شِّعر - أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ

242 18 6
                                    

أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَا مَذَاهِبُ،
وإنْ جمعتنا في الأصولِ المناسبُ

فأقْصَاهُمُ أقْصَاهُمُ مِنْ مَسَاءتي،
وَأقْرَبُهُمْ مِمّا كَرِهْتُ الأقَارِبُ

غَرِيبٌ وَأهْلي حَيْثُ مَا كانَ ناظِري،
وَحِيدٌ وَحَوْلي مِن رِجالي عَصَائِبُ

نسيبكَ منْ ناسبتَ بالودِّ قلبهُ
وجاركَ منْ صافيتهُ لا المصاقبُ

و أعظمُ أعداءِ الرجالِ ثقاتها
وأهونُ منْ عاديتهُ منْ تحاربُ

وَشَرّ عَدُوّيْكَ الّذي لا تُحَارِبُ،
وخيرُ خليليكَ الذي لا تناسبُ

لقد زدتُ بالأيامِ والناسِ خبرةً
وجربتُ حتى هذبتني التجاربُ

وَما الذّنبُ إلاّ العَجزُ يَرْكبُهُ الفَتى،
وما ذنبهُ إنْ طارتهُ المطالبُ

وَمَن كان غَيرَ السّيفِ كافِلُ رِزْقِهِ
فللذلِ منهُ لا محالة َ جانبُ

وَمَا أُنْسُ دارٍ لَيْسَ فِيهَا مُؤانِسٌ،
و ما قربُ قومٍ ليسَ فيهمْ مقاربُ ‍!؟

الشاعر: أبو فراس الحمداني

❤ لغتنا العربية ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن