وقفت وهي بين يدي بين بوابتي القادمين والمغادرين أتنفس عطرها كمن يسرق في وضح النهار ..
قبلت عنقها على عجل ثم أخذت وقتي وأنا أقبل خدها ..
كأنني أترك قبلاتي أمانة بين يديها ..
حاولت الدخول معها إلى صالة الانتظار ولكن الأوامر كانت واضحة ممنوع الدخول ..
أوصلتها إلى آخر نقطة نلتقي فيها ثم مضيت إلى سيارتي يرافقني عطرها العذب والصاخب مثلها تماماً..
شممت راحة يدي بل تنفستها وأنا أذكر آخر لحظة بيننا وهي تتعلق بيدي كأنها تخبرني أن لا أسمح لها بالرحيل ..
ذلك السفر الطويل لعامين ..
لا أعرف ماذا تحمل لنا الأيام أو ماذا تحمل لي حتى..
أخبرتها وأنا أكذب أن كل شيء سيكون بخير وأنني سأكون بانتظارها عند عودتها السنة القادمة
وصلني خطاب قبولي في منحة الماجستير قبل سفرها بيوم ٍ واحد ..
وعقلي أصبح مشتت بين نقاشي الآخير مع أهلي حول الموضوع لأضعهم تحت الأمر الواقع وقراري بإخبارها أو لا
يفترض أن يصبح لقائنا أسهل ونحن بالخارج ولكن الأمور معقدة أكثر.. لم أخبرها ..
لأنني لم أكن قد قررت هل سأذهب أم لا ..
كان سفرها عنيداً مثلها .. ولكنني لم أتركها عند بوابة المغادرين وحدها ..
ابتسمت عندما تذكرت كلام أحد الأصدقاء
الحب معجزة.. ولكن إنقاذه في هذا المجتمع يحتاج ألف معجزة ..
سافرت هي وأنا هنا أقف على حافة الانتظار
YOU ARE READING
حروف لن تصل
Short Storyحياتنا .. أجزاء نمر بها بتفاصيل مختلفة .. هي حياة واحدة أو عدة .. هي نحن