الجزء الثالث

5 0 0
                                    

وكني طفلاً للتو تعلم كيف يمشي ، جررت أقدامي وسرت قدماً ...

من هذه ؟!

ومن هي ؟!

وكيف أتت؟!

ومن أين ؟!

لالالا 

أيعقل ؟!

أيصدق؟!

هل يمكن !!!

عزمت بالمضي قدماً 

إلى أن اقتربت شبراً 

توقفت ..

وبصوت منخفض ومرتبك مزلزل قلت:

من أنتي أيتها الحسناء !!

رفعت رأسها و: قالت من أنا ؟

قلت :نعم

قالت : ألم تعرفني بعد 

قلت : لا 

كيف لي أن اعرفك وأنا أول مره ألتقي بك 

قالت : لكنني أعرفك 

أحقاً تعرفينني ؟!

قالت : نعم في كل مره تأتي إلى هنا أراك فيها فأنت دائم الأرتياد إلى هذا المكان ، 

اعرف متى تأتي ومتى ترحل وما يجول في ذهنك وبما تٌتمتم 

وكم من الشهقات تأخذ وكم من الآهات تزفر *

وما يجول ومايدور وما يحصل وماتخفيه ومايندر "

زادت دهشتي وازدادت حيرتي 

حتى كدت أسقط ،، لكني تمالت نفسي ورددت بصوت مبحوح ...

قلت : أكل هذا 

قالت نعم نعم أكثر واكثر 

قالت : أجلس لما تقف ، أجلس بجانبي ، تحدثني واحادثك ....

بملامح تعلوها الغرابه  

من أنتي ؟! 

من أين جئتي ؟! 

أأنتي منا  ؟!

قالت : نعم أنا منكم وانتم مني *

جئت من بلاد بعيده ، جئت أنظر ماحال بكم وما آلت إليه أحوالكم ..

اتفقد ،

أستطلع ،

أبحث عن حضارة عصركم 

قلت: ويحكِ ، كل هذا ، من أين أبدأ 

أتريدين سرد الحكايات سرد مفصلاً مُملاً ، أم أقصر !

قالت: كيفما شئت 

                   

... ... ... ... ... 

أترين  هذا إنما كان من عهد أجدادنا شقوا الصعاب ، رضعوا الغمام ، جاثوا الديار ، صنعوا لنا حاضرنا وحاضرنا بفضل الله لأجل مستقبلنا ، كانت لهم البدايات 

زرعوا المستحيل ، حصدوا الأمل ، ثم بادرناهم الأمل بالعمل ، بالبناء والتطوير والإنشاء

بفضل الله سيرناها كما نشاء 

تطور 

إزدهار 

وصلنا القمر 

أزددنا علم ....

قاطعتني نعم بلغتم الآفاق صنعتم الأمجاد ، أتعبتم من بعدكم ، تخطيتم القرون والعصور الأولى ، 

ما أزهى عصركم  وما اروع سعيكم ، كيف لا وفيكم عبقرية أسلافكم تولين ،

فجذورهم تمتد إليكم ولكنكم تفوقتكم عليهم هم البذور واللبنه اولى وأنتم الثمر والحصاد الوفير والأغنى  !!!

أنتم  تعيشون مايليق بكم .

قلت: شكراً وشكراً لمثلك ليست تجزي حتى وإن أجزلت شكراً حقاً إنها شيء قليل لك مني وابل العرفان .

وبعد أن ساد الصمت برهة 

٦:٣٣

ايبان ظهور الشفق الأرجواني

   قامت مسرعه مهروله وكأن بها أمر جلل أو خطب ما  .. ولم تترك ورائها إلا صوت خلخالها يعزف أعذب إيقاعاً مع كل وطأة وكأنها تعزف على أوتار آلة الجوق .

بصوت ملأ الآفاق صداه : هل ستأتين غداً 

قالت : نعم 

على الموعد وعداً  ، إني على شوق اللقاء بك ، غداً  .

ذات الكساء العنبري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن