تنهُد.

5 0 0
                                    



لماذا أشعر هكذا؛ و كأنني عالقٌ وسط حقلٍ فارغ؟ أين أنا؟ و أين من وعدوني بالبقاء؟
لما أنا وحيدٌ الآن؟

قد يكون ذلك الشعور مجرد مبالغة، لكِن، لماذا أشعر بأنهُ الواقِع؟ لماذا أشعر بالوِحدة؟

لدي أصدقاء، لديّ أحبة و لدي زملاء، لكِن، لما أنا وحيد هكذا؟ لما في كل مرة أجلس بصمتٍ تتراودُ في باطن عقلي مشاعرٌ لا أكادُ أوصفها.

أشعر بأنني مكروه لسببٍ ما، الجميعُ صار يخبرني بأنني أنا من أودُ البعد عن من يحبني، لكن،
أحقاً هناك من يحبني بصدق؟

لِما في كل مرة أجلس مع جماعةٍ من الناس أشعرُ و كأنما هم يقومون بتجاهلي و تجنبي قدر المُستطاع؟ لما في كل مرةٍ أبدأ بالحديث مع أحدهم أشعر و كأنما نظراتُهم تتحدث لي قائلة: توقف عن الحديث بهذا الهُراء.

لكن ذلك ليس الشيء الوحيد الذي يطرأ في ذهني، فدائماً ما تراودني سؤال واحد، لما أنا متعب هكذا؟ و لما أشعر و كأنما هنالك ثِقلٌ يجلس على كاهلي.

الجميع يحسبُني سعيداً و صبرواً. الجميع يحسبني لا أهتمُ ولا أتحسس من الكلام الجارح،

الجميع يحسبُني واثقاً بنفسي. لكنهُم مخطؤون.

أنا محطمٌ لسببٍ ما، لكن لا أعلم ماهو.

أنا لستُ مُكتئباً. أنا لستُ راغباً بالموت. أنا لستُ كارهاً للحياة، أنا فقط— حَزين.

حزينٌ لأن عقلي يحاول إقناعي بأنني مكروهٌ بشدة، حزينٌ لأنني أحاول تغيير نفسي لإرضاء الأخرين معتقداً بأنني لستُ طبيعياً، حزينٌ لأنني إعتدتُ على خلق هويةٍ جديدة لنفسي و قناعٍ مختلف عن وجهي الحقيقيّ.

لكنَّ أكثر ما يحزنني هُو أنني إعتدتُ على ذلك القناع.

وجهي الحقيقي ليس شيءً يحبه الجميع، لكنني أحب إظهاره بشدة.

لكنني جربتُ إظهاره، إلا أنني لم أعد أتذكر ما كنت عليه مسبقاً، لقد إعتدتُ على الكذب، و ها أنا ذا غيرُ قادرٍ على إسترجاع نفسي.

فهل مِن مفَر؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 26, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نِياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن