هروب البطل من الرواية! (قصة قصيرة).
وعند الصفحة رقم “127” قررت أن أهرب من الرواية! أعلم أنني تركت هذا “الروائي” المجنون في مأزق عظيم.. ولكن من الذي قال له أن يختارني أنا تحديداً بين أكثر من 120 مليون مواطن لأكون بطلا ً لروايته التعيسة؟! كنت أرى أن الأحداث تتجه لنهايتي..وأن الحبكة تستدعي موتي.. هل كان سيقتلني دهساً بسيارة مسرعة يقودها “كومبارس” مجهول، دوره الوحيد هو أن يدهسني؟.. أم إن عقله الروائي المريض كان سيدفعني إلى الانتحار؟!. لا أعرف.. الذي أعرفه أنني قررت الهروب من صفحات الكتاب.. إلى شوارع الحياة..كنت أعبر الشوارع بريبة.. كنت أنظر بخوف إلى كل السيارات.. “لعل بينها سيارة أرسلها الروائي لكي تدهسني”.. حتى هذه اللحظة لا أصدق أنني هربت من النص! عند المساء اخترت فندقا صغيراً ورخيصاً لأقضي ليلتي فيه. في الصباح صحوت على صوت قرع باب الغرفة.. فتحت الباب.. كان “الروائي” يقف أمامي.. كانت ملامحه حزينة ومرهقة.. وعيناه مشوشتان ومرتبكتان.. قال لي: ـ لم أنم البارحة.. ـ …… ! قال لي كلاما كثيرا عن: قيمة أن أعيش داخل “النص”.. لا خارجه. وقال: إن الحياة كذبة.. و”النص” حقيقة. وأقنعني: أنني حتى لو مت داخل “النص”.. فإنني لا أموت! وأضاف بخضوع: سنجد مخرجاً لنجاتك من الموت. قلت له : إذاً نتفق على بعض التفاصيل.. قال دون تفكير: موافق.
عند الصفحة “128“.. قتلني!