مُقتَطف(8)

12 0 0
                                    

"Flash back"
ارتدت فستانها المُلون بلون زهور عباد الشمس ثم توجهت لغرفته المتواجده بجانب غرفتها لكنها لم تجده بالداخل ، تقدمت بخطواتها لتقوم بطرق باب المرحاض فلم تجد جواب ، كررت فعلتها عده مرات لكن بدون جدوى ، كانت على وشك الخروج من الغرفه حينما سمعته ينادي باسمها

: استني يَـ ريما ، رايحه فين بشعرك المنكوش ده

التفتت الصغيره لمصدر الصوت ، لتجده يهم بالخروج من اسفل الفراش ليتقدم ناحيتها ليجلس على ركبتيه كي يتمكن من طبع قبلة طفولية على احدى ثغريها

: كل سنه وانتِ طيبة يَـ اوزعة

تطلعت به بلوم ثم قامت برفع سبابتها التي لا تتعدى الخمسة سنتي مترات امام وجهه لتهتف له بصرامه

: قولتلك قبل كده اني مش اوزعة ولا حاجه يَـ مالك ، انت بس اللي علشان طويل شايفني صغيره انما انا خلاص كبرت ، ده حتى بقيت بعرف افتح باب اوضه المرسم

قالتها لتعيد يدها بجانبها كما كانت ليدعي هو الآخر الذهول

: يَـ خبر ، اخيرًا عرفتي تفتحيه لواحدك
: ممم صدقت بقى اني كبرت
: شطوره يَـ ريما

قالها بعد ان وضع يده اسفل ذقنها ليكمل : بس برضو انتِ عندك "تسع سنين" بس يعني لسه صغيره انما انا عندي "تلتاشر" يعني اكبر منك بخمس سنين يَـ اوزعة أنتِ

انزعجت من نعته لها بتلك الكلمه فهرولت مسرعه من امامه لتدلف غرفتها فهم ليُلاحقها ليقوم بالاعتذار منها
فهو لا يريد ازعاجها بيوم ميلادها

دلف هو الآخر ليجدها جالسه بمنتصف فراشها الصغير ومعالم الحزن تكسو وجهها الملائكي بوضوح ، فصعد
ليجلس بجوارها

: آسف يَـ ريما كنت بهزر معاكِ ومكنتش اقصد ازعلك مني صدقيني

: كل مره بتقولي كده
: عندك حق بس مفيهاش حاجه يعني لما اغيظك شويتين ، مش كل مره تزعلي مني كده

صمت قليلًا ليستمع لاجابتها التي لم تخرج من فمها حتى الآن لكن دون جدوى ، لم يتلقى منها سوى صمت مصاحبه بنظرات تفيض باللوم فادرك ان تلك الصغيره لن تسامحه بسهوله

هم للخروج من الغرفه لكنه توقف حينما منعته يديها الصغيرتين الاتي تمسكا باحدى ايديه ، فالتفت لها ليجدها تشير له بالانخفاض لمستواها فعلم ما الذي تنويه ثم انخفض جالسًا على ركبتيه لتفرك اذنه بكامل قوتها كعقابًا منها على فعلته

: كفاايه يَـ مفتريه وداني هتطلع في ايدك
: كداب انا اصلا عارفه انك بتمثل

تطلع بها بتعجب ، تلك الدميه الصغيره التي ولدت بين يديه قبل بضعة سنوات ، اصبحت لعبه تمثيليته تلك لا تمر عليها قط ، بل ادركتها ببضعة دقائق

: طيب ممكن تسيبيني بقى علشان محضرلك مفاجاه جميلة شبهك

ما ان سمعت تلك الكلمات حتى تركت اذنه بسرعه لتقفز بمكانها عده قفزات من فرط سعادتها

: بجد يَـ مالك تب قولي ايه هى بسرعه

وضع يده في جيبه ليخرجها بخاتم بلاستيكي صغير يحمل نفس لون فستانها الاصفر ، يعتليه قطعه صفراء تُشكل قلب صغير ليقوم بسحب يدها ليضعه بها

: كنت عايز اجيبلك واحد غالي لكن الفلوس اللي كانت معايا مكفتش ، اوعدك يَـ ريما لما اكبر هجيبلك واحد غالي ويكون احلى من ده كمان

نظرت له نظره مليئه بامتنان على هذه الهديه الجميله التي اسعدت اعماق قلبها

: ده حلو اوي اوي يَـ مالك بجد شكرًا ليك
: مفيش شكر بينا انتِ نسيتي ولا ايه ، ثم همس تجاه اذُنها قائلًا : بعدين ده خاتم خطوبتنا بس اوعي تقولي لماما
: متخافش مش هقولها بس هو انا هلبس الفستان امتى؟
: لما تبقي كبيره شبهي هجيبلك الخاتم الغالي وهاخدك معايا اجيبلك الفستان اللي يعجبك ووقتها هنعرف ماما كل حاجه ، دلوقتي بقى روحي لماما خليها تسرحلك شعرك علشان شويه كده نازلين نزور خالتو
: لا انا عيزاك تسرحني انت
: بس كده ، من عنيا يَـ ست ريما

  مُقتَطف ..")حيث تعيش القصص. اكتشف الآن