الفصل الاول لا يستحق الحب

1.5K 33 12
                                    

غاضبة لا شئ سيوقفها ، هل حقاً خانها لهذه الدرجة هل كان حبها له وهماً لا يستحق منها أن تدافع عنه وتتمسك به وتحيا لأجله ، وصلت لوجهتها واوقفت سيارتها دون أن تهتم بها وأسرعت تتخطي الأمن المذهول من تصرفاتها الغير معتاده فقد اشتهرت بالهدوء والرصانه ، ولكنها الآن تكاد تنفجر كالبركان وأسرعت بالمصعد لتصل إلى مكتبه وتقتحمه دون إنتظار ليفاجأ بها وينتفض من مكانه
نور بحده وغضب شديدين : مين اللى كان بيحط لى الهيروين فى القهوه يا عمار ؟
عمار بتوتر : أهدى يا نور وادخلى علشان نتكلم .
نور بعصبية زائده : مفيش كلام بينا ، هو سؤال واحد واجابته عندك ، مين يا عمار ؟
أسرع عمار بتوتر متزايد وهو يغلق باب المكتب ليبعد الفضوليين من الموظفين والعاملين خوفاً من الكلام والفضيحة التى يمكن أن تنال شركتهم
عمار بتوتر : من فضلك أهدى مينفعش الناس تسمع كلامك ده .
نور بحده : أنا مش بسألك عن إيه اللى ينفع وايه اللى مينفعش ، جاوب سؤالى وبطل لف ودوران .
عمار بحده : وليه مسألتيش السؤال ده لكريم ؟
نور بغضب شديد : سألته وكالعادة اتهرب من الإجابة وأنا عارفه أن أنت بنفسك اللى دورت وراء الموضوع ده وعارف مين اللى وراه .
عمار بغضب : أنا معنديش إجابة لسؤالك ده ، كريم وحده اللى يقدر يجاوبك .
نور بغضب : يا خسارة يا عمار ، كنت شايفاك أخويا اللى خايف عليا وبيحمينى لكن طلعت فى الآخر زى صاحبك متفرقش عنه حاجه .
عمار بارتباك : ارجوكي يا نور أهدى واتكلمى مع كريم أكيد هيقولك اللى أنتى عايزاه .
نور بأسف : اللى عمل فيا كده يهم صاحبك اكتر مني علشان كده بيحميه ومش عايزنى أعرفه .
عمار غير مصدق : إيه اللى أنتى بتقوليه ده يا نور ، محدش أهم منك عند كريم .
نور بحده : كدب .. مجرد كدبه وأنا للأسف صدقتها ، بس اطمن خلاص أنا فوقت منها ومش هسيب حقي تانى لحد وبلغ صاحبك أنى هوصل للى عمل كده ولو طلع اللى فى دماغي صح محدش هيرحمها مني .
وأنطلقت بنفس الغضب دون أن تعطيه فرصه للرد أو إيقافها ليسرع ممسكاً بهاتفه وهو يطلب رقماً سريعاً وما أن تلقي الرد
عمار بعصبيه : ألحق يا كريم الدنيا هتتقلب .
كريم بتوتر : فى أيه يا ابنى أنت ، حصل إيه ؟
عمار : نور كانت عندى وعصبيه جداً ومصممه تعرف مين اللى كان بيخلط لها القهوه بالهيروين .
كريم بتنهيده : عارف حاولت تضغط عليا واتهربت منها .
عمار بحده : اتهربت من مين ؟ نور عارفه يا كريم بس عايزه تتأكد .
كريم بعصبيه : أنت بتقول أيه وهتعرف منين ؟
عمار : نور قالت لي بالحرف الواحد لو طلعت اللى في دماغى أنا مش هرحمها .
كريم وقد ازداد توتره : هتعرف ازاى بس ؟ أكيد أنت فهمت غلط .
عمار بتأكيد : لا أنا متأكد من اللى سمعته ، نور عارفه وغضبها منك بيأكد شكى ، نور متأكده أن اللى عمل كده واحده ست وإنها تهمك اكتر من نور وعلشان كده إحنا مخبيين عليها .
كريم بعصبيه : دى كارثة ، نور لو عرفت الموضوع مش هيعدى على خير .
عمار بتساؤل : أنا عايز أعرف إيه اللى حصل وخلاها فتحت الموضوع ده دلوقتي .
كريم بعصبيه : معرفش إحنا من يوم  المستشفى وهي رافضه الكلام معايا أصلاً غير فى الموضوع ده والنهارده الزفته رنا استفزتها بالكلام واضطريت أتدخل فاتهمتنى إنى واخد صفها والهانم امى زى عادتها اتدخلت والحكاية كبرت اكتر فغضبت عليهم ومشيت الصبح من البيت من غير ما اصالحها .
عمار بعتاب : غلطت غلطة العمر لما عملت كده فى نور ، عمرها ما هتسامحك .
كريم بعصبية شديدة : كنت عايزنى أعمل أيه يعنى ، اسيب كل حاجه تعبت وشقيت فيها لغيري ياخدها على الجاهز .
عمار بلوم : لو نور كانت مكانك كانت هتسيب كل حاجه علشان خاطرك من غير ما تفكر .
كريم بعصبية : اللى حصل حصل يا عمار مش وقته .
عمار بحده : لا ده وقته ، أنت أصلك مشوفتش نور كانت حالتها عامله ازاى وأنت عارف الدكتور قال إيه .
كريم بتوتر : هى نزلت من عندك وحالتها عامله إيه ؟
عمار : نازلة وهى بتطلع دخان من ودانها ، ومش شايفه قدامها من العصبيه ده صوتها سمع الشركة كلها .
كريم بعصبية : اووووف ، بكلمها ومش بترد .
عمار بحده : ده أنت بارد يا أخي ، يعنى عايزها ترد عليك بعد كل ده .
كريم بغضب : أعمل إيه يعنى ؟
عمار بعتاب : متعملش حاجه يا كريم ، بس افتكر أنى حذرتك قبل كده أنت كده بتضيع نور منك .
كريم بتوتر : وبعدين يا عمار ، هى هتاخد وقتها وبعد كده تهدأ ، ما أنت عارفها .
عمار بتأكيد : ما أنا علشان عارفها يا صاحبي بقولك أنك بتضيعها من أيدك .
لم يدرى ماذا يفعل فهو يعرف أن ما يقوله صديقه هو نفس الإحساس الذى يلازمه منذ عدة أيام ، يشعر بأنه قد اضاعها وخسر حبها له ولا يعرف كيف يعيدها ويرضيها فقد أخطأ كثيراً بحقها وسامحته كثيراً لكن خطأه هذه المرة لا يغتفر ، لقد طعنها بقلبها واحرق ثقتها به عندما عاد إليها بزوجة أخري ، يتذكر جيداً نظرتها له ووقوعها فاقده للوعى والنزيف الذى حدث لها وما أن حملها وأسرع بها للمستشفى حتى علم بحملها وقد شاء الله أن ينجو الجنين ولكن حذره الطبيب من ضرورة عدم تعرضها للضغط أو العصبية حتى لا تتعرض للاجهاض وأكد الطبيب على ضرورة الراحه لها لخطورة الإجهاض على صحتها ومن وقتها لم يمر يوم دون أن يضغط على أعصابها أكثر وأكثر سواء من ابنة خالته الملعونة التى تزوجها أو من والدته التي كانت السبب فى زيجته الثانية ، وقطع أفكاره رنين هاتفه ليجده عمار من جديد
كريم بتنهيده : أيوه يا عمار .
عمار بصراخ : كريم ألحق نور فى المستشفى .
كريم بلهفه : أنت بتقول أيه ؟
عمار بعصبيه : اللى كنت خايف منه حصل ، نور اتقلبت بيها العربيه وفى مستشفى .....
أحس بالظلام يحيط به من كل جانب ، هل ضاعت منه حبيبته بسبب انانيته وطمعه اللا محدود وافاق على صوت عمار : أنت معايا ؟
كريم بتشوش : أيوه ، أنا جاى حالاً .
انطلق إلى المستشفى لا يعرف كيف وصل إليها فقد كادت سيارته تنقلب به عدة مرات وما أن وصل حتى أسرع ركضاً ليسأل عنها ووجد عمار أمامه والدموع تغرق عينيه ، يعلم بأن الموت أخف عليه من فقدانها ونظر إلى عمار وهو يتمني أن لا يسمع منه أكثر ما يخشاه 
عمار ببكاء : نور بين الحياة والموت وأنت السبب .
كريم بانهيار : قولى إنها بخير .
عمار ببكاء : لو ماتت عمرى ما هسامحك أنت سامعني .
كريم ببكاء : لو نور حصلها حاجه أنا اللى عمرى ما هقدر اسامح نفسي .
جلسا أمام غرفة العمليات ينتظران خبراً قد يعيد إليهما الحياة أو قد يقضي عليهما ، وبعد ست ساعات مرت كأنها سنوات خرج الطبيب وعلى وجهه علامات الاستياء والحزن لينقبض قلبيهما
عمار باندفاع : أرجوك طمنى حالتها عامله ازاي ؟
الطبيب بعمليه : حضرتك جوزها ؟
عمار بأرتباك مشيراً لكريم : لا ده هو جوزها وأنا زى أخوها الكبير .
الطبيب بتفهم : للأسف فقدنا الجنين ، وإصابة الضهر مش هنقدر نحكم عليها قبل ما تفوق ونعمل اشعه تانيه توضح اكتر .
عمار بحزن شديد عليها : لا حول ولا قوة إلا بالله ، طيب حالتها خطر .
الطبيب مفسراً : عندها كسر فى الذراع اليمين وخلع فى الكتف الأيسر ونزيف داخلى بالرئة والحمد لله قدرنا نسيطر عليه ونوقفه ، بس برضه للأسف هى انهارت ودخلت فى غيبوبة اختيارية .
كريم بصراخ : يعنى أيه ؟ يعنى مش هتصحى ؟
الطبيب بأسف : للأسف دى حاجة مش بتبقي تحت سيطرتنا ، الغيبوبة ممكن تكون ساعات أو أيام أو شهور أو ...
عمار مقاطعاً : ان شاء الله هتكون بخير .
اعتذر لهما الطبيب وانصرف تاركاً كلاهما فى حالة إنهيار تام
عمار بعتاب : شوفت انانيتك وصلتها لفين ؟ يارب الفلوس والشركات تكفيك وتفرحك وتخليك تعرف تنساها وتعيش حياتك .
كريم ببكاء : بس يا عمار كفايه ، أنا عندي إستعداد أعمل أى حاجة فى الدنيا بس ترجع لى .
عمار بلوم : بعد إيه يا صاحبى ؟ بعد ما قتلت أبنها وكسرتها وكسرت قلبها .
كريم ببكاء : والله ما كنت أعرف أن كل ده هيحصل .
عمار بعصبية : أمال كنت فاكر لما تروح تتجوز عليها وتجبرها تعيش مع اكتر واحده بتكرهها في الدنيا هتبقي كويسه وتمام ولا أنت علشان اتعودت تعمل كل غلطة وهي تسامح وتسكت علشان بتحبك ، ياما حذرتك إنك هتخسرها لكن دايماً كانت بتهون عليك تجرحها ، بجد هي خسارة فيك .
كريم بعصبية : عمار !! متنساش إنها مراتي .
عمار بغضب : أنت اللى نسيت إنها مراتك .
تركه وانصرف من أمامه غاضباً لا يريد أن يراه ، يلوم نفسه فهو السبب فى تعرفها عليه ، هو من أوجدها في طريقه ، هو من شجعها على حبها له وقد ظن أن حبها سيكون كافياً ليغير من شخصية صديقه ولكنه عرف الآن إنه قد ألقى بها وسط الجحيم ، توجه للجامع كعادته ليصلي ويدعو الله لعله يستجيب له وينجيها مما هي فيه .
مرت الأيام والأسابيع ومازالت نور كما هي بغيبوبتها لا تفيق ، واظب عمار علي زيارتها يومياً بينما أصبح كريم يزورها بشكل متقطع متحججاً بعمله وانشغاله بزوجته الثانية التي أعلنت عن حملها منذ عدة أيام ليزداد لوم عمار لنفسه وتألمه على حالها ، وبعد مرور شهرين أعلنت الأجهزة عن عودتها مرة أخرى إلى الحياة وقد أطمئن الأطباء علي حالها وتأكدوا من عدم تضرر عمودها الفقري وكانت كل اصاباتها قد شفيت تماماً وطلبت من الطبيب الإتصال بعمار وأصرت على عدم الإتصال بزوجها بعد أن علمت من الممرضه المختصه بمراقبتها أن عمار هو من كان يواظب على زيارتها يومياً ويجلس بجوارها يحدثها عدة ساعات بينما أكتفي كريم بزيارة سريعه كل عدة أيام وما أن حضر عمار حتى سالت دموعه فرحاً بها وبعودتها سالمه إليه
نور مبتسمه : يخربيت عقلك بتعيط ليه يا فقر ؟
عمار ضاحكاً : وحشني لسانك الطويل .
نور مبتسمه : وحشتني رخامتي عليك .
عمار ضاحكاً : يا ستي قومي ورخمي عليا براحتك .
نور بتقدير : ربنا يخليك ليا يا عمار ، يلا أقعد بقى علشان أنت طويل أوى ورقبتي وجعتنى .
عمار بسخريه : هههههههه يخربيت كده ، ما أنتى اللى قصيره اعملك إيه أنا ؟
نور بغيظ : أنا اللى قصيره ولا أنت اللى طويل زياده عن اللزوم ؟
عمار ضاحكاً : خلاص هموت بسببك .
نور بابتسامة : بعد الشر عليك .
ليبتسم لها ويجلس بجوارها وهو يتأمل وجهها الجميل يعلوه الشحوب بعد غياب طويل
نور بهدوء : قولى اللى حصل وأنا نايمه .
عمار بأرتباك : عايزه تعرفي أيه دلوقتي ، خليكى فى نفسك وفي صحتك .
نور بتصميم : عمار ! قسماً بالله لو كدبت عليا أو خبيت عليا حاجه المره دي كمان مش عايزه أعرفك .
عمار بتوتر : يا نور مش وقت الكلام ده .
نور بحده : عمار ، هتقول كل اللى حصل أو تتفضل تخرج من هنا ومترجعش تانى .
عمار بتنهيده فهو يعرف عندها : عايزه تعرفي أيه ؟
نور بهدوء : كل حاجه ، من أول البيه جوزى اللى مش بيزورني لحد الهانم اللى كانت عايزه تخلينى مدمنه وتموتني .
تنهد عمار وقص عليها ما حدث منذ وقوع الحادث وأكد على إنهيار كريم وبكاؤه عليها لتبتسم ساخره وبرر غيابه بتراكم الأعمال والمشاكل مع والدته ومع زوجته الثانية
نور ببرود : مراته حامل ؟
عمار بتعجب : عرفتي منين ؟
نور بوجع : توقعت ، ممكن تتصل بكريم وتقوله إنى فوقت علشان ييجى .
عمار بقلق : ناويه على إيه يا نور ؟
نور بهدوء : ناويه أخد حقي وحق أبني اللى مات قبل ما يشوف النور .
عمار بتردد : يا نور اللى حصل ده إرادة ربنا .
نور مؤكده : ونعم بالله ، من فضلك أتصل بيه .
قام عمار بالاتصال بكريم وأخبره بأن نور قد أفاقت من غيبوبتها وتطلب رؤيته وأبلغه بأنه سيأتي إليها في الحال ولكنه تأخر ما يزيد عن ثلاث ساعات حتي حضر إليها وهي تزداد إصرار على ما بداخلها بمرور الوقت
كريم بابتسامة مرتبكه : ألف حمدالله على السلامه يا حبيبتي .
نور ببرود : الله يسلمك .
عمار بقلق : طيب عن اذنكم أنا هستني بره .
نور بهدوء : خليك يا عمار أنا عايزاك .
عمار بارتباك  : أنا بره لحد ما تخلصى .
نور بإصرار : قلت خليك يا عمار .
كريم بتوتر : إيه الحكايه ، في أيه يا نور ؟
نور ببرود : أنت اتأخرت ليه ؟
كريم بتوتر : معلش حصل ظرف وعطلني .
نور بسخريه : أيه المدام مكانتش عايزاك تيجي .
كريم بتوتر : مش كده يا نور ، هي بس كل الحكايه إنها ... يعني ...
نور مقاطعه : حامل وبتتوحم ومينفعش تزعلها .
كريم ناظراً بغضب لعمار : أنتى مين اللي قالك ؟
نور ببرود : مش عمار اللى قاللى فبلاش نظراتك دى ، المهم بقي أنا مش عايزاك علشان كده .
كريم بأرتباك : بكره لما تخرجي بالسلامه ، ربنا ان شاء الله هيعوض علينا ويبقي عندنا بيبى و ...
نور مقاطعه : لا سيبك من الكلام ده علشان مش هينفع معايا المره دي .
كريم بتوتر : يعني أيه ؟
نور ببرود : طلقني يا كريم .
كريم بعصبية : أنتى اتجننتى فى عقلك .
عمار بدهشه : أيه يا نور الكلام ده ؟
نور ببرود : عمار من فضلك بلاش تتدخل ، أنا عقلت مش اتجننت .
كريم بغضب : وأنا مش هطلق ، فاهمه ؟
نور ببرود : وهتعمل أيه بواحده عاجزه ومشلوله ؟
لتتسع أعين كلاً من كريم وعمار من الصدمه
نور ببرود : من فضلك ورقتي توصلني النهارده .
كريم بتردد : بس ...
نور ببرود : من فضلك بلاش كلام اكتر من كده كفايه بقى مش عايزه اسمعك تانى .
انصرف كريم دون مزيد من الحوار معها وبقي عمار ينظر لها ولا يدري ما الذي تريده
نور بهدوء : هتفضل واقف متنح كده كتير .
عمار بأستغراب : ليه يا نور ؟
نور ببرود : ليه ايه يا عمار ؟
عمار بسخط : ليه كدبتي عليه ؟
نور بسخرية : ده آخر امتحان ليه يا عمار .
عمار بتساؤل : قصدك أيه ؟
نور بهدوء  : يعني لو طلقني علشان أنا عاجزه يبقي مكانش يستاهل حبي من الأول ولو ...
وفي اليوم التالي جاء المحامي لزيارتها ليخبرها أن كريم قد وافق على طلاقها مقابل تنازلها عن كل شئ فنظرت لعمار وكأنها تخبره إنها علي حق ....

هل يكون الحب دائماً بلا قيمة ؟

هل يستحق شخصاً مثل كريم الحب ؟

أيكون كريم سبباً في رفض نور للحب ؟

هل انتهت الحياة بالنسبة لنور ؟

هل يمنحها القدر فرصة أخري للحياة ؟

الناس اللى بتقرا متنسوش ال vote 😂😂😂


 

في سبيل الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن