الحلقه الثانيه

4.9K 86 3
                                    

#أم_البنات
#بقلم_اسماعيل_موسى
مونت كارلو
الحلقة الثانيه

غرفة القبو  التى حشر بها ستة بنات كانت قديمة جدرانها ممتلئة بالشروخ تحيط بها برك من طفح المجارى كانت الرطوبة بداخلها مرتفعة ، رائحتها منتنة تشبه القبور، أثاثها حصيرة قديمة مبللة من طفح الأرضية ، الوالد لايطيق رؤية بناته ولا حركتهم بالمنزل ، الجدة دائمة الصراخ والزعيق وتضربهم كثيرا ، ربما لم تكن الغرفة مريحة لكن بالنسبة للبنات كانت ملجأ من عالم قاسي ينضح كآبة ، أب ظالم وجدة متخلفة الاعتقادات والمبادىء،
يتناولون طعامهم مثل الفئران فقد اعتادو على التهام بقايا الطعام ،
ربما لا يشعر الأطفال بالظلم لأنهم يعتادون الامر ،
صغراهم اعتادت قضاء حاجتها بالغرفة خوفا من والدها وجدتها اذا أحدثت بفعل طفولي أمر غير لائق ،
فى ذلك العالم الأرضي المظلم الحياة مختلفة خصوصا إذا اخترت العيش بالظلام بمحض إرادتك ليس لأنك لا تحب النور لكن لأنك تخشى ان تظهر فتسحق مثل حشرة،
تتقافز الفئران من حولهم بسعادة وارتياحية كوكب صغير تتعايش به القوارض والبشر .
حدد الوالد موعد العرس وسمح للبنات ووالدتهم بتنظيف المنزل وتلميعه ويوم العرس طلب من زوجته كي بذلته العتيقة من اجل العروس الجديدة التى ستنجب الوريث المنتظر ،
عندما لا تملك رد الفعل من الأفضل أن تفعل الفعل بحسن نية هكذا أقنعت نفسها ،
يوم العرس ارتدت بناته ملابس نظيفة وخرجن من القبو وأحطن به فرحين بالزينة الجديدة ، الطعام الكثير ، لكنه نهرهم ، ضربهم، صرخ بهم  هربو مذعورين نحو قبوهم ليجدوا والدتهم تحتضن أختهم غارقة بدموعها الكثيفة ،
تجمعن حول أختهم الكبرى والتى صنعت من الطين تمثالين لعروس وعروسة هكذا قضوا ليلتهم يحتفلون بعرس والدهم ،
لكن الرطوبة تقتل الاجساد ، تمتص رحيقها وتتركها يابسة قاحلة،
نحفت أجسادهن بمرور الوقت وأصبحن هياكل عظمية ، خلقن عالمهم الخاص بتلك الغرفة المربعة ذات الأمتار الثلاث ، عالم ليس به حدائق ولا مدرسة ولا كتب ولا مرح ، بل تصاوير لأرغفة خبز وأرجيحة وشمس وقمر ، عندما كانت الوالدة تترك رضيعتها للقيام بتنظيف المنزل وتحضير الطعام كانت تأكل التراب الموحل تمضغه ببراءة، كانت أعمال الوالدة كثيرة وأكلت الطفلة طمياً كثيراً ، لفظت انفاسها بمنتصف الليل ولم يشعر بها أحد كانو نياماً وعندما استيقظت الوالدة صرخت بفزع وحضر الوالد مسرعا كان يعتقد بأن احدا بناته لدغها افعى او عضها فأر لكنه وجد ابنته ميتة ،
لم يحزن، أمرهم بعدم إصدار ضجة ولا جلبة. أحضر فأس وحفر بالغرفة قبر ودفن ابنته ثم غادر لعروسه الجديدة وترك زوجتة لهمومها وفقدها ،
تلك الليلة سألت الفتاة الصغرى والدتها هل سيدفننا والدنا هنا اذا متنا مثل أختنا لم ترد الوالدة كان قلبها ملكوم وحزين

يتبع

قصص نور قلبي

أم البنات بقلم اسماعيل موسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن