part1

124 4 1
                                    

قابع على ذلك الكرسي منذ ساعات منتظرا و لو بصيص أمل يرجع روحه التي انتزعت من جسده قبيل ساعات بسبب الصدمة التي لا تزال كلماتها تتردد في أذنيه الكبيرتين ، أصبحت اصابعه ترتعد و صار يفرقعها بتوتر كبير يكاد يكسر عضامه و ارتدت جسمه رعشة وتنمل ادرك حينها ان شي ما قد حصل لتلك الجثة الهامدة امامة - التي كانت قبل الغداء تتحدث معه - فيبين منها إلا فاهها الصغير و قد قارب لونه البنفسجي المائل للزرقة بعد أن كان لونا شفاهه حمراوين تدب فيهما الحياة ، ويدها الملقات من غير استواء على جسمها وهي شبه ملطخة بالدم و بعض الكدمات تعلوا وجهها رغم محاولة الممرضة إخفائها ببعض الضمادات
و قد خرق صمته و سكونه آلة تحديد نبضات القلب بصفيرها الحاد الذي كاد يمزق غشاء أذنه و حول كل توتره إلي خوف لا مثيل له ، يكاد قلبه الوقوف من شدة سرعة نبضه تلاه اقتحام الممرضتين و الطبيب الغرفة و اخرجوه بسرعة فائقة لا يزال لم يستوعب كيفية خروجه منها و ماذا قالت له الممرضة ، لا تزال عيناه الغائرتين تحدق في الباب المغلق بأحكام و لايزال محاولة استيعابه لما كل ما حدث من تلقيه هاتفا من المستشفى إلى أن وجد نفسه خارج غرفتها مهددا بفقدانها و بحركة غير إرادية تهالك على الكرسي الذي ورائه و قد تذكر بأنه لم يخبر أحدا من العائلة بما حدث فهم بسحب هاتفه من جيبه و يده ترتجف من الخوف و التوتر ، يقلب قائمة الأسماء محاولا العثور على رقم أمها .... هاتفها يرن و وجهه يتصبب عرقا فما هي ردة فعل خالته عند سماعها هذا الخبر المفزع و المفاجئ

The Savior of Darkness || المنقذ من الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن