قصة : لبن آثار
انا سامح المهدي ، عالم آثار متمكن، بشتغل فى مصلحة حكومية ما تابعة للوزارة الصبح ، وبليل بشرف على البازار بتاعى ، بازار المهدي اصبح من اكبر بازارات البلد، مفيش سائح اجنبي بيخش البلد الا ولازم رجله تخطي عندي.المحل بتاعى فى وسط البلد ، لكن سبب الاقبال الشديد عليه ان عندى تحف اثرية لايمكن تلاقيها فى اى حتة فى البلد غير عندي.مديرة اعمالى الله يرحمها واللى كانت بعد فضل ربنا عليا سبب نجاحي ، كانت هي السبب برضو فى تغيير حياتى بطريقة سيئة ، برغم كل النجاحات والمزادات اللى قدرت تكسبها لصالح المحل ، واحيانا الطرق غير الشرعية اللى استخدمتها علشان تدخل المحل تحف اثرية مش موجودة غير عندى ، ومنها حققت شهرة واسعة فى وقت قليل ، الا انها خلتنى اضحى بيها بكل سهولةالله يرحمها كان اسمها نعمة ، في اول علاقتنا كان الموضوع شغل وهي كانت ماشاء الله نشيطة ، وبحكم شغلها كمرشدة سياحية كان عندها لغات كتير وعلاقات متعددة فى كذا دولة ، اعجبت بيها جدا وبدأ يتحول الموضوع من شغل لحب ، انا اعرف ان الراجل لما يدي الست كل حاجة حلوة تحمد ربنا وتبوس ايديها وش وضهر على الهدية اللى ربنا ادهالها.اتطور الموضوع بنا ولانى متجوز ومركزى فى السوق ميسمحش اتجوزتها عرفي ، وكنا ماشيين زى اتنين عشاق من الطراز الفريد ، لحد بنت الكلب الله يرحمها ماباعتنى علشان الفلوس ، وخسرتنى اكبر مزاد دخلته في حياتى.كان لازم افكر انى انتقم منها وعلشان كده ، فكرت على طول فى لبن الاثار .فى كل حتة اثار حتة معينة لو حكيتها بتنزل بودرة بيضا وسبحان الله ليها طعم اللبن لكن تنسف خلايا جبل ، ومن سوء حظها وحسن حظى انها كانت بتحب اللبن الله يرحمها ، عملتلها احلى واجمل واخر كوباية شاء باللبن شربتها فى حياتها.الله يرحمها كانت بتتقطع قدامى وانا مبسوط وعملت اللى عليا ووديتها لدكتور ، والحمد لله طمنى وقالي انها ماتت ، ودى كانت البداية .....
بس مكنتش البداية على كل الناس لا خالص انا انسان طيب وكويس وبحب كل الناس اللى بتحبنى ، لكن كانت وسيلة للخلاص من الناس الوحشين اللى عايشين حواليا ، انا بعمل خير كتير واحيانا بيتقلب لشر يعنى مثلا شغلت عندى 3 بنات ايتام وبساعدهم مادياً ومتكفل بيهم فى كل شئ ، تخيلوا قلة الاصل بتاعتهم حاولت اغتصب بنتين منهم مرضيوش وقالولى لا وهنمشي من البازار واللى كان بيدافع عنى اختهم الصغيرة سلوى وعلشان كده سبتها تعيش معايا وتكمل شغل فى البازار وتخدمنى فى البيت كمان وقتلتهم ، ماهو مش معقول بعد كل الاحسان اللى بعمله معاهم يستخسروا فيا ليلة جميلة معاهم ، ده حتى مش منطقى ، اما بقى عدوتى اللدودة مراتى ، المحبطة دايماً ، مفيش مرة اقولها على نجاح وتشجعنى ابداً ، دايما مشيلانى الهم وقرف البيت ، يعنى يبقى قرف فى البيت والشغل ، وكل ده وانا مستحمل وساكت ، ومع ذلك بنت الاصول الله يرحمها شافتنى بخونها مع واحدة من اياهم وهي متأكده انها نزوة وهتعدى انا برضو بنى آدم ، سامحتنى اول مرة وثانى مرة وثالث مرة وكانت شايلها الجميل ده فوق راسى ، رابع مرة لما شافتنى ، قالتلى هفضحك واجرسك وسط شغلك والناس وهعرفهم اد ايه انت مش كويس وقعدت تغلط كتير ، قولت مجنونة والموقف ضايقها ، وانا كده كده طيب القلب فهسامحها ، وفعلا من حسن نيتى سامحتها وعرفت ساعتها ان اللى يسامح لازم ميكونش طيب زيادة عن اللازوم زيي كده ، وفعلا مراتى الله يرحمها "ألف رحمة ونور عليها" جاتلى البازار وزعقت قدام العملاء واللى موجودين من البنات وجمعتهم وحذرتهم مني ، لا مش بس كده دى كمان اديتهم رقم تليفونها علشان لو حاولت مع اى واحدة منهم ، المهم امتصيت غضبها بس انا اللى كنت هولع نار من جوايا، ولقيت نفسى بعملها كوباية نسكافيه من اللى بتحبه بايديا ، ودى كانت اخر كوباية نسكافيه بلبن الاثار تشربها فى حياتها ، بعد موت مراتى الله يرحمها بقيت اجيب البنات واشغلهم واعمل علاقة معاهم واسيبهم ياكلوا عيش لحد مايتنمردوا ويزهقوا وبالتالى طبعا بقتلهم علشان السر ده اللى اما صدقت الناس تنساه بعد فضيحة مراتى ليا يتنسى.البنتين الايتام اللى قتلتهم بدأوا يظهرولى فى احلامى بشكل كبير جدا ، بس اللى مضايق منه اوى انهم كانوا بيجولى مبسوطين مبتسمين ، رغم ان انا اللى قتلتهم ، ومع ذلك لقيت مبرر كويس جدا لنفسى، انهم مبسوطين مني لانى خلصتهم من الدنيا الوحشة دى ، بس كان الغريب بالنسبالى انهم مبيطلعوش سوا ، بتظهرلى فى المنام كل واحدة لوحدها.لحد مافى يوم حلمت ببنت منهم ، فتحت عينى وكان الوقت متاخر بليل لقيت مراتى قدامى ، لابسه اسود فى اسود وعينها مفيهاش ننى زينا وفى حاجات بيضا بتنقط من بقها ، سبت البيت وهربت جري على البازار....
لكن مسكتش طبعا جبت شيخ ودخلت معاه البيت رجلى على رجله ، وقعد يتلو آيات قرآنية فى كل حتة فى البيت ولما خلص رقية للبيت ، قالى اطمن مفيش حاجة.اطمنت من كلامه خاصة ان مظهرش اى بوادر لحركة غير مالوفة او حاجة غريبة فى البيت وفعلا نمت اليوم ده كويس جدا ، ومن عاداتى انى بقوم بليل ادخل الحمام.بصيت في الساعة كانت 4 الفجر ، البيت كان هادى جدا جدا ، مفيش دوشة فى الشارع ، حتى البنت سلوى اللى بتخدمنى خليتها تبات فى البازار لانى مبقتش اثق فى حد بعد اللى حصل ، ولعت النور ودخلت قعدت فى الحمام ومقفلتش الباب عليا ، مفيش لحظات لقيت النور اطفى قومت ناحية الباب بسرعة لقيته اتقفل وحسيت بهوا غريب فى ضهرى ، اتلفت لقيتها قدامى بتنزف دم من معدتها كتير ، زقتها فى صدرها لقيت ايدى اتملت دم .باب الحمام اتفتح لوحده ، وخرجت جري حتى من غير ماالبس هدومي وعمال اصرخ ، الجيران خرجوا وكان شكلى مش حلو خالص من غير هدوم.حد من الجيران جابلى بنطلون لبسته ودخل معايا البيت وبعد ماحكتله اللى حصل قالى في قس مميز جدا فى الموضوع ده وبيفهم فيه ، لكن هيرجع من سفر كمان يومين .قولت اضحى بسلوى واقعدها في البيت لوحدها ، وانام انا في البازار واشوف تانى يوم هيحصل معاها ايه.