الحلقه الثامنه عشر

3.7K 55 2
                                    


#أم_البنات
#بقلم_اسماعيل_موسى_مونت_كارلو
الحلقه الثامنة عشر

اسمعن يا أخواتي منذ اليوم لن ننام مرة أخرى بالقبو حيث الحشرات والفئران ، بل سننام هنا ،
سيضربنا والدنا قالت إحداهن ، لا لن يضربنا ، وإذا ضربنا علينا أن نتحمل من أجل تحقيق أحلامنا ،
لقد دعونا الله من أجلك كثيراً يا أختي ، كنا ندعو لك وندعو لوالدنا ، لقد أعادك الله إلينا مرة أخرى ، كنا نفتقدك بشدة ،
لم تتم كلمتها وإذا بصراخ مرتفع يأتي من غرفة والدهم ، أسرعن تجاه الغرفة ليجدن والدهن ساقطاً على الأرض غير قادرٍ على الحركة ، زوجته منزوية بجوار الجدار تبكي ،
حملن والدهن وأرقدنه على السرير ، لم يكن قادراً على الكلام ولا الحركة ،
احتضنت تحية أختها الكبرى سألت بعيون دامعة هل سيموت والدنا ؟
لا اعلم تحية ، علينا أن نحضر طبيب الوحدة ،
ركضت الأخت الكبرى بالطريق نحو الوحدة القاطنة بأخر القرية ، كان الليل قد أسدل ستره والطرقات خالية من المارة ،
اعترض طريقها الشاب الذى قابلته قبل ذلك ،
سألها ماذا هناك ؟
والدي مريض جداً يجب أن أحضر له الطبيب ، لم يعرض عليها المساعدة ، قال بنبرة آمرة ، ارجعى لمنزلك ، سأقوم أنا باحضاره ،
عادت مرة أخرى دون أن تتكلم ، بطريق عودتها استغربت صنيعها ، كيف استجابت لطلبه دون نقاش ، ما تلك السلطة المطلقة التى تحدث بها ، أنا التي كنت مند لحظات أكره كل الرجال كيف استجبت له بتلك السهولة ، تبدل قلقها لراحة ، شعرت بطمأنينة ،
وجدت نفسها تتأمل هيأته، شكله ، وجهه ، نسيت والدها تماماً ولم تدرى بنفسها الا عندما دخلت المنزل ،
أين الطبيب سألتها تحية ؟
سيحضره احد الرجال.
ربما يتأخر ؟
لن يتأخر.
لما كل تلك الثقة ؟
لا أدري لكنه لن يتأخر.
لم يمر وقت كبير حتى حضر الشاب من خلفه الطبيب.
دلف للداخل بعد أن استأذن  نحو غرفة والدها ،
تفقد الطبيب والدهم ثم شخص الحالة بجلطة شديدة ،
الوضع خطير لا أخفي عليكم ، لا أستطيع أن أقرر شيئاً الآن ،
كتب الدواء وطلب إحضاره،
لم يكنّ يمتلكن أية نقود ، الصيدلية فى مكان بعيد ، صمت الجميع ولم يرد ، سأحضره أنا قال الشاب ،
انطلق من فوره نحو الصيدلية ، أحضر الدواء بطريق عودته عندما اقترب من المنزل سمع صراخاً وعويلاً ،
وصل المنزل كان الكل يصرخ ، مات والدهم من فوره ،
تعهد الشاب بالدفن ومتطلباته ، اشترى الكفن ودفع النقود المطلوبة ،
دفنوا والدهم صباح اليوم التالي ، بعد أن ودعوه انتابهم شعور الهم والضيق ،
كانت الأخت الكبرى شاردة تندب حظها ، تفكر بقادم الأيام
لأن الأيام لا تاتي في العادة إلا بكل قاسي وخشن ،
قضين فترة الحداد منزويات بمنزلهن. لم يخرجن ولا مرة واحدة ،
صبيحة يوم مشرق جرّت الأخت الكبرى المواشي نحو المراعي ،
يجب أن نعمل من أجل طعامنا ،
لن نستجدي الشفقة من أحد ، سنساعدك ردت أخواتها.

يتبع
قصص نور قلبي

أم البنات بقلم اسماعيل موسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن