chapter 10

1.2K 63 38
                                    

#قصي
3:00Am
خرجت من المشفى وانا احاول طرد رائحتها التي عششت في انفي ..
لاادري حقيقة سبب تلك الوخزات التي استقرت يسار صدري هل كانت ضغوط العمل او الامتحان ... ام بسبب فكرة السفر التي نضجت في عقلي ... ام بسبب قطعة قلب تركتها مستلسلمة على سرير المرض...
لم استطع السير اكثر تجاه سيارتي وحيث انني بكل حال لم اكن لأقوى على قيادتها ...
جلست تحت رواقة تغطي درج احد المنازل
اختلطت علي مشاعري بين ازدراء لنفسي على تركي شمس وحيدة في ليلتها هذه وبين تعاطفي مع الاحلام المشروخة على قارعة طرقات هذه الارض...

هارب... جبان...سلبي...حقير... وماذا بعد بل انا اكثر من ذلك...
بكيت مع السماء على عجزنا عن اطفاء فتيل تلك الحرب...
*حروبنا الحقيقية هي التي نخوضها مع انفسنا*
7:00am
استسلمت للنوم دون ارادة مني ... واستيقظت على على نكزات في كتفي وصوت اجش يتسائل ((من انت ماذا تريد...))
لثوان قليلة لم استوعب ماذا حدث ومن هذا الرجل ومالذي اتى بي إلى هنا ....
تذكرت ليلتي ...و ...شمس...
عاد سؤال الرجل ملحا" وبملامح ممتعظة ((من انت ؟ لماذا تنام على عتبة منزلي ))
ماكان مني إلا ان اعتدلت في جلستي وانا انفض غبار النوم عني ((اسف جدا على اي ازعاج او احراج سببته لك لا اعرفك ولم اقصد النوم على عتبة منزلك لدي مريض في المشفى المقابل لبيتك خرجت منهكا" واحتميت تحت الرواقة من المطر لأرتب بعض افكاري فنال مني التعب ونمت ))
ألتمس الرجل صدقا" فيما اقول فأردف متداركا" (لابأس عليك وكيف هو حال مريضك)
دلكت مصدغي وقد عاد لهيب صدري يلتهم معظم انفاسي
_لا ادري
ربت الرجل على كتفي (هل انت بخير؟ اتريد شرب بعض من الماء؟!)
طالعت نظرته عينيه المحاطة بالكثير من التجاعيد لتترك في نفسي طابعا" ابويا" مألوفا"...
_سلمت ياعم لاحاجة لذلك سيارتي قريبة سأذهب لها...
اصر الرجل على مرافقتي للسيارة وهو يحاول ان يهون علي ويدعو لمريضي بالشفاء ...
7:30Am
مدرك تماما" ان مثل هذا الموقف لن يتكرر في شوارع اوربا بل انني لكنت الان في موقفي هذا اشرح للشرطة قصتي واعذاري بعد ابلاغ احد الجيران عن رجل مريب ينام على عتبة منزله ...
شغلت الراديو ودورت محرك السيارة بوجهة قادمة للمنزل ..
انبتي فيروز بعتب ...لاتهملني لاتنساني ياشمس المساكين ....
اطفئت الراديو حائرا" امام اشارات القدر ....
ضربت المقود فاقدا ماتبقى من اتزاني ....
لن اعود ...
________________________________

#غيث 8:30 Am

*احن إلى خبز امي وقهوة امي* 🎶🎵

رفعت صوت الموسيقى وجئت من خلف تلك المرأة الهزيلة الاكتاف اقتربت بهدوء وقبلت تفاح خدها وتنفست ريح قهوتها بكل مافي من نشوة ...
((كفاك حركات ياولد مازلت غاضبة منك))
قبلت يدها وانا ادمدم
(تزعل الدني وماااتزعل حياتي انااا)
قرصت خدي ((متى سأفرح بك واطمئن عليك))
غيرت مجرى الحديث مازحا" (اتطمئنين علي مع امرأة سواك؟!)
_غيث ارجوك كفى تملصا من هذا الموضوع بالمزاح قل لي يابني لماذا لاتريد ان اخطب لك...
لم اجد مفرا" من الجواب هذه المرة ...(امي.أ.أ..أنا...) قاطع حديثنا صوت رنين هاتفي فاتجهت إليه شاكرا" الله على حسن التدبير لانني لم اكن بعد جاهزا لاخبارها ان فتاتي المنشودة من ديانة اخرى
_ألو...مرحبا.... اسامة؟! كيف حالك يارجل ... إلخ..
اتخذ حديثنا مسارا" اخر عندما سأل اسامة عن قصي باستعجال ...
_ليس لدي الكثير من الوقت مديري يحدق بي ...اتصلت قصي على هاتفه المحمول لكنه خارج الخدمة منذ الامس... يجب ان يعرف اني طرحت فكرته على مديري بالعمل بأن يتقاضى 75% من اجر العامل العادي بشرط ان يحسم 25% من الاجر لتسديد تكلفة الفيزا ....
_فيزا... اي فيزا؟
تنحنحت وانا استدرك بعد انتباهي لتغير ملامح والدتي اه طبعا اخبرني... كل شيء تحت السيطرة ... عندما يعود سأخبره ان يهاتفك على الفور... سلام
((ماذا يحدث مابال قصي ))
حاوطت بذراعي اكتاف امي : لاتقلقي صبوحة يساعد صديقه المسافر ببعض الاوراق
لم يبدو على امي الاقتناع لكنها تظاهرت بذلك...

عادت والدتي لتسأل عن سبب رفضي ان تخطب لي...ليقاطع حديثنا هذه المرة صوت باب المنزل وهو يفتح ..
تحولت نظرتي لشاب يحمل وجه اخي ولا يحمل روحه ...
هتفت امي متوجهة أليه (قصي مابك حبيبي انت بخير؟)
_بينما طئطئت رأسيى وانا استجمع قواي لخوض مواجه حادة لم يسبق لي ان دخلتها مع اخي الاصغر ...
((تبدو وكأنك خارج من القبر ألهذه الدرجة اتعبتك الاوراق التي كلفك بها اسامة؟ ))
ايقظت كلماتي عيون حازم الناعسة ليحدثني بنظرة صارخة وباردة في آن معا" .... (لاشأن لك)
هل هذا قصي فعلا" ؟! تركني وراءه بإشارات استفهام وتعجب ثم قام بإقفال باب غرفته ...
اتصلت بشمس ربما استطيع ان اجد جوابا لكل هذه الاسئلة ..
لم يستغرق الوصول للطرف الاخر سوى بضع ثواني وكأنها كانت تنتظر رنين هاتفها... (( ألوو ... شمس... كيف حالك ياصغيرتي ))
لم ترد لكنني ميزت من صوت تنهيداتها انها كانت تكبح البكاء
_شمس اهدئي ياحلوتي اسف لانشغالي سآتي لاصطحابك من المشفى اليوم لاتقلقي...
بصوت طفلة خائرة تلتقط انفاسها بصعوبة (قصي بجانبك؟)
ادركت بسؤالها ان شيئا ما قد حدث
_ليس بجانبي اطمئني هو الان بغرفته ...اتصلت لاتكلم معك عن هذا الموضوع .. اخبرك عن تواصله مع اسامة؟
استجمعت شمس قوتها اخيرا" وتغلبت على بكاءها بصعوبة وقالت بصوت شبه متزن
(لا لم يخبرني... لماذا تسأل.. مابال صديقنا اسامة؟!)
لم اقوى على ان اخبر شمس عن الفقد الجديد الذي يقف على اعتاب قلبها ...
_لاتشغلي بالك ياقطعة السكر لاشيء مهم مجرد سؤال... ارتاحي الان سأتصل بك لاحقا"
توجهت لغرفة قصي وانا اقرع الباب عليه بعنف ... ((اخرج ياشهم... يجب ان نتحدث))
فتح بابه بنفس العنف الذي قرعت به (ماذا تريد...من تظن نفسك لتحشر انفك بأموري الخاصة....)
ذهلت لنبرته بينما انتبهت على والدتي الواقفة على بعد امتار تتبعنا بنظرها وتجهش بالبكاء عندما فهمت ماحدث دون ان نخبرها...
جررته من ذراعه وتوجهت به إلى سطح المبنى دون ممانعة منه بعد انتباهه هو الاخر لبكاء امي....
_سنتحدث الان لن تتهرب ...
نفض قصي يدي مبعدا" اياها (بخصوص ماذا)
_بخصوص كل شيء....

شبابيك ديسمبر (قد الشبابيك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن