عند الواحدة ظهرا عادت سماره من المدرسة و كالعادة تمتلك شحنة قوية من النشاط و السعادة فهي بنت ودودة و ليست بذلك القدر من الجمال لما شفاه حمراء مكتنزة و عينان جميلتان بعض الشئ يضفي عليهما اللون البني بريقا جاذبا كضوء الشمس و أنف يشبه همتارو مثلما تنعتها صديقتها دانه ، شعرها قصير لا يتجاوز كتفيها شديد السواد تكسر عتمته خصلات حمراء جميلة مما زاد من جاذبيتها بغض النظر عن تصرفاتها الطفولية فهي طوال الوقت مبتسمة او ضاحكة ، دانه و سماره صديقتان يربطهما علاقة متينة منذ الصغر و رغم صغر عمر دانه الا أنها كانت أول من كان يواسي سماره ويأخذ عنها بعض من حملها وحزنها فهي و من صغرها اصطدمت بواقع مريع و قد فقدت سندها، توفي والد سماره منذ ثلاث سنوات إثر انفجار للطائرة التي كان عائدا فيها و يقال أن الانفجار كان مفبركا و مما زاد الطين بلة أن الطائرة تضم مجموعة مهمة من أفراد الكاريزما والنفوذ من رجال أعمال و سياسيين و عملاء استخبارات- و المحير من كل هذا ما الذي جمعهم في طائرة واحدة و ما المغزى من ذلك - و من بينهم رجل الأعمال المشهور ماجد **** آلا و هو والد سماره فقد عرف بعديد قضايا السرقة و التهريب و تبييض الأموال و المخدرات و غيرها وقد كان كل هذا في خفاء العتمة عن الجميع ، في ما مضى كان يزامن مهنة المحامات لمدة عشر سنوات بفضل الترقيات المزورة لينتقل بعدها لما هو عليه الآن فهو رجل كبير ذو كاريزما و نفوذ . و أثر عودته في الطائرة مع الجميع من اجتماع طارئ في أمريكا الوسطى لقي حدفه في الانفجار
و ككل إنسان في هذه الحياة حتى لو فقد مجرد صديق سيكتفي بالانهيار و الحزن فما بالك اذا فقدت فردا من عائلتك و خاصة أبوك و بصفة خاصة كانت علاقة سماره بابيها تتخطى حاجز الأبوة بكثير فهي أعمق من ذلك تجاوزت بعد فترة موته اوقاتا عصيبة بالفعل انقطاع الدراسة ، تعاطي المهدئات و دوام عند طبيبة نفسية مما زاد من اضطراباتها التي ليست بالهينة
عندها قررت والدتها الانتقال للعيش مع عائلتها و نظرا لتقرب سماره الشديد و حبها الكبير لجدها دفعها لترك بيت زوجها الراحل و الانتقال إلى او بالأحرى الرجوع لمنزل والدها
يعيش جد سماره في فيلا ضخمة مع زوجته وابنيه ، فهو سياسي قديم متقاعد و لا يزال يحافظ على نفس المكانة و النفوذ حتى بعد تقاعده ، ابنيه اللذين هما ساعداه في إدارة الأملاك و العمل ابنه الأكبر له بنتين توأم بعمر سماره سحر و سمر و طفل صغير يدعى جان، أما ابنه الثاني الا وهو الأصغر لديه ولد خارج البلاد يكمل دراسته يكبر سماره بسنتين و يدعى هاني ، و ابنته التي تزوجت إحدى الرجال الإيطاليين التي في آخر الأمر خانها و سرق امولها و هرب مع عشيقته و كلفها مسؤولية تربية طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره ليعيش يتيم الأب ، نسيم ، و هو الآن في سنغافورة منذ سنوات منذ تركه والده أكمل دراسته هناك و هو الآن يعمل في إحدى فروع شركة جده
و بالنسبة لأم سماره فهي أصغر اخوانها و تحضى بالقدر الأهم من الحب من أبيها فقد كانت مدللته لذلك يحب حفيدته كثيرا مما سبب غيرة ابنتا خالها سحر و سمر و تعيش العائلة الكبيرة في جو من الحب و الاهتمام و السعادة لكن يا ترى هل ستدوم السعادة التي تعتري هذه العائلة ام أنها ستنقلب العكس
أنت تقرأ
The Savior of Darkness || المنقذ من الظلام
Mystery / Thrillerحين تطراطم أسلحة كلا طرفي العصابة يقتل المذنب والبريء و تخلف تحطيم حياة أناس ابرياء قد هجرهم احبأهم بسبب ذنب لم يقترفوه فكيف اذا عزم احدهم على الانتقام
