الوَطَنْ، هوا المَكانُ المُقَدَسُ بِالنُصوصْ
والمُكَدَسْ بِاللُصوصْ.العِراقْ_المَوصِل_٢٠١٤_
٧:٣٠مفي يومٍ مِنَ الايامْ قَررتُ الخُروجْ لِتَفَقُدِ احوالَ المَدينة ..
او رُبما لتَفَقُد حَبيبَتي الَتي إنقَطعْ تَواصُلَها مَعي مُنذُ فَترة ..
كانت المَدينة غَريبة ،موحِشة..
ما رأيتهُ لَمْ يَكُنْ المُوطن الذي في هواه الحياةُ والنجاةُ ،ولا الهناءُ والرجاءُ
ما رأيتهُ لم يَكُن وطناً سالِماً مُنَعَماً،ولا غانِماً مُكرماً
المُضحِك بالامر ان مُغتَصِب الارض يَعِدُ مالِكَ الارض انهُ سيعطيه من ثرواتها.والَغريبُ ايضاً ان جميعهم يرتَدون الاسود،كانت الموصل اشبه بمدينة كَربلاء يوم العاشر من محرم..
شِعارات لا الٰه الا الله تَكتَسِحُ المَدينة
هه وكأنَهم يَعرِفون الله حَتى.مَنزِلُها كانَ وَسطَ السُوق ،كان علي رُكوبَ سيارةُ اجرة بِسَبب بُعد المَسافة
رَكَبتُ احدى سياراتُ الاجرة ،قامَ سائق الاجرة بِتَشغيل الراديولم اهتم ،كنت اتأمل قطرات المطر على زجاج السيارة
إلتقطَ إنتباهي بَعضَ كَلِمات مِنَ الراديو
كانت نَشيد إسلامي،او بالأحرى داعشي
-رِجالنُا ابطال،لا يَطلُبون المال ،نذهبْ ونُحرر بِهُمْ كربلاء،ونقطع رؤس الشيعة الكُفار -
كانَ شيئاً من هذا القَبيل، لَطالما كانوا الشيعة يُطعِمونَ الغَني والفَقير كُل ذكرى وفاة لأحد مُقدساتهم "احفاد رَسول الله"
هَل لِهذا هُم كُفار..! هه ،ياللعَجَب
لَفَتَ إنتباهي عَلى مَدى سيطرتهم عَلى المَدينة،حَتى مَحطَةُ الراديو لَم تَسلَم مِنهُمزِلزالاٌ قَوي،ضوضاءُ ارتطامٍ وتحطم
قُطِعتْ الكَهرَباء،وسط الظَلامِ الدامِس انتَشرَ صُراخُ العامة
كُل هذا حصل فجاءة،في لحظة واحدة،دون استيعاب اي مننا بما الذي حَصَلبَعدَ مُعاناة أيقظتُ سائِق الاجرة مِن الاغماء بِسَبَبِ الصَدمة
أخذتُ مَكانه وأسرعت المضي لِلخُروج مِنَ المَكان،كانَت رائِحَةُ الموتِ تَفوحُ مِن أرجاء السوق ،بسبب الانفجارفَكرتُ بأخذ السائق للمشفى بِسببْ حالة الإغماء التي دخل فيها لمدة ١٥ دَقيقة
لٰكِن فَكَرتُ ايضاً بِالعَدَدِ الهائل من الجرحى والموتى الَذينَ سيملئون المشفى الآن
خَطَر مَنزِلُها داخل فكري فجاءة ،فأهممتُ بالدخول وَسطَ النيران المُلتَهِبة ،غَرِقت في بَحرِ الدماء امامَ منَزِلُهايالسُخرية القَدر،عَروسي المُستَقبَلية ،التي كانت دائماً تَعِدني بأنجاب العَديد من الاطفال لي،وطَبخ الطَعامْ الذي اُحبه،غارقةً الآن في بحرٍ من الدِماء
حَبيبَتي التي كُنتُ اشعُرُ انها تُحب الطَعامَ اكثر مني،بالرُغم من نحالة هيكَلِها،حَبيبَتي التي لم تُعجِب ذوق امي الكلاسيكي القديم الطراز
حَبيبَتي الَتي كانت تُريد من علِم العِراق ان يكون كفنها،ودجلة قَبرُها
غارقة الان وسط بحرٍ قرمزي اللون يُحيطُها
هي لَم تَكُنْ عَلاقَةً عابِرة ،كانَت اطهَرُ مِن ذلِك بِكَثير
كانَت هي الوحيدة التي اخرجتني من بؤسي سنوات المراهقة
وها انا ذا سأكمل شبابي من دونهاهَل مِن المُقدَر لي ايها الرب ان ارى رؤس جَميعَ مَن احببتُهم يوما مُخَضَبةٌ بالدِماء؟
-يُتبَع-استخدمت بعض الكلمات التي قد لن يفهمها البعض،اسألوني لأتُرجِم.