كنت نايم قلقان جدا فى البازار ، وقلبي بينبض بقوة ، وطبعا لانى من هواه الشاى بلبن ، قولت اعمل كوباية اهدي نفسي شوية وبعد كده انام .شغلت سخان المياة ، وحضرت برطمان الشاى والسكروطلعت كيس اللبن وانا بفضي فى المج لقيته نازل بودرة مش سائل ، استغربت جدا ودققت فى الكيس لقيت جواه حتة اثار مبرودة ودى البودرة بتاعتها، لقيت حد مسك ايدى فجأة ، رفعت عيني لقيتها قدامى متغرقة لبن وماسكة كوباية شاى باللبن وبتقولى دوق اللى دوقتهولى .جريت وسبت البازار ، وكان قبلها بيوم حطيت فى البازار الشحنة الاثرية الكبيرة اللى كنت مستنيها وتمنها ملايين.بعد ربع ساعة افتكرت الشحنة وان البازار ممكن يتسرق ، رجعت جري واول مادخلت لقيت الانوار كلها مطفية ، والبازار فاضي خالص.اتسرق بالكامل وبيتى اتخرب والفلوس اللى عليا اقساط للشحنة لحد ماابيع الناس هتطالب بيها ، لقيت رسالة مكتوبة ومحطوطة جنب المج اول مافتحتها صعقت...
كان محتوى الرسالة بيقول" كل اللى حصلك ده ودورك لسه ماجاش ، انت لازم تموت بالبطئ ، هقتلك في كل خطوة تمشيها ، هقتلك فى كل نفس ، هقتلك فى كل احساس ، هقتلك زى ماعملت لبن الاثار وقتلت ناس بريئة"اخر جملة فى الرسالة هي اللى منعتنى من انى ابلغ عنها البوليس ، وبالتاكيد مقدرتش احكى اى حاجة واتقيد حادث السرقة ضد مجهول.بيتى اتخرب وحياتى اتدمرت وطبعا مشيت البنت سلوى الشغالة اللى عندي ، وكان عندى شوية فلوس فى البنك استخدمتها انى اصرف من الفوايد بتاعتها على نفسي وطبعا بعت البازار علشان اقدر اسدد جزء من الاقساط اللى عليا ، لحد مااشوف هعمل ايه.لحد مافي يوم لقيت البازار بتاعي مفتوح ، استغربت جدا ازار لحق التاجر يفتحه بالسرعة دى خصوصا انه قالي هيستخدمه فى مشروع تجارى غير الاثار ، قربت من المحل واول مادخلت تقريبا فهمت اللعبة كاملة مشيت ازاى ، كل الاثار بتاعتى المسروقة موجودة فى المحل ، حتى العمال بتوعي رجعوا البازار واللى استقبلنى واحد منهم وقالي :..اتفضل من غير مطرود ، الاستاذة مانعة دخولك= الاستاذة! الاستاذة مين؟!!لقيتها جاية عليا وبإبتسامة عريضة متعودتش عليها منها ، وحالها اتغير خالص ، بصتلها بدهشة كبيرة وقولتلها = انتى يطلع منك كل ده ؟.. انا يطلع مني اكتر من ده ، والمفاجأة بقى اللى متعرفهاش انى اشتريت كل الشيكات من التجار وقدامك حل من الاتنين ياتسدد اللى عليك من فلوسك اللى فى البنك وطبعا مش هتكفي وهحبسك ، يااما هحجز على فلوسك برضو من البنك وهحبسك= يااااه عمرى ماتوقعت ان ممكن واحدة تعمل فيا كل ده ، وبالذات انتى ياسلوى ، بقى هو ده جزاء الاحسان؟!.. فعلا ده جزاء احسانك ليا ولقتل اخواتى ومراتك ، انت عملت معانا جمايل كتير اوى وجه الوقت نردهالك بس انا مش هموتك انا هسيبك فى الدنيا متحسر ، كلب زيك لازم يموت بالبطئ .= فعلا ان كيدهن عظيم.. ربنا خلاك تجرب كيد النسا لما بيكرهوا راجل ، لكن انا متاكده انى طول مانا عايشة هخلى حياتك جحيم ، سجن سعيد ياقمر.
تمت
#مصطفى_مجدى