي بسبب كرهي لرؤيه الدماء وقلت :
- استطيع ..وإن لم تخبرني بمن تكون فسأقتلك !
بحركة منه سحب ذراعي ولفني موقعاً إياي على الأرض ..هذه المرة قُلبت الأدوار ..امسك بالسكين وقام بمرميه بعيداً ..ثم هذه المرة أمسك ياقة ثيابي وصرخ بعينين حزينتين :
- كوني منطقية !..كيف لي أن اعرف دون ان تخبرينني ؟!..تباً !! شيزوكا ألا تتذكريني ؟!...تباً تذكريني انه انا ساموي !..تذكريني وبعدها ان اردتِ ان تشهري السلاح نحوي فأشهريه ..ان اردتِ قتلي فأفعلي !..ولكن ! لا تقتليني فقط لأنكِ تشكين بي !..فقط لأنكِ لا تعرفين من أين لي بهذه المعلومات !..شيزوكا انا حليفك تذكريني تباً !
انا لا اعرف اي شيء ! انا لا اتذكر اي شيء !..رأسي يؤلمني !! امسكت برأسي مغلقة أذناي ..
- انا لا اعرفك ولا أتذكر اي شيء !
- لا تهربي !..".. اعدك !..سأنقذك انا اعدك !.."..ألا تتذكرين هذه الجملة ؟!..انه انا ساموي !
ما هذا ؟! ..ما هذه الذكريات التي تتدافع لتخرج إلى السطح ؟!..لا اريد تذكرها !..لا أريد ! ..تباً توقف عن الصراخ ..توقف عن النداء لا اريد ان استمع لأي من هذا !اتذكر ..
كنت صغيرة ..
صغيرة جداً ...
لا أملك اي شيء لأتمسك به ..
لا أملك اي احد غير والديّ ليحميانني ..
ولكن ..
كنت بحاجة لأحد يحميني منهما ...
بدأ كل هذا ذات يوم ..
- لماذا تفعل هذا ؟! ..لقد رأيتك مع أمرأة اخرى في الشارع !!
- إذاً ماذا ؟!
الأب الخائن ...والأم التي تمت خيانتها ..كانت هذه هي بداية كل شيء ..
- مجدداً ؟!..تقوم بخيانتي مجدداً ؟!
- تباً لكِ..لقد سئمت منكِ !
ثم صوت ضرب والدي لوالدتي على في الأرجاء ..وانا كنت اختبئ في غرفتي غير راغبة بسماع او رؤية عائلتي وهي تتفكك ..ثم بعد ذلك تطور الوضع حتى اصبح والدي يتخذ من الضرب هواية له .. اصبح يضرب والدتي بسبب وبدون سبب..حتى ذات يوم ..جاء دوري ..
- لم يعد يؤثر الضرب فيك على ما يبدو !..لنجرب شخصاً أخر اذاً !
وكمفترس افترسني ..وقام بضربي ضرب لا يقوى على تحمله جسد فتاة صغيرة ..
الضرب !
التعنيف !
الحرق !
السوط !
جرب كل أنواع التعنيف عليّ وعلى والدتي ..فلم تتحمل والدتي أكثر ..
وقامت بتركه ذات ليلة دون ان يعرف والدي ..وحتى انا تخلت عني ..
ولكي تسكت ضميرها ..
تركت لي ظرف به مال ..
مكتوب عليه بخط يدها الذي لم اظن يوماً أنني سأكره رؤيته ..
"..انقذي نفسك !.."
ماذا ؟..انا لا ابكي ..
..انا لست حزينة ..
انا ..لا اشعر بأي شيء ..
لماذا ؟..
لكنني لم استسلم ..في اليوم التالي ..اثناء غياب أبي عن البيت ..ذهبت إلى احدهم ليساعدني ..ولكن ..لم يكن هناك احد في المكان الذي اتفقنا فيه ..اه هذا ايضاً تخلى عني ..
لا اعرف..
لماذا لا اشعر بالإستياء ؟..
لماذا لا أبكي ؟..
لماذا لا أصرخ "..انقذونني من الجحيم الذي اعيش فيه.." ؟...
لماذا ؟..
..اه لقد فهمت ..انا وبكل بساطة فقدت أنسانيتي ..- ذلك اليوم ..طلبت من احدهم المساعدة ..لقد وعدني بأنه سيساعدني ..وعدني بأنه سينقذني ولكنه ..تخلى عني ..اكان هذا انت يا ساموي ؟
قلت ودموي تنهمر ..ما هذا ؟!..ان يكون ساموي هو ذاته الشخص الذي تركني في وقت حاجتي !..ما هذا ؟!- البكاء ..الضحك ..الابتسام ..الخجل ..الخوف ..التوتر ..الرجاء ..
بتِ الآن تشعرين بكل هذا ...شيزوكا ..هنيئاً لعودتك من البشر !قال مبتسماً بحزن ودمعه سالت على طول خديه ..لما ؟..لماذا ؟ لماذا ماذا بالتحديد ؟..لم اعد اعرف اي شيء ..انا لا افهم اي شيء !..ها هو الان يرحل تاركاً إياي في حيرة ..فسّر لي فأنا سأتفهم !..اشرح لي فأنا سأفهمك !..لكن لا تغادر صامتاً فأنا لا يمكنني عذرك إن لم تخبرني ! ...لا يمكنني فهمك ان لم تبرر لي !..لا يمكنني مسامحتك إن لم تخبرني عن سبب تخليك عني !..ما هذه المشاعر التي تغمرني ؟..أكوني من البشر كان مؤلماً لهذه الدرجة ؟
يتبع •••
اتمنى ان يعجبك البارت ...رأيكم ؟
# هنا- ما السبب الذي جعل ساموي يتخلى عن شيزوكا في صغرها ؟
- ما رأيكم بماضي شيزوكا ؟
وإلى اللقاء ..القاكم قريباً بإذن الله ♥️
أنت تقرأ
".. لعل كوننا من البشر مجرد كذبة .."
Romanceشيزوكا الهادئة و ساموي البارد.. كلاهما ينعكس في عينيهما ..الوحدة ..الحزن ..وكذلك اللامبالاة.. في وقت ما توقفا عن الانخراط مع البشر .. ما سبب ذلك ؟ لعله الخذلان ؟ لعله الخيبة ؟ يتقابل الاثنان ذات اليوم وبكل بساطة فهما من أعين بعضهم البعض بأن الشيء ال...