لاتبخلو بكلمة تشجيع ♥♥
____~~~~~______
بسم الله الرحمن الرحيم
______________________
*
*
*''لا شيئ يرافقك فى رحلة التيه و التناهى إلا قلبك وحده سيكون طيرك و ريحك و رفيقك فى رحلة التيه القاسية حيث يواجه إلانسان الخواء و المبهم وحيدا ''
(واسينى الأعرج )
&&&&&&&&&
*
*
بعد مرور اسبوعان
فى يوم مولد ليان فى الحديقة التى زينتها منال بطريقة جميلة حيث وضعت طاولة طويلة عليها مفرش من الستان الابيض منقوش بزهور وردية مبهجة و وضعت عليها الحلويات و العصائر و المشروبات الغازية و كعكعة ضخمة عليها صورة لليان و هى مبتسمة و وزعت الاضاءة بشرائط طويلة تتدلى من الاشجار والبلونات الملونة كان المكان رائع و يبعث البهجة فى النفس
**
كانت صديقات ليان يلتفون حولها يصفقون و يهللون فرحين
و ليان تكاد تقفز من السعادة تلهو مع صديقاتها وتصفق معهم
كانت ترتدى فستان جميل من اللون الاسود وقد تركت شعرها الاسود الطويل منسدلا على ظهرها برقة عذبة وابتسامتها الجميلة تنير وجهها .
*
*
نظرت اليها منال من الشرفة الخاصة بغرفة الجلوس تشعر بالسعادة من سعادة تلك الصغيرة .
بجانب ليان إياد الذى يتوسط جمع الفتيات يغازلونه و يشدون وجنتيه بينما زياد وقف بعيدا يتأملهم و ابتسامة هادئة تعلو وجهه.
قاطع شرودها صوت مؤيد العميق قائلا "سلمت يداك يا منال الحديقة تبدو رائعة "
أقشعر جسدها وتصلبت فى مكانها و قبضت على يدها بقوة و لكنها بعد لحظات قليلة استدارت شاعرة بالإرتباك ثم إبتلعت ريقها بصعوبة قائلة والاحمرار يغزو وجهها
"أشكرك سيدى انه مجرد عمل بسيط "
قال مؤيد ببطء شديد هو يراقبها مفتوناً من احمرارها الجذاب "لا بل عمل رائع رائع جدا "
قال الجملة الاخيرة هو يركز فى عينيها, ازداد إرتباكها لا تعلم ماذا تقول, لكنه أقترب منها ثم وقف بجانبها يعقد ذراعيه على صدره مستنداً الى الجدار ينظر الى الحفل فى الخارج
"اذهبى يا غبية هيا استديرى و اذهبى الى ماذا تنظرين هيا يا منال لا تكونى حمقاء "
قالت ذلك بداخلها بينما تنظر إليه بحلته السوداء الانيقة يقف مائلاً بظهره الى الجدار يعقد ذراعيه على صدره ينظر الى الحفل بابتسامة
كان هو يراقبها ايضا بطرف عينيه يكاد يضحك من نظرتها التى تواجهها اليه, كانت تعقد حاجبيها بينما تنظر اليه بانبهار كالمعتاد تتفحصه من رأسه حتى اخمص قدميه ,كانت ستذهب لكنه استوقفها قائلا بغموض و هو مايزال يطالع الحفل فى الحديقة "كم عمرك "
توقفت قدميها فى الارض وتراخت قليلاً لكنها استدارت قائلة بثبات تحسد عليه"إثنان و ثلاثون سيدى "
اعتدل فى وقفته وبدلاً ان يستند الى الجدار استند الى سياج الشرفة فأصبح الحفل خلفه و امامه منال التى تفرك كفيها بتوتر
قال و هو ينظر الى عينيها "تبدين أصغر من ذلك "
عقدت يديها خلف ظهرها تفركهما تكاد تهشم سلاميتها من شدة الضغط عليهم تحاول تمالك أعصابها ,ضغطت على أسنانها قائلة بتلعثم "أشكرك سيدى على هذا الاطراء "
جال بعينيه على هيئتها قليلاً فى ذلك الثوب ثم قال ببطء شديد مذيب للأعصاب "ليس إطراء ابداً الا تنظرين فى المرأه "
قالت منال بسرعة تريد الهرب "سأذهب الى الخالة زهرة لعلها تريد منى شيئ"
فك عقدة ذراعيه و مط ذراعيه قليلا ثم اسندهم على الحاجز من خلفه ونظر الى الحديقة نظرة سريعة ثم قال"زهرة خلدت الى النوم "
اطرقت برأسها قليلا ثم رفعتها قائلة "سأذهب الى المطبخ هناك بعض الاشياء تحتاج الى الترتيب "
كانت تتراجع بظهرها الى الوراء و هى تتحدث حتى اصتدمت بباب الشرفة كانت ستقع لكنها توازنت سريعا تهرول الى الخارج و هو مايزال ينظر اليها بهدوء شديد حين اختفت عن انظاره استدار ينظر الى الحفل مرة أخرى على شفتيه شبح ابتسامة
**********************
فى الحديقة أقتربت احدى صديقات ليان من اذنها تهمس بها قائلة "ليان من ذلك الشاب "
عقدت ليان حاجبيها بحيرة قائلة "أى شاب يا سلمى لا يوجد شباب هنا "
أشارت سلمى على زياد باصبعها قائلة "هذا الشاب هناك من يكون "
أشرقت ملامح ليان قائلة مبتسمة "اه تقصدين زياد انه .........."
توقفت عن الحديث فجأة تنظر لها بعبوس قائلة "و ما شأنك أنتى من يكون "
ثم دفعتها باتجاه الفتيات قائلة بغيظ "هيا هيا حتى تأكلى من الكعكة قبل ان يلتهموها هؤلاء التنانين "
تحركت سلمى باتجاه الفتيات تحرك رأسها بحيرة و لكنها أسرعت حتى تستطيع ان تتذوق من الكعكة قبل ان يلتهموها التنانين كما قالت ليان .
بينما ليان اتجهت الى زياد يعلو وجهها التجهم لكنها حين أقتربت منه ابتسمت قائلة "هل تهرب من شيئ يا سيد زياد "
بادلها زياد الابتسام قائلاً "لماذا تقولين ذلك "
تخصرت وقالت تلوى فمها فى جانب واحد فى امتعاض "لانك دائماً تقف فى مكان بعيد تراقب فى صمت هل هناك شيئ تهرب منه "
قال زياد بهدوء "انها طبيعتى انا افضل العزلة ان ابقى خارج الاحداث و لكن مطلع عليها لا احب الزحام و التجمعات الكبيرة افضل الهدوء بعيداً عن الصخب
انا هكذا دائماً لست اهرب من شيئ"
ابتسمت ليان مرة أخرى قائلة بود "حسنا هل من الممكن ان يحدث استثناء الليله و تشاركنى يوم مولدى الذى لا يأتى سوى مرة واحدة فى العام يا سيد زياد "
ابتسم زياد قائلا "حسنا اوفق فقط لانه يوم مولدك يا سيدة ليان "
ضربته ليان فى كتفه قائلة بسعادة "هكذا هم الاصدقاء يا زيزو لكن ............."
و صمتت قليلا ثم اكملت بعبوس رافعة حاجبها "ابقى بجانبى و احتفظ بطبعك الهادئ مع الفتيات حتى لا يصدعن رأسك بالثرثرة الفارغة "
قال زياد بحيرة "إذا سأبقى هنا أفضل "
حركت رأسها علامة النفى قائلة و هى تمسك بيده و تجذبه منها "بلى ستأتى و تحتفل معي يا ممل و اترك الهدوء اليوم لن ينقص من عزلتك الغالية شيئ"
ثم سحبته خلفها و هو يدمدم بالكلمات الرافضة
**************************
بعد انتهاء الحفل
وقفت ليان تودع صديقاتها بالمزاح والضحكات الصاخبة.
بعد مغادرة صديقاتها استدارت عائدة الى الداخل لكنها وجدت الخالة منال خلفها تقف مبتسمة و فى يديها هدية بغلاف لامع
هرعت اليها ليان تضمها بلهفة وسعادة قائلة "لا أعرف كيف أشكرك يا خالة على ذلك اليوم انه الاجمل فى حياتى كلها و اشكرك على مجيئ زياد و إياد الى الحفل
"
داعبت منال وجنتها قائلة بحنان " لا مجال الى الشكر بيننا يا صغيرة الاهم من ذلك انك سعيدة و هذا يكفينى "
ضمتها ليان مرة أخرى و هى تكاد تبكى من ذلك الحنان المتدفق من تلك المرأة حنان لطالما افتقدته فى حياتها و كانت فى اشد الحاجة اليه برغم من حنان والدها الا ان حنان الام مختلف ,مختلف تماما اذا انه يختلط برقة و رفق ليس متواجد لدى الرجال ,
والدها حنون الا انه متحفظ فى مشاعره فى بعض الاحيان و هى تحتاج ذلك الشعور بالحب فى بعض الاحيان ايضا ,شعور ان هناك احد يريد اسعادك بشدة هكذا فقط
ما قامت به الخالة منال قد يبدو صغير لانه جزء من عملها ,
مع ذلك تشعر انها قدمت لها شيئ ثمين ان تشعر بوجود امها حتى لو للحظات قليلة هو كل ما تريده ليان فى تلك اللحظة .
مسحت منال على شعرها برفق قائلة " أنا سأذهب الان هل تريدين مني شيئ حبيبتى "
أمسكت ليان يدها قائلة بلهفة و رجاء "أبي وعدني ان نذهب اليوم بعد الحفل الى مدينة الالعاب فلتأتى معنا أرجوك يا خالة أريد زياد و إياد معى "
ظهر الرفض على قسيمات وجه منال وهمت بالرفض لكن ليان قاطعتها بستعطاف قائلة "من أجلى يا خالة أرجوكِ لا ترفضى هذا أول شيئ اطلبه منكِ لا تخذلينى أرجوكِ "
تنهدت منال قائلة باستسلام "حسناً اوفق و لكن قد يمانع ولدك ذلك او يشعر بالاحراج "
أشرقت ملامح ليان قائلة بأبتسامة "لا تقلقى أنا أخبرت أبى و لم يعترض على ذلك "
**************************
فى السيارة
جلست منال تحتضن إياد وجلس زياد بجانبها بينما جلست ليان بجوار والدها الذى يقود فى صمت
قال إياد قاطعاً ذلك الصمت
"عم مؤيد هل يمكنى ان أجلس بجانبك و انت تقود "
نظر اليه مؤيد فى المرأه قائلاً "بالطبع إياد يمكنك ذلك "
لكن منال اعترضت قائلة "لا يا
سيد مؤيد انه يمزح اليس كذلك إياد "
ثم زجرته حتى يجاريها لكن إياد رفع حاجبه قائلاً بسماجة "بلى يا منال اريد ان اجلس بجانبه و هو يقود ولا تنظري الى هكذا لن اتراجع عن طلبى "
امتقع وجه منال من ذلك الاحراج وشعرت انها تريد قتل ذلك القرد .
قال مؤيد مبتسما "اتركيه يفعل ما يشاء انه طفل صغير تعال يا شقى اجلس بجانب ليان "
هز إياد رأسه بنفى قائلاً "لا اريد الجلوس على قدميك حتى استطيع الرؤية افضل "
ضحك مؤيد بشدة قائلاً "حسنا يا متسلط اقترب "
تحرك إياد من على قدم والدته التى ماتزال تزجره غير راضية
الى مؤيد الذي امسك به من اسفل ذراعه يضعه على قدميه وهو يمسك عجلة القيادة بيده الاخرى .
جلس إياد على قدم مؤيد ينظر الى المقود بانبهار طفولي قائلا "زياد اضف الى الحوض الذى ستبتاعه لي فى المستقبل سيارة مثل هذة "
ضحك زياد فى المقعد الخلفى قائلاً "علم و ينفذ سمو الامير إياد الا تريد طائرة فى المستقبل ايضا "
مط إياد شفتيه بتفكير واضعاً اصبعه يحك به رأسه قائلاً"دعنى أفكر ....انت محق يا زيزو قد احتاج الطائرة فى المستقبل إذا حوض اسماك كبير و سيارة مثل هذة و طائرة خاصة حتى اجوب بها العالم و سأصطحبك معى لا تقلق حتى تعلم كم انا كريم "
ضحك مؤيد بشدة حتى دمعت عينيه من ذلك الصغير ثم داعب رأسه قليلا ثم انحنى عليه يقبله بعد ذلك نظر الى منال فى المرأه قائلا "ماذا تطعمونه ذلك الولد انه مستحيل متسلط و شقى "
أومت منال برأسها قائلة "نعم متسلط و شقى من الدرجة الاولى "
مط إياد شفتيه بعبوس قائلا"الحق علي لا أشعركم بالملل و دائما تضحكون لا أحد يقدر مجهودى "
أمسك مؤيد وجنتيه يشدهم ثم قبله منهما قائلا "لا انا أقدر مجهودك الجبار و قد أقترضك من والدتك لبضعة أشهر حتى يذهب الملل من حياتى "
ابتسم إياد ناظراً الى منال فى المرأه قائلاً و هو يجعد أنفه "أترين العم مؤيد يقدر مجهودى تعلمى منه يا منال حتى لا أرحل و تندمين بعد ذلك "
ضحك الجميع على مشاكسة ذلك الصغير و عم الصمت بعد ذلك سوى من مشاكسة إياد لشقيقه و قد انضمت لهم ليان ايضا
**********************
فى احدى مدن الالعاب الشهيرة فى العاصمة .
توقفت السيارة و ترجل منها مؤيد يحمل إياد وترجلت منال و زياد وليان .
قال مؤيد يوجه حديثه الى ليان و زياد "انتم الاثنان كبيران وعاقلان هى ساعة واحدة فقط لكما وإياد سيبقى معي انا و منال حتى تنتهيان من اللعب و اللهو اتفقنا "
رفع زياد حاجبه قائلا "أشكرك يا عم مؤيد ولكن انا سأبقى مع أمي و إياد و أذهب انت مع ليان "
لماذا يشعر مؤيد ان ذلك الولد لا يطيقه و يعامله بعدوانية قال بهدوء "زياد يا صغير إياد شقى و ذلك المكان كبير و قد يضيع منك "
زجره زياد قائلا "انا لست صغير انا رجل وسأهتم بشقيقى و انتبه اليه جيدا "
ابتسم مؤيد مداعباً شعره وقال برفق "ولانك رجل عهدت اليك ليان حتى لا يضايقها احد "
شعر زياد بالخجل من العم مؤيد لكنه مايزال لا يحبه و لايحب الطريقة التى ينظر بها الى امه .
قالت منال "حسنا فلنبقى جميعاً معاً حتى انتهاء الساعة ما رأيك سيد مؤيد "
قال مؤيد بهدوء "كما تريدون "
لكزت ليان ذراع زياد قائلة بغيظ تهمس فى أذنه "ممل و أحمق و متسرع ضيعت علينا فرصة لن تتكرار ستنقضى تلك الساعة ولن الهو كما اريد يا أحمق "
تأفف زياد قائلا "أنت من تضعين الوقت الان أذهبى و امرحى دربك أخضر "
جذبت ذراعه قائلة "بل ستأتى مع الست رجل و دمك حار كيف تتركنى بمفردى و انا بكل هذا الجمال يا سيد الرجال "
كز زياد على أسنانه قائلاً "حسناً سيرى امامى يا جميلة الجميلات الحق علي أنى جئت معكم و تركت دراستى "
ثم ذهب معها مدمدما بسخط .
بيتما مال إياد على أذن مؤيد قائلا"عم مؤيد أنا أريد دخول (بيت الرعب )و لكن منال لا تسمح لي ابدا ترفض دائما و تقول انى صغير و لن اتحمل "
ابتسم مؤيد قائلاً"و لماذا تريد دخوله يا إياد "
رفع إياد كتفيه ببساطة قائلاً"هكذا مجرد فضول أريد رؤية الشيئ المخيف به و هل يستحق كل هذا الرفض من منال ام انها تبالغ فقط كعادتها "
داعب مؤيد شعره قائلاً "والدتك تحبك و تخاف عليك هى لا تبالغ هى فقط تقوم بحمايتك من وجهة نظرها ولا ترفض لمجرد الرفض هى فقط تخشى عليك كثيراً"
قال إياد بلهفة "إذا ستقوم باقناعها بدخوله معنا ما رأيك بذلك هى تخاف كثيرا و لكنك معنا الان "
تنهد مؤيد قائلاً "حسنا سأحاول و لكن لا أعدك بالكثير "
ثم أقترب من منال التى تتطلع على الالعاب بشرود فقال حتى يجعلها تنتبه اليه "إياد يريد دخول (بيت الرعب )ما رأيك ان ندخله جميعً"
شعرت بالاحراج و لكنها أجابت بصوتاً خافت "ادخلوه أنتم أنا أخاف كثيرا و لن أتحمل "
رفع حاجبه ينظر اليها بخبث قائلاً "ذكرينى بعمرك مجدداً "
قالت بحيرة و هى تقطب حاجبيها "أخبرتك سيدى أثنان و ثلاثون "
قال بهدوء و هو ينظر فى عينيها "إذا لماذا تتصرفين كالاطفال ثم انا سأكون معكم اى لا مجال للخوف حسناً "
احمر وجهها بشدة لكنها أومت برأسها موافقة
ثم ذهب مؤيد حتى يحضر التذاكر تاركاً اياها تنظر اليه بشرود و ابتسامة حالمة
*************************
بعد انتهاء ذلك اليوم كان مؤيد ممدد على الفراش نصف جالس يتأهب الى الخلود الى النوم و لكن طرقات على باب غرفته جعلته يعتدل قليلاً قائلاً "ادخلى يا ليان "
فتحت ليان الباب و دخلت الى الغرفة مطرقة الرأس يعلو وجهها الحزن
عقد مؤيد حاجبيه بحيرة من ذلك الحزن الذى يكسو ملامح ابنته قائلاً "أقتربى يا ليان "
نظرت اليه ليان بصمت حزين وقد فرت بعض الدموع من عينيها
ولكنها اقتربت منه فمد يده وجذبها الى أحضانه قائلاً بحنان "ما بك حبيبتى ماذا حدث يا ليون "
قالت ليان و صوتها يختنق بالدموع "لا أريد النوم وحدى
"
تنهد مؤيد بعجز لا يعرف ماذا يقول
ولكن ليان اكملت قائلة وهى تنظر فى عينيه "لا أريد أن أبقى بمفردى اليوم أنا أشتاق الى أمى كثيرا "
تألم مؤيد كثيرا من أجل أبنته
و لم يستطع منع شعورا بالنفور من الطفو داخله حين اتت على ذكر تلك الحقيرة
و لكن ليان لا ذنب لها انها مجرد طفلة صغيرة تشتاق الى والدتها
و تتألم من فراقها .
ربت مؤيد على كتفيها بحنان ثم جذبها من ذراعها حتى تمددت على الفراش واخذها فى أحضانه مرة أخرى يمسح على شعرها كى تسترخى قائلاً برفق "حسنا يا أميرة سوف اسمح لك اليوم بالنوم بجوارى فقط لانه يوم مولدكِ"
ابتسمت ليان ابتسامة شاحبة واقتربت من والدها اكثر تضمه اليها "انا أحبك كثيراً أبي "
شدد مؤيد من أحتضانها قائلاً بحنان "وأنا أحبك أكثر يا أميرة والدك الجميلة و فراشته الشقية "
أسندت ليان رأسها على صدر والدها وصمتت بعض الوقت ولكنها أعتدلت ثانية قائلة "الا تشتاق الى أمي "
ظهر النفور على ملامحه ولكنه
قال ضاغطاً على أسنانه بعاطفة مصطنعة "بالطبع اشتاق اليها كثيراً رحمة الله عليها و لكني اعلم انها فى مكان افضل من هنا "
ثم اكمل قائلاً بحنان و شفقة عليها "انت ايضا يا ليان يجب ان تعرفى انها فى مكان افضل سعيدة و هانئة و تراك دوما و تطمئن عليك و تريدك دائما فتاة جيدة ومتفوقة وتريدك سعيدة "
دفنت وجهها فى صدره مرة أخرى و هى تنشج بالبكاء قائلة "أعلم انها فى مكان افضل و لكنه رغما عنى يا ابي رغما عني اشتاق اليها رغما عني اريد عناقها اريد ان اشتم رائحتها رغما عني اتمني ان تكون امي معي دائما رغما عنى أريد أمى يا أبى "
ارتفع صوت بكائها بنشيج مؤلم أغمض مؤيد عينيه يتنهد بعجز لا يعرف ماذا يفعل كى يجعلها تهدئ سوى التشديد من أحتضانها
**
بعد ان استسلمت ليان الى النوم نظر اليها مؤيد قليلا ثم سحب يده من أسفلها جاعلا رأسها ترتاح على الوسادة ثم جذب عليها الغطاء و قبل جبهتها بحنان
ناهضاً من الفراش .
ذهب الى الشرفة ينظر الى الحديقة التى تسبح فى الظلام
يتذكر صوت الضحكات التى كانت تضج بها منذ وقتا قريب .
ارجع رأسه يستند به على الباب الزجاجى الخاص بالشرفة بعد ان قام بإغلاقه
خرجت منه تنهيدة طويلة تحمل ما بداخله من وجع و الم
لكنه أبتسم حين تذكر ما حدث داخل (بيت الرعب )
****************
أنت تقرأ
قنينة الإغواء
Romanceهل يجتمع المتضادان يوماً؟؟ هي أرملة جميلة طحنتها الحياة من شدة ما مرت بها من صعاب... و هو رجل طعنته الحياة طعنة موت غادر فظل يعاني كاتما الآلامه حتى عن أقرب الأشخاص إليه... فهل يكون بينهم لقاء؟؟ أم سيقف الماضي لهم بالمرصاد؟؟! نوفيلا صغيرة بقلم...