استهلال

59 7 3
                                    

حطام...شتات...ام سراب...ماذا تسمي ذاتا اجتاح الفراغ كل شبر منها؟ ايصح ان تدعى بعد ذلك ذاتا اصلا؟ و لو كانت كذلك فأينها  من عالم الفراغ الواه و عالم الذوات الحي القائم؟ لا يهم...لا شيء عاد يهم...من؟ و اين؟ متى؟ و كيف؟ كلها اسئللة ما عادت تزعجني قدر ما يزعجني وجودي بالذات. اسال عن زمن كنت لا أزال فيه حيا، فلا التمس في عقلي الجامد و لو ذرة حياة تشفي غليل فضولي...اانس؟ ا يفترض بي النسيان؟ أم أني أسال عن ما لم يكن له وجود حتى يبيت ذكرى؟ لست أعلم...فلم أغدو بعد سيد ذاتي و مالكها، فنت روحي و مات في الشعور و لم يعد سوى هذا الفراغ،  مظلم،  حالك...أوليس ذا مصير الإنسان؟ يولد في ظلام و يفنى فيه؟ لكن حياتي بين هاذين الحدين طريق يكسوها سواد ليلة غاب قمرها. بل و اني اتساءل لو عرفت النور حقا حتى يغدو عندي الظلام ظلاما...هكذا حتمت علي قسوة الحياة،  هكذا اعتدت. كيان صبياني متعطش للمعرفة و متلهف للمعلومة،  يقابله تراكم لا منتهي من الاسئلة المحيرة من دون جواب، حتى تتناثر كحبات الرمل مع الريح،  فيصبح التعطش قهرا و جفافا. و ها أنا ذا اليوم حبيس تلك الأسئلة، تتراكم متتالية، تحاسبني،  تفرض علي الاجابة، فمتى وجدتني عاجزا، متلعثما،  حشرتني في الأعماق، هناك في الباطن، حيث غياهب النسيان، حتى ما عدت قادرا على تحديد موقعي من الوجود و العدم...

ماذا تريد؟...لا مفر من الجواب اذن...نعم...اريد الخلاص...من ماذا؟...من كل شيء...أنت لا تعي ما تقول...ربما...ستفقد كل شيء...ليس عندي ما أخسره...الطريق وعرة...لا يهم ما دمت سأصل...اتلقي بنفسك في الهاوية؟...حسبتني هناك...ماذا لو ندمت؟...لم أحسن يوما الاختيار...رغبة أخيرة؟...اريد ان اراها

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 04, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

ذاكرتي شتاتWhere stories live. Discover now