أيتها البلهاء

5 1 0
                                    

" أيتها البلهاء، هذا العريس الثالث "
قالتها عجوزُ تصرخ من بلكونةٍ بعلو صوتها.
سمعتها أثناء مروري بأحد شوارع القاهرة القديمة،
طالباً بيت أ/ مراد الشوبكي،
مهندم الملبس ممسكاً بصندوقٍ من الكيك والبوتيفور،
لأهنئ سيادته لحصوله على رسالة الدكتوراة

يبدو أن إحداهن ممتنعة عن الجواز،
ربما بغرض الحب المُتَّقد المختزن لآخر أو بغرض إكمال التعليم.
ال DJ الملحق بحنجرة هذه العجوز يفتك بهدوء الحارة البسيطه فتكاً، فنَظرْتُ ويسبقني فضولي للبلكونة،
فامتلكني الذهول لبضع دقائق !
رأيت كوكبٌ دريٌ ينير.
فاتن حمامة تنشر غسيل البيت اليومي وأنا عُمَر الشريف المُتيّم !

" يا أمي كفي، أوووف "
قائلةً إياها تلك الحمامة،
ثم تركت قميص أحدهم فسقط على وجهي !
صراحةً لم أفق من غيبوبتي إلا على صوت الضحكات تتعالى على هذا الساذج الكلاسيكي صاحب القميص المبلل على رأسه !
لم أعر هؤلاء الشامتين انتباهاً.
ثم قلت حسنًا، لنمشي بمبدأ اعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه.
وهذا -القميص- حقهم.

صاعدًا درجات سلم يتهاوى كحال قلبي، وكل خطوةٍ هي أكبر من أختها،
توتري يزداد وكأن الهلاك ينتظرني في آخر الممر. !
ثلاث خبطات على الباب ثم خرجت لي أمها، مُقضَّبة الحاجبين مُتقدة الوجه كمن خرج من ( علقة ) لتوه.

" يا ساتر يا رب " قالها عقلي في لحظة
" مَن تريد يا حضرت ؟! "
أصبحت لُكَعاً فقلت : ( آآآه )
" انتظر أنت العريس صحيح ؟ "
بحق الله لا أعلم لماذا قلت ( نعم أنا )
مُمسكةً بيدي كسجانٍ يزج السجين بزنزانتهُ،
وبسرعة إنتباه القطط، قد أفلت القميص من يدي - أداة الجريمة- قبل أن تلحظها !

لا أعلم صواب قراري ولم أعد أتمكن من اختيار فراري !
أصبحت مقيدًا بعرسٍ لم يكن في الحسبان !
وأستاذ مراد، ذلك المُنتظِر للبوتيفور، سيأكله حماي المستقبلي ذو القميص ال x لارج !
جلستُ أمام والدها المبجل - يُقطع في فروتي - ثم أنهى كلامه من أين عرفتها !
برد فعل القطط مرةً أخرى واستحضار الإجابات الفورية قلتُ : " زميلتها تكون قريبتي "
- " وأين والديك؟ هل هما ممانعان لهذه الزيجة؟ "
= " لا يا عمي - عمي !!!! - هما مسافران وعندهما علم "
اكتفى بالإجابة ولم يسأل عن فرد آخر من أفراد العائلة.
هز رأسه مبتسماً " هَلُمي يا ليلى "
" سندعكم بمفردكم قليلاً "
اسمها ليلى ؟ ، ليلاي ، ليلى مراد ، اسمها ليلى. ❤

أيا كل ليلاي يا من ملكت فؤادي
قد اختلجني شعور الشفاء فأنتِ دوائي

بحق الله هل أنا مريض ؟
أتغزل في فتاةٍ أوقعت قميص أبيها على رأسي لا هي تعرفني ولا أنا أعرفها !
ثم خَرجت سيدة الحُسن وأميرة القصر.
أنهت تفكيري المضطرب.
مقطِّبة الحاجبين مستغربةٌ ، قائلةً في لُب عقلها :-
" من هذا السِكير المُتخلف ؟ "
قاطعتُ استغرابها قائلاً : " لقد أسقطتِ القميص خاصة والدك على رأسي ، فكنتُ فاعل خيرٍ وساعي فانلات ، أما الآن فأمكِ وضعتني في وضع عريس مرفوض حتى إشعار آخر،
فاستطردت في حكايتي، بدءًا بمراد الشوبكي نهايةً بمجلسي معها !
حتى ضحكت ! ،
ضحكت بصوتٍ تُهيّم به القلوب وتلين له الحجارة.
توّرد خدها واستطردت هي الأخرى بحكايتها،
لا أعلم أأصابتها حكايتي في مقتل عقلها حتى تقول؛
" نعم موافقة "
أم هو النصيب، ذلك المحرك لمجريات الأمور والمُتحدي للمستحيلات !

أكتب ذلك الجواب في الذكرى الأولى من زفافي على الأستاذه ليلى. ❤

#إسلام_منصور

خواطر اسلام منصور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن