الفصل الرابع

128 18 2
                                    

#يوليو_والحريه
بقلم بتول على
#الفصل_الرابع_والأخير
نظر محمود وجمعه إلى إسماعيل الذى سقط أرضاً بعدما أصابته رصاصه فى صدره ، أطلق محمود رصاصه من سلاحه وأصاب بها الضابط الذى أصاب إسماعيل ، قام محمود وجمعه بحمل إسماعيل واستطاعوا الهرب بمساعده حمدى وباقى الرجال ، حاول محمود إسعاف إسماعيل أكثر من مره ، لا يصدق أن صديقه فارق الحياه ، ربت جمعه على كتفه وقال وهو ينظر له وعلامات الحزن تكسو وجهه:
خلاص يا محمود كفايه هو خلاص مات
أنهى جملته وقام بمسح دموعه التى انهمرت حزنا على رفيق طفولته الذى كان يتشارك معه دائما فى كل شىء .
فى اليوم التالى كان يقف جمعه وبجانبه محمود أمام قبر إسماعيل يقرأ له الفاتحه ربت محمود على كتفه ثم أردف قائلاً:
احنا لازم نكمل المشوار اللى هو كان ماشى فيه لازم نحقق أخر أمنيه إسماعيل إتمناها قبل موته
نظر جمعه إلى محمود بحزن وهو يقول:
أمنيه إيه اللى إسماعيل إتمناها قبل ما يموت ؟؟؟؟؟
أردف محمود وهو ينظر له بهدوء قائلاً بحزم:
إننا نروح القاهره ونشارك فى المظاهرات اللى هناك
بادله جمعه نظرته بأخرى جامده وقال:
عندك حق أنا عندى إحساس إن قريب أوى هنرتاح من الإنجليز
ابتسم محمود ابتسامه واسعه فصديقه جمعه محق فقريبا ستتحرر مصر من الاحتلال الإنجليزى لم يتبقى فقط سوى خمسه أشهر ويبدأ هذا الأمر ، ليته يستطيع اخبار جمعه أن حدثه صحيح ولكن للأسف إن أخبره بذلك فهو لن يصدقه وعلاوه على ذلك سيصبح مجنونا فى نظره .
فى اليوم التالى سافر محمود برفقه جمعه وحمدى إلى القاهره وشاركوا فى المظاهرات فى القاهره ، لم يشارك فى المظاهرات طلاب الجامعات فقط بل شارك بها أيضا رجال الشرطه ، بسبب كل هذه الأحداث انخفضت شعبيه الملك فاروق وبعد مرور عده أشهر قامت الثوره تحت قياده اللواء محمد نجيب الذى تم اختياره من قبل الضباط الأحرار ، كان من أهم نتائج هذه الثوره اجبار الملك فاروق على التنازل عن العرش والرحيل إلى بريطانيا ، ليس هذا فقط بل استردت مصر حريتها من أيدى الاستعمار البريطانى ، كانت فرحه الشعب المصرى لا توصف .
ظهرت الفرحه على وجه جمعه عندما سمع خبر رحيل الملك فاروق نظر إلى محمود الذى يحتسى الشاى وابتسم وهو يقول:
مش قولتلك قبل كده أنا قلبى حاسس إن الإنجليز زمانهم قرب يخلص
بادله محمود الابتسامه قائلاً:
فعلا قولتلى والحمد لله احساسك طلع صح
تدخل حمدى قائلاً بهدوء:
إن شاء الله هى مسأله وقت والإنجليز يخرجوا نهائى من مصر
فى هذه اللحظه تذكر جمعه رفيقه إسماعيل الذى كان يسعى دائما لتحقيق هذا الحلم ، قال وهو ينظر بحزن إلى صوره إسماعيل المعلقه على الحائط:
الله يرحمك يا صاحبى كان نفسى تبقى عايش معانا وتشاركنا فرحتنا
نظر حمدى هو الأخر إلى صوره إسماعيل وقال:
كان هيكون مبسوط أوى لما يشوف إن اليوم اللى فضل مستنيه طول عمره جه أخيرا
تنهد محمود قائلا بنبره يملؤها الحزن:
أحسن حاجه نعملها يا جماعه إن احنا نقرأ الفاتحه لروحه
فى هذه اللحظه سمع محمود صوتا غريبا يشبه صوت رنين هاتفه ، كيف يعقل هذا فجأه أصبح كل شىء أمامه أسود ولم يعد يشعر بأى شىء ولا يسمع أى شىء سوى صوت رنين الهاتف الذى ما زال مستمرا ، استطاع أخيرا أن يفتح عينيه ليجد نفسه فى غرفته وعلى سريره نظر حوله جيدا ليتأكد مما يراه ، اتسعت حدقتى عينيه بشده لا يعقل هذا حقا منزله وهذه غرفته وهذا الشىء الذى ينام عليه هو سريره وصوت الرنين الذى يسمعه هو رنين هاتفه .
ماذا يعنى هذا أن كل ما مر به كان مجرد حلم؟؟؟!!!!!
لا يصدق هذا كل شىء كان حلم ، حلم اخترعه عقله بعد حديثه مع والدته واستخفافه بالثوره التى غيرت تاريخ مصر منذ سنوات عده ، أمسك هاتفه ونظر إلى الشاشه ولم يكن المتصل سوى صديقه حازم فضغط على رمز الإجابه وقبل أن يقول أى شىء سمع حازم يقول:
إيه يا محمود أنت فين أنا بقالى ساعه بتصل بيك وأنت مبتردش
ابتسم محمود قائلاً:
معلشى يا حازم افتكرت حاجه مهمه ومش هينفع أجى معاكم السينما روح أنت والشباب
تنهد حازم قائلاً :
تمام سلام
وضع الهاتف جانبه ونهض من السرير توضأ وصلى الظهر وارتدى ملابسه على عجاله ثم أخذ هاتفه ومحفظته وخرج من المنزل ، استقل دراجته الناريه وانطلق إلى المكان الذى يجب عليه أن يتواجد به الآن .
وصل أخيرا إلى وجهته قام بصف دراجته فى مكان مناسب ثم دلف إلى هذا المبنى أخذ يبحث عن والدته وسط كل هؤلاء الناس ليجدها تنظر له بذهول لا تصدق أنه حقا موجود ، تقدم ناحيتها وقال وهو يبتسم:
معلشى يا ماما اتأخرت شويه
كانت تنظر له والصدمه تسيطر عليها لا تصدق ما تراه أمامها ، قالت وهى تنظر له بذهول :
أنا مش مصدقه أنك واقف قدامى هنا وفى الجمعيه
أمسك كفيها وقام بتقبيلهما وابتسم قائلاً:
لا صدقى أنت كان عندك حق لازم أشارك فى الإحتفال بذكرى الثوره العظيمه دى وأكون مقدر لمجهود الظباط الأحرار ومش بس كده لازم أقدر تضحيه كل مواطن مصرى عمل المستحيل عشان مصر تبقى حره وعشان احنا دلوقتى نعيش أحرار
لم تصدق هند ما يقوله محمود الآن لقد تحققت تلك الدعوه التى دعتها عندما خرجت من المنزل والتى كانت أن يأتى محمود إلى الجمعيه ويشارك بالإحتفال نظرت إلى محمود وقالت :
أنت متعرفشى أنا النهارده فخوره بيك قد إيه
بادلها محمود ابتسامتها قائلاً:
وأنا كمان دلوقتى بس بقيت فخور بنفسى

النهايه
#batol

يوليو والحريه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن