.....:أرسانيوس هيا إلى السيارة لقد حان وقت ذهابنا .
أرسانيوس : حاضر أبي...ها أنا ذي و تفضل هذا المنجل أمي قالت
أعطيه لوالدك .قال ذلك بينما إبتسامة لطيفة إرتسمت على وجهه المشرق الصغير و تلك الإبتسامة عكست ما يحمله أرسانيوس من براءة و سعادة فليس هناك شيء يدخل السعادة لقلبه أكثر من طعام دافئ من أيدي الماهرة والدته أو إبتسامة صادقة من محيى والده .
لكن لكل شيء نهاية حتى للإبتسامة اللطيفة لهذا الصغير حتى لحياتنا نهاية فلماذا نتفاجئ حين نرى بهوت إبتسامة أو تحطم سعادة أو إبتسامة من بعد كئابة ؟!بعدما أخذ والدي المنجل من يدي وضعه في السيارة بعد إن ركب كل من أمي و آستير...آستير هي أختي الكبرى في الثالثة عشر من عمرها ركبت أيضًا بعدها توجه أبي للباب الأمامي جلس خلف مقود السيارة ...فتحنا النوافذ متوجهين نحو بيتنا الريفي الجديد .
إنتهينا من نقل جميع أغراضنا لذلك البيت ...تبقى أشياء صغيرة أخذناها حين توجهنا لمنزلنا الجديد ...شغل والدي راديو السيارة القديمة لتظهر موسيقى كلاسيكية بينما هما يستمعان لها أخذنا أنا و آستير بالتحدث و اللعب و الضحك معًا ...المسافة التي كانت تفصلنا عن البيت الريفي الجديد ليست قصيرة جدًا .
بعد إن إستنفذنا طاقتنا بين الضحك و اللعب ...نظرت نحو آستير لأجد النوم قد تمكن منها و غفت ما هي إلا لحظات حتى وجدت أجفاني تنطبق بتثاقل إستسلمت بهذه اللحظات للنوم أنا الآخر .
ما الذي حصل؟!شعرت بجسدي يرتد للأمام بعد إن ضُرِب بقوة بالمقعد لاحظت إن أمي و أستير إرتدتا أيضًا ...وجهت نظري لأبي لأجد رأسه يستند على مقود السيارة بينما تسيل مادة سائلة على جبينه بلونٍ قاتم أسود ربما!!أو أحمر غامق!!هل هذه دماء؟!
صرخت أمي بوالدي حركته قليلًا بيدها لكن لا يوجد أي إستجابة من أبي ...نزلت أمي من السيارة طلبت المساعدة من رجل ما ليقل والدي للمشفى...بينما صاحب الشاحنة الذي إصطدمنا به فرَّ بشاحنته مع إنه كان المخطأ !!
الأم : آستير...أرسانيوس هيا إنزلا من السيارة سنذهب برفقة بابا
إلى المستشفى...و لا تبكيا سيكون كل شيء بخير .قالت ذلك بينما لاحظت يداها ترتعش من خوفها على والدي هي تحبه كثيرًا ....نزلنا من السيارة لتحملني أمي و تخبر آستير بالركض صعدنا السيارة الكبيرة و وصلنا للتو إلى المشفى .
حمل الرجلان أبي و كانو قد طلبوا نقالة وضعوا أبي عليها و إتجهوا للغرفة مسرعين جدًا ...حضر الطبيب و دخل إلى حيث أبي .
نحن لا نعلم شيئًا عن أبي هو داخل الغرفة الآن أمرتنا أمي بالجلوس على مقاعد الإنتظار بينما هي تسير ذهابًا و إيابًا أمامنا بكل توتر...ما هي إلا لحظات ليخرج الطبيب بعد ذلك ...لتتجه أمي مسرعة ناحيته .
الأم : بينما تكاد أن تبكِ لكنها سألت ...ما أخباره أيها الطبيب؟!
هل زوجي بخير؟!أرجوك تحدث ...الطبيب : سيدتي آسف على ما حدث لزوجك و ما سأخبرك بِه
زوجك إستنزف الكثير من الدماء و الحادث أثر
على جزء من دماغه و هذا جعله يفقد الوعي...لكن بغياب
الأوكسجين عنه لفترة أطول بقليل تعرض لغيبوبة هو
يتنفس بشكل طبيعي و جهازه التنفسي سليم و سيبقى تحت
الرعاية الطبية لمدة شهر إن إستجاب للعلاج بشكلٍ جيد
سيكون بخير أما إذى تضرر بسبب دماغه فإما سيصاب
بالشلل أو قد يفقد حياته .بالرغم من إن أمي متعلقة بأبي كثيرًا لكن تصرفاتها كانت عقلانية جدًا ...بالإضافة لذلك هي تكبت مشاعرها بداخلها لذا من المستحيل أن تنهار أمامنا الآن بل ستتصرف بكل هدوء أثق بأنها ستفعل ذلك .
أرسانيوس : ماما هل بابا بخير؟!
الأم : أجل حبيبي هو بخير...هيا لنذهب للمنزل .
أرسانيوس : ماذا عن بابا؟!
الأم : هو مريض قليلًا...سنأتي غدًا صباحًا لزيارته أعدك .
أرسانيوس : حسنًا ماما .
تمتمت في هدوء...منزل لعين .
الأم : ماذا قلت صغيري؟!
تبًا...أظنها سمعتني ...أجبتها بينما إبتسمت بتوتر ..لا شيء ماما .
الأم : هذا هو صغيري .
ربتت على شعري بينما حملتني و وضعت يدها الأخرى في يد آستير .
أنت تقرأ
هَـل هَــو مُجَـرَد وَهِــم؟!
Fantastiqueماذا إن كنت ترى ما لا يراه غيرك؟! و تسمع ما لا يسمعه غيرك؟! بعد أن تصبح هذه الهلاوس أو الأوهام كما يقولون جزءً كبيرًا منك...ماذا ستفعل؟! هل ستجعل هذا ينال منك و تفكر في الإنتحار؟! أم ستتخطاه بكل ما أوتيت من قوة؟! بعد التعايش مع كل هذا هل هو حقيقي؟...