المقدمة

69 3 1
                                    

2020 فبراير

نقر بأصابعهِ بخفةٍ على الطاولة السوداء التي كانت تتوسط مجلسنا ..

عيناه كانت شاردة حيث تصوبت نظراتهٌ على منظر المدينة التي تغلفت بتلك الغيوم السوداء والتي كانت تعلن عن أمطارٍ غزيرة على وشك السقوطِ في لحظةٍ ما..

تلك النقرات البسيطة كانت لا تشبهُ في شيءٍ ما احتواه عقله من كلماتٍ كانت تتطاير من حولهِ دون أن يقل شيئاً ..وذلك الغموض في عينيهِ البنية كان لا يقارن بما يحتويهِ صدرهُ من نيرانٍ كنت أعرف أنها ستحرقني حية بأيةِ لحظة.

"ستقومين بتقديم تلك الاوراق الى القاضي في الغد لتؤكدي حجتكِ فتدمري تاريخ عائلتي لأجل أن تطفي نيران انتقامكِ؟"

سألني بنفاذ صبرٍ وهو يعتدل في جلستهِ ليصبح قريبا مني أكثر بينما ينحني نحو الطاولة محدقاً بملامح وجهي الباردة التي غلفتني :

رسمتُ ابتسامةً ساخرة على وجهي معيدة ظهري الى الخلف لأتكئ براحة على كرسيّ وأنا أضع ساقاً على ساق امامي ..متأملة ملامحهُ التي تحولت الى الغضب الذي امتلأهُ وهو يحاول بشتى الطرق ألا يجعلهُ ينصب على ..

بتلك العينين التي كنت -ولازلت- واقعة لها وبشدة نظر الي لأهز رأسي بأيجاب مبعدة عيناي عن وجههِ الابيض والذي اكتسته لحيةً خفيفة وحمرةً اكدت لي غضبه الذي كنت في الماضي اهابه ..واخاف عليهِ منه..

أعدت كرسيّ الى الوراء لأقف من مكاني امام نظراتهِ التي لاحقتني وانا اعدل على فستاني الاسود الذي كنت ارتديهِ قبل أن اضع نظاراتي الشمسية أمام عيناي :

" أراك في الغد أحمد"

قلت كلماتي ببساطة ليخرج صوتي قوياً ولاذعا.. بعد أن ارتديت معطفي الأبيض وقفازاتي السوداء على مرئي نظرهِ ..وكأنني أحاول تعذيبهُ ..

أستدرت بعدها لأخرج من المكان ..عائدة الى حيث اوقفت سيارتي لأقودها بصمت..

لم اعد فقط تلك التي وهبتهُ كل شيءٍ في الماضي ..التي انصاعت لعواطفها دائما وهي حولهُ وقريبة منه ليصبح هو في حياتها كل شيء

بل أصبحت شيئاً آخر لا يعرفهُ احدا ..شخصاً يهاب دهاءهُ الجميع!
*****
كيف الحال؟💜

روزالـيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن