الورقة الأولى

102 10 11
                                    

كنت واقفا في الصف لشراء قهوتي المعتادة وكان يقف خلفي؛ عرفته من البحة في صوته الخشن
أردت أن ألتفت وألقي التحية -ليس كما لو أننا رفاق لكن يغمرني شعور بالألفة في وجوده بالقرب حتى أنسى كراهيتي للتحدث مع الغرباء وأرغب في بدء محادثة معه-
لكن قدماي لم تتحركا وحلقي جف من الارتباك.. لحسن الحظ أن الباريستا مألوف مع طلبي ولم يحتج سوى هزة رأس للإيجاب على سؤاله "المعتاد؟"
كنت أنقب في جيوبي بعصبية أبحث عن فكّة لإكمال مبلغ القهوة، لِم لا أتعلم من أخطائي وأحصي نقودي قبلها؟! فاجأني كون صوته موجهًا لي حين قال بحماسة: "هاك! لدي ما يكفي"
قرقعة العملات المعدنية أعادت صوتي لي: "أوه شكرًا!"

كان هذا أول تواصل فعلي بيننا!

لا يعني هذا أنني لا أعرفه، ندرس سويا في معهد الفنون ونتشارك ثلاثة صفوف في الأسبوع، لم أخض معه حديثًا ولكن أذني تنجذب لصوته الغريب كالمغناطيس لذا أعرف عنه الكثير -يسمونه استراقًا للسمع؟ ما علينا-

يحب أزهار دوار الشمس والمظلات والغيوم والمطر
يحب الأفلام الدراما-رومانسية والاستماع للموسيقى
يلتقط الكثير من الصور ويهمهم مع نفسه بأغان مجهولة اللحن ويملك حمية غذائية غير مفهومة مع أنه مدمن للقهوةـ... أظن أنني أفعل أكثر من مجرد استراق السمع

أُقسم أنني لست مطارِدًا!

like a star ur ma angelحيث تعيش القصص. اكتشف الآن