(1)

1.6K 24 4
                                    

يحيى

لم يكن عليها سوى ان تبتسم، ليتغير التاريخ كلة بعد
ذلك امام باب غرفتى الصغيرة فى كامب "وادى
حبيبة" طلبت وهى تبتسم ان تدعونى الى قهوة لانها لا تعرف احد هنا.....وكيف كان لى ان اعتذر رغم اننى اعتذرت ؟ وهل كانت زينب لتسامحنى على هذة الذلة ؟ وهل كانت الذلة الاولى فى رد الابتسام بابتسام ؟ ام فى تصنتى على ياسمينا منذ البداية وهى تتشاجر مع بائع التماثيل الفرعونية فى البازار؟
سقط قلبى بين قدمى وهرب مبتعدا بعدها...ربما لهذا السبب ظللت الفلف فى غرفتى بالكامب بعد ان تحدثت معها لتلك الدقائق القليلة....كنت اهرب منها ... او اننى كنت اهرب من عينى زينب الحزينتين. الامر المؤكد هو اننى كنت ابحث عن قلبى الذى نطق منذ صمت طويل بين جبال هذة المدينة الصغيرة جارة البحر فى السنوات التلات الاخيرة لم اكن جدران نفس الغرفة لفترة طويلة . اصبحت الجدران تضغط انفاسى و تحبس صدرى ، حتى صرت اتمنى ان اسكن العراء للابد ....ولكن غرفتى الاخيرة فى كامب وادى حبيبة كانت الاكثر لطفا مما سكنت سابقا ...الغرفة معظمها من الخشب المضغوط خفيف الحمل، تشعر فى احيانا انها قابلة للتمدد مع ضيق نفسى...جدرانها قابلة للفك والتركيب فى اي لحظة كجميع غرف الكامب المترابطة ببعضها البعض ... كرافانات متراصة و ملتصقة ببعضها ..خفيفة الحمل و غير مكلفة..الكامب كله تقريبا كان معدا للفك والتركيب للانتقال ف. اي لحظة..كان اشبه بغرف عمال التنقيب و الحفر فى البترول المترامية طيلة الطريق بين الغردقة و طريق السويس ..وكانت غرفتى تقريبا هى اكثر الغرف اتساعا..وكان هذا طبيعيا جدا ؛ فانا الوحيد الذى كان يقضي الليل هنا فى قلب الصحراء ولا يعود مع العاملين بالمكان إلى نزل عاملى الفندق التابع له الكامب بالغردقة، بعد انتهاء أنشطة الكامب المسائية..ورغم ان الغردقة لم تكن تبعد اكثر من عشرين دقيقه بالسيارة الا اننى كنت احب المبيت هنا فى الصحراء وبين الجبال ..خاصة فى ليالى الشتاء الباردة، حيث يندر الزبائن من السائحين العرب و الاجانب الذين ينظم لهم الفندق بالغردقة رحلات السافارى و تسلق الجبال و السهر فى الوديان المحيطة فى ليالى الشتاء الباردة تحديدا كان الجميع يعود للسكن بالغردقة باستثناء حارسين عجوزين يسهران طوال الليل امام خزان المياه الرئيسى جوار بازار الكامب .. يشعلان النار للتدفئة و يستمعان إلى أغانى بدوية بديعة و يظلان يدخنان الحشيش و يطلقان النكات البذيئة على السائحين و حتى مطلع الفجر.
أما أنا فكنت أترك نفسى إلى الليل و الصحراء ..أحيانا أقضي الليلة وحدى و أحيانا أخرى استضيف وجها ما للمسامرة .. تارة "زينب" وتارة "سباستيان".. ليلة أستضيف وجة جدى سليم للسمر و تارة استضيفه للاعتذار .. وفى أحيان قليلة جدا كانت "ميريت" تقتحم السهرة بوجهها اللعوب ليتكدر من الليلة ما بقى منها .. فأنام مبكرا قبل ان تزور الشمس الجبل ، وأضطر إلى الاستيقاظ مبكرا رغم ندرة العمل .. مثلما حدث هذا النهار .
صحوت كدرا ناقما على وجة "ميريت" الذى أفسد سهرة البارحة .. لعنتها فى سرى مرة و بصوت مسموع مرات أخرى ، بعد دقائق وجدت اتصالا من الشيخ "ياسين" لم اسمعه و أنا نائم ، أعدت الاتصال به و كانت التغطية سيئه للغاية ، فعلمت أنة بقرية الجبل . ألقيت على كتفى غطاء ثقيلا اتقاء للبرد الهارب من ليلة البارحة ، وخرجت من الغرفة لاسمعه بوضوح ، إلا أن التغطية كانت لا تزال سيئه ، ربما أصبحت أكثر سوءا .. أنتهيت الاتصال يئسا و دخلت لاغسل وجهى باحد الحمامات المشتركة ، فعاد الهاتف يرتعش فى جيبى ، ووجدت الشيخ ياسين يتصل ثانية .. رددت عليه سريعا ويدى ما زالت مبتله و كنت متوقعا نفس التغطية السيئة للشبكة ، إلا أن صوته جاء واضحا و عاليا ايضا .. كان يؤكد على موعدنا المسائى عنده بقرية الجبل مساء اليوم .. وضل يؤكد أن الامر هام و ضرورى . رفض بالطبع أن يعطينى أى تفاصيل متعللا بسوء التغطية عنده .. نظرت إلى ساعتى و أنا أحدثه فوجدت أنه ما زال أمامى وقت كاف قبل الموعد .. اخبرته أننى سأحضر ، ثم عدت إلى الغرفة لأجفف وجها لم أغسله بالكامل

مازال أمامى ساعتين لأتناول أى إفطار أجده في كافيتيريا الكامب ثم ابحث عن سيارة دفع رباعي بالأجرة تقبل أن تقلنى إلى قرية الجبل انتعلت حذاء ذا رقبة عاليه اتقاء للعقارب التي بدات تظهر مؤخرا وعلى استحياء في محيط الكامب الذي أقطنه منذ تركت طابا .. ثم ارتديت المعطف الوحيد الذي امتلكه تحسبا لبرودة الجبل لو خانتنا في خيمه المجلس مع الشيخ وطال الحديث الاخر الليله .
وعند باب الغرفه وقبل خروجى مباشره لمحت حركه خفيفه في المرآة المعلقه بباب الغرفه ، أجفلت لحظه ثم انتبهت إلى انه انعكاسي في المرآة .. لمت نفسى للمرة الألف على عدم تغطية المرآة لكرهى الشديد المرآة .. لم اعد اطيق المرايا منذ رحلت زينب .. وكان هذا بالضبط ما حدث .. عندما اعتدلت قد رأيت وجهها كاملا فى المرآة مكان وجهى وقد رقدت ممدة على الفراش أمامى بدموعها الصامتة التى لم تفارق وجهها أبدأ .. ابتسمت لها فى المرآة محييا إياها حتى بدأ طيفها يختفى رويدا إلى أن غاب وعاد وجهى الذى اكرهه فى المرآة بيظر لى فى لوم .. فعلت أن اليوم لو يكون عاديا أبدأ .خرجت متجها إلى الساحة .. ربما أجد سيارة أحد العرب تقبل أن تنقلنى داخل الجبل قبل أن يحل الليل .. و فى طريقى لو تفارق عينا زينب الدامعتين رأسى .
تمشيت قليلا أي أن وصلت لنافورة صخرية ضربة تتوسط الساحة جوارها الجاراج خال تماما .. ولم أجد أيا من العربات بالطبع .. الوقت ليس موسما الانشطة الكامب ، و معظم السائقين أما لم يأتوا .. و أما أنهم بالجبل الأن مع من التقطوهم من فتات السائحين . وقفت قليلا أتلفت حولى .. يبدو المكان كأنه مجهورا الوهلة الأولى ... فقط سائحان يتمشيان إلى الكافيتيريا ... تذكرت الافطار الذى لم اتناوله بعد ، ثم قررت أن............

_________________________

اي رأيكوا ؟!!

اسفة جدااا جداا ع التأخير بس تلفونى باز و انكسر فمعرفتش اكمل .😊💕

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الزعفرانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن