القصه الرابعه

106 10 148
                                    

جميل وبثينة

حدثت القصة في العصر الأموي وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان أو الخليفة الوليد بن عبد الملك.

كانت بثينة فتاة من بني الأحب، وهم من رهط بني عذرة، وكذلك جميل، كان من رهط آخر من بني عذرة هم رهط عامر، وبني عذرة كانت تنزل في البادية العربية شمال الحجاز، في وادي القرى الذي يقع على مقربة من الطريق التجاري بين مكة والشام ، وهو واد خصب، استقرت به تلك القبيلة، وكانت مشهورة منذ العصر الجاهلي بالقوة والشرف.

وقد دخلت بنو عذرة الإسلام في السنة السابقة للهجرة، وشارك أبناؤها في غزوات الرسولﷺ  وفي الفتوحات الإسلامية .

أحب جميل بن معمر العذري بثينة بنت الحباب
رأى بثينة وهو يرعى إبل أهله، وجاءت بثينة بإبل لها لترد بها الماء، فنفرت إبل جميل، فسبها😟 ولم تسكت بثينة وإنما ردت عليه ☺ سبته هي أيضاً 🤭 وبدلا من أن يغضب أعجب بها

( خخخخ حب من اول سبه🤣)

واستملح سبابها فأحبها وأحبته، وبدأت السطور الأولى في قصة هذا الحب العذري الخالدة.

حيث تطور الإعجاب إلى حب، ووجد ذلك صدى لديها، فأحبته هي أيضاً، وراحا يتواعدان سرا.
يقول جميل :

وأول ما قاد المودة بيننـــا **
بوادي بغيض، يا بثين سباب
فقلنا لها قولا فجاءت بمثله **
لكل كلام، يا بثين جواب

لقد اشتد هيام جميل ببثينة، واشتد هيامها به، وشهدت أرض عذرة العاشقين يلتقيان ولا يكاد أحدهما يصبر عن صاحبه🤩.

وكلما التقيا زادت أشواقهما، فيكرران اللقاء حتى شاعت قصتهما، واشتهر أمرهما، ووصل الخبر إلى أهل بثينة 😟 فتوعده قومها، وبدلاً من أن يقبلوا يد جميل التي امتدت تطلب القرب منهم في ابنتهم رفضوها، وتوعدوه بالانتقام، ولكي يزيدوا النار اشتعالاً سارعوا بتزويج ابنتهم من فتى منهم، هو نبيه بن الأسود العذري😩

وكان جميل من فتيان عذرة وفرسانها الأشداء، وكان قومه أعز من قوم بثينة، فوقف في وجههم فجميل لم يستسلم، بل راح يتحدى أهل بثينة، ويهزأ بهم، ويهددهم منشدا :

ولو أن ألفا دون بثينة كلهم **
غيارى وكل حارب مزمع قتلي
لحاولتها إما نهارا مجاهـــرا **
وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي

ويقول أخرى:

فليت رجالا فيك قد نذروا دمـــي ** وهموا بقتلي، يا بثين لقوني
إذا ما رأوني طالعاً من ثنيــــــة ** يقولون: من هذا ؟ وقد عرفوني
يقولون لي: أهلا وسهلا ومرحبا **
ولو ظفروا بي خاليا قتلوني

ولم يغير هذا الزواج من الحب الجارف الذي كان يملأ على العاشقين قلبيهما، فقد كان جميل فارسا شجاعا يعتز بسيفه وسهامه، فلم يتأثر حبه لبثينة بزواجها، ووجد السبل إلى لقائها سراً في غفلة من الزوج.

قصص الحب العذري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن